الصمان تتوشح بالأخضر وتستقبل عشاق الكشتات
لبست منطقة الصمان (شمالي السعودية) وشاحا أخضر، وتخضبت أرضها بالنباتات والزهور الموسمية، حتى غدت لوحة من الجمال الرباني تُلوح بوشيها للمولعين وعشاق جمال الطبيعة والباحثين عن الهدوء لزيارتها والاستمتاع بفضائها الرحب وصحرائها الوادعة.
وتحول مرعى الصمان الطبيعي من صحراء قاحلة جرداء إلى روضة مورقة حسناء - بفضل الله - ثم بتتابع سقوط الأمطار الموسمية التي نزعت عنها جلد القفر وارتدت فستان النرجس والخزامى.
وتدخل منطقة الصمان بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية ضمن المراعي الطبيعية في السعودية التي تشغل ما نسبته 171 مليون هكتار من مساحة المملكة.
ولقد عّم الخير أراضي المملكة منذ وقت مبكر، عطفا على موعد المطر الذي تزامن مع موسم "الوسم"، وهو من الأوقات التي تنبئ بالخضرة وتوحي بسنة ربيعية - بإذن الله.
وتشهد رياض وفياض الصمان حاليا توافد الزوار من "الكشاتة" من مختلف مناطق المملكة، وإن كان التركيز أكثر على الواحات الجنوبية الشرقية لكثافة الأمطار هناك، ما شكل بحيرات صغيرة بجانب كل روضة.
وحظيت فياض الضلماء، الهرشانية، بربك دغيم، بربك الحاج، بربك بوحيمد، روضة كحليلة، نورة، وأم غرز، إلى جانب روضة النفل والرواق، بأكبر عدد من الزوار لظهور النباتات الموسمية مثل النفل والحرف والخزامى والشجيرات الأخرى.
وطبقا للدراسة التي كشفت عنها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن الأبحاث والدراسات التي تم تنفيذها للغطاء النباتي والمراعي، أن نبات الرمث يمثل أكثر النباتات سيادة فوق المساحات الشاسعة في الصمان، يليه نبات العرفج وهو نبات عالي الاستساغة خاصة للإبل، فيما أكدت الدراسة أن نسبة الغطاء النباتي تزيد في بيئات محدودة المساحة مثل الروضات والأودية، وتكتسب أهمية كبرى باعتبارها من أعلى أماكن المراعي إنتاجا بسبب زيادة رطوبة التربة فيها.
ووفقا لدليل المراعي الطبيعية في السعودية الذي أصدرته وزارة الزراعة، أن شمال منطقة الرياض من أهم المجتمعات النباتية التي تحتوي على الرمث والعرفج والأكاسيات والعوسج والحرمل، وتمثل ما نسبته 32 في المائة من نسبة الغطاء النباتي، حيث ينتشر نبات السدر والجثجاث كما ينتشر نبات الصمعاء في هضبة الصمان وفي الروضات التي تنتشر فيها الشجيرات.
وكشف الدليل أن نسبة الغطاء النباتي في الصمان يصل إلى 10 في المائة، ويستثنى من ذلك الروضات وبعض الأودية والشعاب التي تغطي ما نسبته 16 في المائة.
من جهة أخرى، من المتوقع أن تشهد الصمان خلال الأسبوع القادم زيادة في عدد المتنزهين، حيث يتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي، وهو ما يستدعي خروج الأسر من البيوت بعد وقت الاختبارات الدراسية لتحظى بفرصة إيقاد النار وسط البراري والغابات في ليلة ملبدة سماؤها بالغيوم.
واستعدت معظم مناطق المملكة لاستقبال إجازة منتصف العام الدراسي بأكثر من 16 مهرجانا.
في السياق ذاته، قد تعكس الرحلات البرية بعض الممارسات الخاطئة، منها عدم الاهتمام بتنظيف المكان عند مغادرته، ورمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها أو إيقاد النار وسط الحشائش، لذا قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنفيذ برنامج "لا تترك أثرا" في منطقة الصمان للحفاظ على المكتسب الطبيعي ولتحقيق استفادة أكبر بالحفاظ على الموارد الطبيعية.