تعليم الحروف يهيمن على برامج الطفل العربي على الآيباد

مع انتشار الآيباد في عالمنا العربي، وإدراك الناس مدى عشق أطفالنا للعب بهذا الجهاز التفاعلي الذي نجح في شدّهم تماما عن أي جهاز آخر، بدأ المطورون والشركات في العالم العربي في إصدار برامج تعليمية وترفيهية لأطفالنا، سواء كانت لأهداف تجارية، أو لأهداف تربوية تعليمية بحتة، وهذا ما يجعل عدد البرامج العربية في متجر "أبل" الموجهة لأطفالنا يزداد يوما بعد يوم.
وقدم فهد بن فيصل الحجي المتخصص في شؤون الطفل وتقنيات الإعلام الجديد عبر مدونته باقة مختارة من أفضل برامج التعليم للأطفال، وتركزت على برامج تعليم الحروف بحكم أنها تهيمن على برامج الأطفال العربية، وأشار الحجي إلى أنها فيما يبدو كانت الطريق الأسهل لكثير من الشركات والمطورين لدخول هذا العالم، وقال: "لكن -مع الأسف- كما أن أغلبية التطبيقات العربية على الآيباد لا ترقى لمستوى احترافية التطبيقات الأجنبية، فكذلك كانت تطبيقات تعليم الحروف العربية، حيث إن كثيرا منها كان بدائيا جدا في عرضه للحروف أو في طريقة التعليم، ويبدو أن أغلبها كان من جهات ليست لديها الخبرة في مخاطبة الطفل، أو لم تتح لها الإمكانات المناسبة".
وقام الحجي باختيار ستة من أبرز تطبيقات تعليم الحروف العربية للأطفال، واستعراض إمكاناتها، وقام بترتيبها حسب تقييمه الشخصي بأنها الأفضل في محتواها والأنجح في مخاطبة الطفل.
السادس: حروف زياد: يتخصص في الحروف العربية والإنجليزية وبرنامج ziad's alphabet وبداية يجدر الإشارة لنقاط الإيجابيات والسلبيات التي تتمثل فيما يلي:
إيجابيات: رسم الشخصية الرئيسة مميز، يقدم الحروف العربية والإنجليزية، الصور المعروضة مع الحروف تتحرك وتنطق، الصوت في الحروف الإنجليزية جميل.
سلبيات: الصوت في الحروف العربية ضعيف، البرنامج صامت منذ البداية، لا توجد أي ميزات إضافية عدا عرض الحروف مع الصور.
الميزة الرئيسة لهذا البرنامج التي تظهر عليه من الوهلة الأولى استخدامه شخصية رئيسة مرسومة بعناية وبشكل مميز وجاذب للطفل، واستخدامه واجهة مرحة ولطيفة، يعرض هذا البرنامج الحروف العربية والإنجليزية مع صورة لكائن أو جماد يبدأ بهذا الحرف، وعند لمس الصورة تتحرك وتصدر صوتا.
الصوت المستخدم في الحروف الإنجليزية جميل ومتمكن، أما الصوت المستخدم في الحروف العربية فهو ضعيف وغير جذاب، كما أن البرنامج يبدأ بشكل صامت بدون أي صوت افتتاحي ولا مؤثرات صوتية، وهذا يقلل من جاذبية البرنامج للأطفال. ويفتقر هذا البرنامج إلى أي ميزات إضافية عدا عرض الحروف مع الصور، وهذا من أكبر عيوبه.
الخامس: رياض ورندة: من الإيجابيات أنها تقدم عبر أصوات أطفال، تنوعا في المحتوى من حروف وحيوانات وألوان ومهن وأشكال وأرقام، في شكل فني جذاب.
أما السلبيات فمنها أن البرنامج عبارة عن صور وأصوات فقط، بدون أي جانب تفاعلي.
يبدو هذا البرنامج جميلا ودسما من أول نظرة، وهذا يظهر من الخيارات الكثيرة الموجودة في الشاشة الرئيسة التي تعرض خدمات الأحرف، والأرقام، والحيوانات، والألوان، والمهن، والأشكال.
لكن يتبين مع استخدام هذا البرنامج أنه مجرد بطاقات مقروءة، ففي الحروف مثلا يعرض شكل الحرف فقط وينطقه دون أي صورة مصاحبة أو استخدام لهذا الحرف في كلمة، وهذا النمط في العرض ضعيف في جذب الأطفال. والنمط نفسه متبع في البقية لكن بشكل أفضل، فيعرض الحيوانات والأشكال والألوان بصورها وينطقها، لكن بدون أي ربط بينها وبين الحروف أيضا.
وكل الأصوات المستخدمة في هذا البرنامج أصوات أطفال جميلة، وهذا من إيجابيات البرنامج، إضافة إلى استخدام الشخصيتين الرئيستين (رياض ورندة) في أغلبية الصور بشكل طفولي جميل، كأن يرتدي رياض زي أرنب عند كلمة أرنب، ورندة ترتدي زي دائرة عند شكل الدائرة.
الرابع: اقرأ مع مومو: تتمثل الإيجابيات في تعليم كتابة الكلمات، شخصية رئيسة جميلة. والسلبيات كونه لا يقوم بتعليم الحروف، لا يحوي أية ميزات أخرى، البرنامج صامت في بدايته.
على الرغم من أن هذا البرنامج لا يقوم بتعليم الحروف الهجائية بشكل مباشر مثل البقية إلا أننا فضلنا وضعه معهم لقربه من الجو العام لهذه البرامج، يقوم هذا البرنامج بتعليم الكتابة للأطفال عن طريق لعبة يقوم فيها الطفل بتجميع حروف الكلمة المطلوبة عن طريق فرقعة فقاعات بالون تحوي الحروف، واللعبة بها ثلاثة مستويات صعوبة مختلفة.
ويمكن عرض معنى كل كلمة بالإنجليزي كخاصية إضافية، لكنها لا تصب في هدف البرنامج الرئيس، ولم تتم خدمتها كخط مستقل حتى يكون استخدامها هنا مبررا. رسومات البرنامج جيدة، والشخصية الرئيسة جميلة، والألوان والتصاميم المستخدمة جذابة للطفل، لكن البرنامج صامت في بدايته ما يقلل مدى جاذبيته للأطفال، كما أن الصوت المستخدم في نطق الكلمات والحروف بارد وغير حماسي، ويعوض ذلك أصوات أطفال حماسية تظهر عندما يقوم الطفل بكتابة الكلمة بشكل صحيح. ولا يحوي البرنامج أي مزايا إضافية عدا كتابة الكلمات.
الثالث: اكتشف حروفي المرحة: ومن إيجابياته صوت طفولي جميل، رسومات مناسبة خاصة بالبرنامج. ومن سلبياته ضعف دقة بعض الرسوم والتصاميم.
يتميز هذا البرنامج بجدارة باستخدامه صوت طفولي مميز يتحدث العربية الفصحى، وهو أميز صوت على الإطلاق على مستوى البرامج الأخرى كافة، ويعرض البرنامج كل حرف مع استخدامه في ثلاث كلمات أو جمل مصحوبة بصور، كما يحوي البرنامج لعبة عن الحروف يقوم فيها البرنامج بذكر أحد الحروف وعلى المستخدم الصغير أن يختار أي صورة تبدأ بهذا الحرف من ثلاث صور، ويحوي البرنامج لوحات للتلوين.
يعاب على هذا البرنامج ضعف الإخراج الفني على الرغم من المستوى الجميل للرسومات المستخدمة فيه، وهذا الضعف يظهر في الشكل العام للبرنامج، وفي الأزرار، وكذلك في الخط المستخدم، كما أن التلوين المقدم مع البرنامج لم يتم ربطه بالحروف إطلاقا، حيث إنها مجرد رسومات يتم تلوينها، وكان يمكن وضع حروف معها للتلوين أو نطق اسم الصورة والحرف مثلا مع كل لوحة. ولا يقدم هذا البرنامج خدمة تدريب الطفل على كتابة الأحرف.
بشكل عام يعد هذا البرنامج من البرامج المميزة في تعليم الحروف، ومن البرامج التي يمكنها شد الطفل لاستخدام هذا البرنامج مرات ومرات ما يعد نجاحا في حد ذاته.
الثاني: نان وليلي التعليمية: وتبرز إيجابياته في ميزة عرض الحروف مع استخدامها في كلمات، تدريب على كتابة الحروف صوت مناسب للأطفال، صور وشخصيات جذابة. أما سلبياته أنه لا توجد منه نسخة مخصصة للآيباد، بحاجة إلى تحسين نمط الأزرار الداخلية.
يعد برنامج نان وليلي من أبرز برامج الحروف على الآيفون والآيباد، خصوصا أن قناة براعم التي أعدته قدمته للأطفال بشكل مجاني على الرغم من أن إمكاناته تؤهله لأن يكون بمقابل مادي مقارنة بغيره من البرامج.
يعتمد برنامج نان وليلي على شخصيات نان وليلي الشهيرة في قناة براعم للأطفال، وهذا يعد داعما قويا للبرنامج، حيث إنه يزيد من شعبية البرنامج عند الأطفال ومحبتهم له، وبالتالي الاستفادة منه.
يقدم البرنامج الحروف الأبجدية مع صور توضيحية، وكيفية استخدام الحرف في الكلمة سواء كان في أول الكلمة أو أوسطها أو آخرها، كما يقوم بتمرين الطفل على كتابة الحروف، وكل ذلك بصوت مناسب للأطفال وأصوات أطفال تشجيعية، ويبدو أن هذا البرنامج خضع للمقاييس التربوية في قناة براعم ما يجعله مرُكزا في مادته، ناجحا في اجتذاب الأطفال إليه.
أكثر ما يزعج في هذا البرنامج عدم وجود نسخة منه عالية الجودة للآيباد، حيث إن النسخة الحالية مخصصة للآيفون والآيبود فقط، ويمكن عرضها على الآيباد بالطبع، لكن ستتأثر دقة البرنامج وجمالية رسوماته، ولو كانت هناك نسخة منه على الآيباد لكان هذا البرنامج خياري الأول بلا منازع.
كما قد يواجه المستخدم مشكلة في أزرار الشاشة الداخلية التي كانت مبهمة بعض الشيء، حيث توجد ثلاثة أزرار، لكن الزر الثالث تتغير خاصيته ليغطي مكان زرين اثنين بشكل لا يتوافق مع طبيعة البرنامج وطبيعة الأطفال، جمهوره المستهدف.
الأول: حروف وكلمات وأصوات: من إيجابياته: أصوات أطفال، تعليم حروف، وتعليم كتابة الحروف، كتابة الكلمات، مع عرض لأصوات الحيوانات ولعبة التعرف عليها. ومن سلبياته: لم أجد سلبيات واضحة سوى ضعف جاذبيته للأطفال مقارنة بالبرنامج السابق.
وهذا البرنامج من أقوى برامج تعليم الحروف العربية على الإطلاق، فهو تقريبا يحوي كل شيء، فنجد فيه تعليم للحروف مع صور، وتعليم الأطفال كتابة الحروف باللون الذي يفضله كل طفل، ويقوم بتعليم كتابة الكلمات وتجزئة الكلمات إلى الحروف المكونة لها، ويقدم معها لعبة تفاعلية بثلاثة مستويات للصعوبة، كما يقدم أصوات الحيوانات مع لعبة التعرف على الأصوات.
ويستخدم البرنامج أصوات أطفال في عرض البرنامج، وهي جميلة عموما، لكنها لا تصل إلى مستوى جاذبية أصوات الأطفال المستخدمة في برنامج (حروفي المرحة).
وأوضح فهد الحجي أنه لم يجد عيوبا واضحة لهذا البرنامج عدا ضعف جاذبيته للأطفال مقارنة بالبرنامج السابق (نان وليلي)، وإن كانت هناك مواضع عدة للتحسين، منها أن تتحرك الصور وتتفاعل مع الطفل، وأن تكون رسوم الواجهة أكثر جاذبية.