المدينة مؤهلة كعاصمة أبدية للثقافة الإسلامية
في هذه البقعة المباركة قامت أول دولة إسلامية، ومنها انطلقت الدعوة إلى الإسلام الحنيف، وسارت جيوش المسلمين لفتح الأمصار، كما أنها شهدت أهم وقائع السيرة النبوية العطرة.
ولطيبة الطيبة فضائل جمة أخرى، من أهمها: أنها حرم آمن كما في الحديث الشريف "ما بين لابتيها - حرتيها - حرم"، ودعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأهلها بالبركة في مكيالهم، وشفاعته يوم القيامة لمن صبر على لأوائها، وأن الملائكة تصطف على نقابها لذود الطاعون والدجال عن دخولها، فهنيئا لك طيبة الأرض، والأهل، ومجاورة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والآل والصحب الكرام - رضي الله عنهم.
واليوم ونحن نحتفل باختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام، يجتمع أمام ناظرينا عبق الماضي للمسيرة الإسلامية الراشدة المظفرة، مع ألق الحاضر بما توافر لهذه المدينة العظيمة في نطاق المسجد النبوي الشريف، كما في نطاق منابر العلم والدعوة والثقافة والحضارة، بما يجعلها جديرة باستثمار هذه المناسبة على النحو الأمثل، بل لعلي لا أعدو الحقيقة حين أقول: إن هذه المقومات والمعطيات تؤهل المدينة المنورة وأختها الكبرى - مكة المكرمة - لتكون عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية.
أمير منطقة مكة المكرمة