عيون الأحساء «الحارة».. استشفاء واستثمار سياحي واقتصادي
بين الاستشفاء والاستثمار السياحي تقف العيون الحارة في الأحساء، وعلى الرغم من أن المهندس عبد العزيز بن رشود الرشود مدير إدارة الري في هيئة الري والصرف في الأحساء يقول إن عددا من العيون الحارة في المنطقة بدأ في الاندثار، إلا أنه يؤكد أنها لا تزال منطقة غنية بهذا المورد الطبيعي وفيها كثير من عيون هذه المياه مما جعلها مقصداً للاستشفاء والترفيه والعلاج الطبيعي منذ زمن بعيد، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار وبالتعاون مع هيئة المياه والصرف تبذل جهودا على إحيائها.
واستعرضت ورشة عمل "تطوير العيون الحارة" التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار على هامش ملتقى السفر والاستثمار السياحي، فوائد مياه العيون الحارة واستخداماتها وكيفية استثمارها في كل المجالات.
وقال المتحدث الرئيس البروفيسور موفيت زكي كارغولي مدير إدارة التوازن الطبي البيئي في كلية الطب في جامعة إسطنبول، إن أهمية مياه العيون الحارة تنبع في تعدد استخداماتها في مجالات الاستشفاء من كثير من الأمراض التي تصيب الإنسان، فضلاً عن كونها أحد المصادر الترفيهية المهمة، مما يجعل العمل على تحسينها وتطويرها ضرورة ملحة في كل بلد من بلدان العالم، لتحقيق الفائدة المرجوة منها الاقتصادية والصحية والاجتماعية والترفيهية.
وهناك سلسلة من الأمراض التي تعالجها هذه المياه، مثل تنشيط الدورة الدموية وعلاج المفاصل وآلام الظهر، والحالات النفسية والاكتئاب، فضلاً عن أنها تعد وقاية لتفادي كثير من الأمراض، لافتاً إلى أن الاستفادة منها يشمل شتى الطرق مثل الشرب والاستحمام، واستخدام الطين، والغمس فيها.
وقال إن مياه العيون الحارة أو الينابيع تشمل المياه الحارة والمعدنية ولكل فوائدها والأمراض التي تعالجها حسب تركيبتها والعناصر التي تكونها مثل الصوديوم والأملاح والكبريت والفسفور وغير ذلك، مضيفاً أن استخدام هذه المياه يجب أن يراعي العوامل البيئية والبيولوجية والطبيعية ليتم استغلالها وتوظيفها بما يحقق جدواها.
كما استعرض محمد بن هادي الحصين مستثمر العيون الحارة في وادي الدواسر، تجربته الشخصية التي بدأت قبل تسع سنوات، مؤكداً نجاحها وأنها وجدت إقبالاً لدى الكثير من الحالات المرضية داخليا وخارجيا، مبيناً أن تجربته محفز لكل من يتطلع إلى ارتياد هذا المجال محليا.
وأدار الورشة المهندس خالد بن إبراهيم الناصر عضو اللجنة التأسيسية لمخططي المباني الطينية السعودية، حيث أوضح المهندس عبد العزيز بن رشود الرشود أن الأحساء غنية بهذا المورد الطبيعي وفيها كثير من عيون هذه المياه مما جعلها مقصداً للاستشفاء والترفيه والعلاج الطبيعي منذ زمن بعيد، فيما قال عثمان بن يوسف القصبي، أمين عام الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي إن المياه تمثل أهم الأساليب العلاجية لبعض الأمراض وذلك لعلاقتها بالحركة وتنشيطها وعلاج احتكاك المفاصل، والالتهابات الروماتيزمية، وغيرها، مضيفاً أن بعض مياه العيون الحارة تساعد على حركة الجهاز العصبي، وتضفي نوعا من الارتياح وتسهم في علاج الاكتئاب.