في بلد الاشتراكية.. الاشتراك في الإنترنت ما زال حلما
في خطوة تبدأ وكأن تاريخها يجب أن يكون قبل عقد من السنوات، أعلنت كوبا أخيرا أن البلاد ستبدأ في تقديم خدمات أوسع للإنترنت الشهر المقبل، من خلال 118 منفذا في جميع أنحاء البلاد، في خطوة انتظرها الكوبيون طويلا. وقال المرسوم إن الإنترنت سيتاح ابتداء من 4 من حزيران (يونيو) في مكاتب شركة الاتصالات الكوبية الحكومية وأماكن أخرى، في خطوة وصفها مدون حكومي بأنها خطوة أولى نحو خدمة الإنترنت للمنازل. ويعرف الدستور الكوبي البلاد على أنها جمهورية اشتراكية لكن حلم الاشتراك في الإنترنت في هذا البلد ما زال حكرا على صفوة مختارة بشكل ليس كاملا أيضا. كما أن كوبا هي البلد الوحيد في الأمريكتين التي تفرض حظرا على الإنترنت، ولا يشابهها في هذا سوى إيران والصين وبضعة بلدان أخرى.
وقال المدون يوهاندري فونتانا الذي غالبا ما يكون أول من يقدم المعلومات الرسمية على موقع تويتر ''قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن الخطوة التالية هي ربط الكوبيين بمنازلهم''. وأوضح المرسوم أن خدمة الإنترنت الجديدة ستتم مراقبتها من كثب، وحذر المستخدمين من استخدام الخدمة بشكل ''يخل بالأمن العام أو يعرض سلامة البلاد وسيادتها للخطر''. وتتاح حاليا خدمة الإنترنت غير المقيدة في كوبا فقط لعدد من المؤسسات والمهنيين والفنادق الفاخرة التي تخدم السياح. وتقول الجزيرة إن 2.6 مليون كوبي من أصل عدد السكان البالغ 11.2 مليون نسمة يمكنهم الوصول إلى الإنترنت، لكن حتى الآن معظمهم لا يمكنه الوصول إلا إلى مجموعة من المواقع المعتمدة التي تسيطر عليها الدولة. وسيتاح للكوبيين الوصول غير المقيد للإنترنت بشكل أكبر، لكن لا تزال الخدمة مكلفة للغاية بالنسبة لمعظمهم، إذ أن الساعة تصل تكلفتها إلى 4.5 دولار في بلد يبلغ فيه متوسط الراتب الشهري للفرد 20 دولارا.