الخيل
يقول الحق سبحانه: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة، ويخلق ما لا تعلمون)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، وقد تغنى الشعراء في مختلف العصور بالخيل، فهذا عنترة بن شداد يسأل حبيبته عبلة أن تُسائل الخيل في معلقته فيقول:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
وقد عرف عن الطفيل الغنوي أنه أوصف العرب في الخيل، أما المتنبي فيردد:
ستبكي شجونها فرسي ومُهري
صفائح دمعها ماء الجسوم
وأول ما يذكره المتنبي "الخيل" وهو يجسد اعتزازه بنفسه في بيته الشهير:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ولم تنس الخنساء في قصيدتها "ما بال عينك"، وهي تمتدح أخاها صخرا ذكر الخيل فقالت:
يا فارس الخيل إن شدت رحائلها
ومطعم الجوّع الهلكى إذا سغبوا
وفي معلقته "قفا نبك" يصف امرئ القيس فرسه بفخر قائلا:
وقد أغتدي والطير في وكراتها
بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل
له أيطلا ظبي وساقا نعامة
وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
كأن على الكتفين منه إذا انتحى
مداك عروس أو صلاية حنظل
فبات عليه سرجه ولجامه
وبات بعيني قائما غير مرسل
وهذا الشاعر الأمير خالد الفيصل يصف بشكل جميل فرسه بقوله:
من بنات الريح لي صفرا جفول
كنها ظبي الفلا بجفالها
ولم يقتصر أمر المفاخرة بالخيل على الشعراء، بل حتى الفنانون التشكيليون وعلى رأسهم أدغا ديغا الرسام الفرنسي الشهير الذي كان يتفنن في رسم الخيول بشكل يوحي أنها تتراقص على التصميم.
شرفت عصر الجمعة الماضي بمرافقة الصديق الأستاذ جابر القرني المسؤول الإعلامي في الحرس الوطني والمذيعين المتألقين متعب الشمري وخالد آل لحيدان لحضور سباق الخيل على كأس كلية الملك خالد العسكرية في ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في الجنادرية، بحضور الأمير الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية ومساعد قائد الكلية اللواء عيسى الرشيد وبحضور نخبة من ضباط الكلية وجمع من الضيوف من مختلف شرائح المجتمع، وقد كانت فرصة لي للاطلاع على هذا الصرح الثقافي والرياضي الذي صُمم بشكل حضاري نُفاخر به.
إن في الاهتمام الشخصي من لدن مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ونجله الأمير متعب حفظه الله، وحرص قيادتنا الرشيدة على تفعيل دور هذه الرياضة العربية الأصيلة وتسخير هذه الإمكانات المادية والبشرية لرعايتها، لمصدر تفاؤل في وجود ميدان لتربية الشباب على الفروسية التي تُعزز سمات الرجولة وتوجد منافذ إيجابية لتفريغ طاقاتهم بشكل خلاّق. وحين طرحت فكرة إتاحة المجال لشباب الجامعات لاستغلال هذا الميدان في التدريب على الفروسية سُررت بترحيب الأمير متعب سلمه الله بالفكرة وذكر أنه سيوجه لإيجاد الآلية لذلك. تحية شكر وعرفان خالصة للحرس الوطني ورجاله البواسل.