الاختراق .. الطريق إلى الجرائم الإلكترونية
لم تعد الحروب كما كانت عليه سابقا فقد حذرت الاستخبارات العالمية من أن انتشار التقنية عالميا سيؤدي إلى أنواع جديدة من الحروب تسمى بالحروب الإلكترونية وهي حروب أكثر تدميرا وتكلفة من سابقاتها. حروب قد تقف خلفها دول أو حركات إرهابية واحيانا هكرز مهووسون بلعبة التدمير وتكبيد الغير خسائر فادحة ليس إلا، الأمر الذي ضاعف من تكاليف الحماية الأمنية عالميا من دول ومؤسسات وشركات ضخمة جعلها تعيش هاجس الأمن ولم تسلم المملكة من مثل هذه الهجمات حيث تتعرص مواقعها الحكومية والخاصة وأيضا الأفراد لعشرات الألوف من محاولات الاختراق والقرصنة يوميا، ففي أكتوبر 2010 للميلاد، تعرض الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم للاختراق، وفي أغسطس 2012 للميلاد تعرضت شركة أرامكو لاختراق إلكتروني نجم عنه تعطيل 30 ألف جهاز كمبيوتر من أصل 50 ألفا، وفي مايو الماضي اخترق موقعا وزارة الداخلية والثقافة والإعلام، وعالميا وفي مايو الماضي أيضا واجهت قواعد بيانات شركة الإنترنت yahooK سيلا من أعمال القرصنة نتج عنها حذف أكثر من 22 مليون اسم دخول خاصة لمستخدمي البوابة ، وفي أواخر فبراير الماضي حدثت أكبر عملية سطو إلكتروني في العالم عبر اختراق مكائن الصراف الآلي لـ 27 دولة في أنحاء العالم وسحب ما يصل إلى 40 مليون دولار في غضون عشر ساعات.
وناقش برنامج "همومنا" في حلقة أمس التي بثت على القناة الأولى السعودية، قضية "الحروب الإلكترونية"
وأوضح المهندس سليمان السمحان مشرف الأدلة الإلكترونية في المركز الوطني الإرشادي للاتصالات وتقنية المعلومات أن الاختراق، هو الدخول إلى الأنظمة للاطلاع على معلومات معينة من أجل تغييرها أو الاحتفاظ بها كما حدث مع "ياهو" و"أرامكو"، مبيناًَ أن الاختراق نتج عنه الضرر عبر مسح معلومات الأجهزة.
وحول دور الحماية قال السمحان "طبعا كل حماية لها حدود معينة واليوم البرامج والأنظمة تتغير بسرعة، والثغرات ناتجة عن تصميم برامج والمخترقون يبحثون عن الثغرات عبر دراسة البرامج بدقة ويجرون عمليات تسمى مثلا الهندسة العكسية".
ويتدخل جريس الجريس المختص في أمن المعلومات لافتاً إلى أن أسباب تحول الشخص إلى مخترق تعود إلى دوافع شخصية ضد جهة معينة انتقاما أو مالية أو سياسية واستخباراتية.
وطالب جريس الجريس بعدم تمجيد المخترقون حينما يفعلون أفعالا عبثية وخلق مشكلة تعطيلية لخدمة معينة مصرفية أو إجرائية لجهة من الجهات الحكومية
وفيما يتعلق بخطر الاختراق على الأمن القومي قال المهندس السمحان "وضعت قوانين في المملكة تجرّم الاختراق وعلى الجميع أن يعلم أن الاختراق وتعطيل مصالح الناس أمر في غاية الخطورة".
وأضاف السمحان "لدينا قسم مكافحة الجرائم المعلوماتية وهو النظام الذي يجرّم عمليات الاختراق وعمليات سرقة معلومات وعمليات التخريب وعمليات تعطيل المواقع أو ما يحدث بين الناس من تشهير وابتزاز وغيره. النظام عندنا موجود وصارم منذ عدة سنوات".
وذكر علي الغبيشي المختص في الإعلان التقني أن الاختراق طال الأجهزة الهاتفية الذكية وأصبح الابتزاز يحدث بناءً على المعلومات المسروقة من الهاتف.