خادمات يحترفن «سمسرة العاملات المنزليات» .. والدخل وفير
لم تتوقع ''نور'' أن يكون بمقدورها أن تحصل على دخل إضافي إلى جانب راتبها الذي تتقاضاه من كفيلها السعودي، دون أن تغادر المنزل، والمفاجأة السارة لها أن هذا الدخل قد يصل إلى نحو 90 في المائة من راتبها من عملها كخادمة.
''نور'' سيدة في العقد الثالث من عمرها قدمت إلى السعودية من إحدى البلاد الآسيوية منذ سنة ونصف السنة، لتعمل خادمة براتب 800 ريال شهريا، في منطقة المدينة المنورة، لدى أسرة سعودية، كفيلها يعمل في وظيفة حكومية، وزوجته معلمة في وزارة التربية.
وتروي قصة الدخل الإضافي بقولها: ''لجأت إليّ السيدة التي أعمل لديها طالبة مني خادمة من صديقاتي كي تعمل لدى أختها التي تعاني منذ شهور في انتظار خادمة من مكتب استقدام ولم تصل حتى الآن''، وتضيف: ''عرضت عليّ مبلغ 700 ريال مكافأة في حالة العثور على الخادمة، مشترطة أن تكون أمينة وعلى خلق''.
وتمكنت نور من توفير الخادمة المطلوبة في أقل من يومين عبر اتصالات مكثفة بينها وبين أبناء جلدتها في المدينة المنورة، حيث يعمل عدد لا بأس به من أبناء قريتها، واستطاعت أن تنال المكافأة المرصودة لها.
ولم يقف الأمر بنور عند هذه المكافأة بل سعت إلى استغلال معارفها الجيدة ببنات قريتها سواء في المدينة أو غيرها من المدن لتحترف ''سمسرة الخادمات''، وتقول: ''في الأمر فائدتان: الأولى: دخل إضافي لي، والثانية: مساعدة بنات قريتي ومعارفي على إيجاد أسر محترمة وطيبة كي يعملن لديها أو ينقلن كفالتهن عليها، خاصة الهاربات منهن بلا مأوى أو مال''.
ذكرت هناء محمد ''معلمة'' أن أسعار السمسرة تراوح بين 700 و800 ريال نظير الخادمة الواحدة، خاصة مع قرب دخول شهر رمضان الفضيل، مشيرة إلى أن راتب الخادمة في هذا الشهر يصل إلى 1800 ريال دون أن تقوم بإعداد الطعام والغسيل وكي الملابس، وفي حال شمل الراتب كل الأعمال فإنه يصل إلى 2500 إلى ثلاثة آلاف ريال، وفي حال هروب الخادمة لا يتم استرجاع عربون السمسرة.
ولفتت إلى أن أغلب سماسرة الخادمات من الخادمات أنفسهن أو سائقي المنازل الخصوصيين، مشيرة إلى أنها حصلت على خادمة ودفعت سمسرة 500 ريال، وراتبها 1400 ريال، ولا تتحدث العربية ولا تجيد العمل، حيث لم تكمل الشهر وهربت.
وقالت هناء إن سائقها الخاص يعمل سمساراً للعاملات مقابل 800 ريال على عملية السمسرة الواحدة، و700 ريال في حال كان الطلب لأكثر من عاملة أي بالجملة.
أمّا ''يولي'' وهي فنية تأهيل في أحد المستشفيات الأهلية فأكدت أنها تعمل وسيطة أو ما يسمى بـ ''سمسارة'' بين بعض المراجعات من المرضى الراغبات في عاملات إندونيسيات وبين رفيقاتها من بنات جلدتها.
وتتقاضى ''يولي'' نحو 500 ريال من صاحبة الطلب ومثلها من العاملة مقابل كل عملية وساطة تقوم بها، مؤكدة أن غالبية المراجعات يعانين مشكلات في الظهر والعظام الأمر الذي يساهم في كثرة الطلبات على الخادمات.
وأكد عبد الله العتيق - مستثمر في مجال الاستقدام - أن عمليات السمسرة في العاملات تنشط خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن تأثيرها في مكاتب الاستقدام ليس مباشرا؛ لكن في حال قدم الكفيل طلب الاستقدام لعاملة وتأخر وصولها فإنه مضطر للجوء إلى استئجار عاملة مؤقتاً لحين وصول عاملته، وقال: ''إن ذلك غالباً لا يكون حلا لكون تكلفتها ستكون باهظة حيث يراوح راتبها بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ريال مما يشكل عبئا ماديا على رب الأسرة''.