«الهودج» يعيد كبار السن إلى ذاكرة الصحراء

استعاد كبار السن الذكرى الجميلة لهم في السنوات الماضية من أعمارهم التي قضوها وسط الصحراء والتنقل من مكان إلى آخر على ظهور الإبل، وذلك خلال زيارتهم مهرجان صيف حائل السياحي34 تحت شعار ''يا طيب ملقاكم''.
وتوقف الكثير منهم عند الإبل والمركب على ظهورها ''الهودج'' الذي كان يستخدمه البدو الرحل في الزمان الماضي لزف العروس فيه إلى بيت زوجها، وكذلك يتقون به حرارة وبرودة الجو والعواصف في حالة ركوبهم على ظهور الإبل والتنقل من مكان لآخر. وكان (الهودج) محط أنظار الكثير من زوار المهرجان الذين توقفوا كثيرا عنده لاستعادة ذكريات ماضي الآباء والأجداد، وعمد بعض الزوار إلى إركاب أبنائهم في الهودج والتجول فيه وسط أرجاء المهرجان. لإطلاع أبنائهم على وسيلة التنقل والمعاناة التي كان يعانيها الآباء والأجداد في الماضي.
وقال فهد العايد (60 عاماً)، إن الهودج يستعيد له ذكرياته القديمة عندما كان يعيش في الصحراء ويمتطي الإبل للسفر من مكان إلى آخر، وأضاف أستعيد مع زوجتي ''أم العيال'' دائماً ذكرياتنا الجميلة مع الهودج، حيث كان زواجنا في الصحراء، وتمّت الزفة على الهودج. وأكَّد فهيد عقلا أحد الزوار أن الهودج كان يستخدم في زفة العروس، حيث كانت تركب بداخله لوقايتها من البرد والحر خلال توجهها إلى بيت زوجها، كما كان يستخدم في السفر والتنقل من مكان لآخر، وأضاف أننا شاهدنا اليوم في المهرجان ما أعاد لنا ذكريات الماضي الجميل فنشاهد الإبل وعلى ظهورها الهوادج، وقد أعاد الذكريات الماضية لنا، مبينا أننا نعرف أبناءنا على الهودج، ونحاول أن نقنعهم بركوب الهودج المركب على ظهر الإبل، لنوضح لهم المعاناة التي كنا نعيشها مع التنقل والسفر فيه، ونقارن لهم بين الماضي والحاضر وسبل الراحة التي تتوافر حاليا من وسائل تنقل ورفاهية.
وبين علي الضبعان مدير الفعاليات في مهرجان المغواة أحد ملاك الإبل، أن هذه الفعالية دائما ما يتكرر عرضها في المهرجانات السياحية؛ كون المهرجانات تحوي الكثير من التراث الأصيل للآباء والأجداد، مشيرا إلى أنها مطلب للكثير من الزوار لركوبها واستعادة الذكريات الجميلة في ماضي الأزمان، فالتراث لا بد من وجوده في المهرجانات، وهذه الفعالية مطلب جماهيري من بين التراث الذي يتم عرضه.
وأكد أن هذه الفعالية رسوم عرضها رمزي للزوار، فالركوب على الهودج يكلف 10 ريالات للشخص الواحد، والتجول فيه وسط فعاليات المهرجان، وقال أكثر المقبلين على هذه الفعالية التراثية هم كبار السن، مصطحبين معهم أبناءهم وتعريفهم بالهودج وماذا كان يستخدم في الزمان الماضي.