نسب إشغال فنادق المدينة المنورة تلامس بخجل 30 %
أكد لـ ''الاقتصادية'' عبد الغني الأنصاري عضو مجلس الغرفة التجارية الصناعية، رئيس اللجنة السياحية في المدينة المنورة، أن نسب الإشغال الفندقية هذا العام سجلت المعدلات الأضعف التي عرفتها المدينة المنورة في الأعوام العشرة الأخيرة على الأقل، إذ هبطت بنسبة تصل إلى 70 في المائة هذا العام، متجاوزة بذلك النسبة الأقل التي سجلتها إبان المخاوف من انتشار إنفلونزا الخنازير في عام 2009، التي تجاوزت حين ذاك نسبة 50 في المائة،
وقال الأنصاري: إن الوضع الحالي يكبد القطاع الفندقي خسائر يومية بواقع سبعة ملايين ريال تقريباً في ظل توقعات مشغلي الفنادق التي بنيت أساساً على تحقيق نسبة تشغيلية لفنادقهم في شهر رمضان تقل عن 62 في المائة عن المعدلات الاعتيادية، مشيراً إلى أن ذلك لا يؤثر فقط في القطاع الفندقي والسياحي، وإنما تشمل دائرة تأثيره جميع مناحي الحياة الاقتصادية في المدينة المنورة، حيث إن السياحة إحدى أبرز محركات قطاعات النقل والخدمات وتجارة التجزئة.
وأشار المسؤول في القطاع الخاص إلى غياب الحلول الجماعية عند مسؤولي القطاع، في محاولات للحد من خسائر قطاعهم، لافتاً إلى بصيص الأمل في فترة الـ 20 يوماً المقبلة من الشهر الكريم لتعويض بعض الخسائر الفائتة، مؤملاً في السياحة الداخلية والزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي.
إلى ذلك، اتفق مُلاك ومديرو فنادق ودور سكنية في المدينة المنورة خلال اجتماع طارئ دعت إليه اللجنة السياحية في غرفة المدينة المنورة على ضرورة العمل باحتراف لإيجاد بدائل تسويقية أكثر إنفاذاً، والاتجاه إلى الحلول الجماعية لزيادة نسبة الإشغال الفندقي لحصيلة موسمية ثمانية أشهر تتجاوز إيراداتها ملياري ريال لنحو 223 فندقا و42 وحدة سكنية تضم أكثر من 50 ألف غرفة فندقية، من خلال تنشيط السياحة الداخلية واستقطاب الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن من دول الخليج، في إشارة إلى ما يشهده قطاع الإيواء من تدن ملحوظ في نسبة الإشغال الفندقي التي لم تتعد 30 في المائة هذا العام.
وطرح خلال اللقاء الرابع للجنة السياحية بملاك ومديري الفنادق جملة مقترحات ألقاها الأنصاري لتدارك انخفاض نسب الإشغال على المدى القصير والمتوسط في المدينة المنورة تمثلت في ضرورة التسويق الجماعي واعتماد حملة إعلانية للتسويق وترتيب قطاع الإيواء وتطوير الإدارة الفندقية ووجود خريطة زمنية للتوسعة يتم بموجبها تعامل قطاع الإيواء مع المجريات وتنشيط السياحة الداخلية والخليجية.
وضم الاجتماع الطارئ لملاك ومديري الفنادق قطاعات تجارية وصناعية أخرى لتدارك تدني الأرباح ولو بشكل غير مباشر كتأثير انخفاض نسب الإشغال على المحال التجارية وأسواق المواد الغذائية والملابس ووسائل النقل، حيث تناول رجل الأعمال خالد الدقل هموم القطاع التجاري مؤمناً على ضرورة وضع خطط قصيرة المدى خلال شهر رمضان وطويلة المدى تبدأ من مطلع العام المقبل، منوهاً إلى ضرورة التسويق لدول الخليج، واتفق معه في ذلك مجد المحمدي عضو مجلس الإدارة الذي نوه بدوره إلى أهمية التنسيق مع الغرفة التجارية الصناعية بمكة في هذا الاتجاه والعمل معا لإيجاد حلول توافقية وتبادل الأفكار في الشأن ذاته.
من جانبه، اقترح مروان حفظي عضو اللجنة السياحية خلال اللقاء البحث عن آلية فاعلة من خلال الاتصال مع شركات السياحة والعمرة والطيران وتسويق هذه المفاهيم من خلالهم. فيما أكد محمد الشريف أمين عام غرفة المدينة المنورة ضرورة التركيز على السوق الداخلية مع الأخذ في الاعتبار أن تدني نسبة الإشغال ستستمر لمواسم مقبلة، نظراً لما تشهده كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة من أعمال توسعية مستمرة، ولفت الشريف إلى ضرورة العمل على تغيير الصورة الذهنية السائدة حول غلاء أسعار الفنادق في المدينة المنورة من خلال الحملة الإعلانية والتسويقية، مبدياً استعداد الأمانة العامة لغرفة المدينة للإسهام في ذلك من خلال تفريغ سكرتارية لخدمة مرئيات هذا القطاع المهم.
من جهته، أبدى عبد الرحمن شمس، عضو اللجنة السياحية استعداده لتقديم دراسة عن الحملة الإعلانية للتسويق خارج المملكة، بالتواصل مع الشركات ذات العلاقة بعد أخذ مرئيات أصحاب الفنادق.
وخلص الاجتماع إلى تكوين فريق عمل لمتابعة ما تمخض عنه اللقاء، وحث الشريف إدارة اللجان على الإسراع في كتابة محضر الاجتماع وتمليك المعلومة لأصحاب القرار للوصول إلى حلول عملية، واتفق على عقد اجتماع آخر خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال ومتابعة ما اتفق عليه.