جهاد المالكي .. كفيف يستحضر الآيات بأرقام السور
جهاد المالكي طفل لم يتجاوز عمره 11 سنة، كفيف البصر لم تقف الإعاقة أمامه في حفظ كتاب الله كاملاً وهو ابن السابعة، فهو صاحب قدرة عالية في تسميع الآيات من خلال تحديد الرقم والسورة، أبهر بموهبته من يستمع إليه.
الشيخ جهاد كما يحب أن يسميه من حوله تغلب على فقدان بصره بقوة ذاكرة استثمرها في حفظ كتاب الله وبعدد من القراءات، بل تجاوز ذلك وحفظ عددا من الكتب والمتون، يحفظ ألف حديث من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، متفوقاً في دراسته.
سئل في إحدى حفلات تكريم حفظة كتاب الله، عن أمنيته لو أعاد الله له بصره، فأجاب بأنه يتمنى مشاهدة والديه، وأن يعينه الله على طاعته والعمل بكتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهو يرى أن والديه سبب أساسي فيما وصل إليه من إتمام حفظ كتاب الله وتجويده، فهم لم يخجلا من إعاقته، بل شجعاه وعملا على تنمية موهبته.
وكان الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، قد اختبر قوة ذاكرته في حفظ كتاب الله، وذلك خلال الحفل السنوي الذي أقامته جمعية تحفيظ القرآن لتكريم حفظة كتاب الله على مستوى منطقة الرياض، حيث حدد له الأمير أكثر من سورة بالرقم ويقرأها الطفل جهاد، ما دعا الأمير أن يقف له ويصافحه، ويثني على موهبته.
يقول جهاد المالكي الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي: "حفظت القرآن الكريم من خلال الاستماع، وكنت أحفظ يومياً نحو نصف وجه من كتاب الله، وإن والدي كانا عونا لي، وبدأت الحفظ في سن الخامسة، وأكملت الحفظ في السابعة من عمري".
وأشار المالكي إلى أنه شارك في العديد من المسابقات، ونال عددا من الجوائز في حفظ كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، حيث فاز بجائزة فرع السنة النبوية في جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله-، وأنه يجيد استخدام الحاسب والبرامج الخاصة بالمكفوفين.
وذكر المالكي أنه حاصل على سند القرآن من معاهد تحفيظ القرآن الكريم في السعودية، إضافة إلى إجازتين في "الجزرية" و"تحفة الأطفال"، مشيراً إلى سعادته وهو يسمع والديه يفتخرون به.
من جانبه، يرى عبد الملك الزعبي إخصائي اجتماعي، أن المعوقين يستطيعون التغلب على إعاقاتهم، متى ما وجدوا بيئة تشجعهم للتغلب على إعاقتهم، مبيناً أن الإعاقة ليست عائقاً في الإبداع والتميز، وأن تأهيل وتعليم وتدريب هذه الفئات الخاصة له ارتباط وثيق بموضوع التنمية.
وقال الزعبي: إن الموهبة موجودة لدى الفرد حتى مع وجود الإعاقة، وقد يكون أحد الأشخاص معاقاً ولديه مواهب متعددة وتظهر في مجالات مختلفة سواء كانت فنية أو رياضية أو اجتماعية أو سياسية وغيرها، فهي التي تفرض نفسها على هذا الشخص للاتجاه نحو هدف معين، داعيا الآباء إلى تشجيع أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة.