المساجد السبعة.. مشهد حي على غزوة الأحزاب

المساجد السبعة.. مشهد حي على غزوة الأحزاب

تعد المساجد السبعة من المعالم الدينية والتاريخية البارزة في المدينة المنورة، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة؛ لكنها اشتهرت بهذا الاسم نظرا لإضافة البعض مسجد القبلتين إليها، وذلك لأن من يزورها يزور هذا المسجد أيضا في الرحلة ذاتها.
وعن هذه المساجد يقول الدكتور تنيضب الفايدي المؤرخ والباحث المتخصص في تاريخ المدينة المنورة إن "المساجد السبعة" لم تذكر إلا بعد سنة 130 هـ، مشيرا إلى أن رحالة ذكروا هذه المساجد لكن لم يأت ذكرها في الأحاديث النبوية؛ لكن المؤكد هو مسجد الأحزاب في الأكمة حيث يروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا: يوم الإثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء، بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه في هذه المعركة من خلال إرسال ملائكة لم يرها المشركون وأرسل لهم ريحا شديدة شتتتهم وفرقت جمعهم.
وتقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون للدفاع عن المدينة المنورة من الأعداء الذين تحزبوا مع بعضهم البعض وهمّوا بالهجوم على المدينة، وذلك عندما زحفت إليها قريش وألّبت القبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة، ويروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه، عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت تلك المساجد قبل 40 عاما خارج نطاق المدينة المنورة لكن أصبحت الآن وسط المدينة نظرا للتوسع السكاني.
وشيدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أخيرا (مسجد الخندق) في الموقع نفسه وبلغت تكلفته 20 مليون ريال، وأقيم على أرض مساحتها 4237 مترا مربعا، ويتسع لنحو ألفي مصل في قسم الرجال و500 في مصلى النساء، كما يضم ساحات خارجية تتسع لنحو 500 مصل، إضافة إلى مصعد للنساء وسكن للإمام وآخر للمؤذن ومكتبة كبيرة مجهزة، ودورات مياه ومواقف سيارات تتسع لنحو ألف سيارة، كما تم تكييف الجامع بالكامل.
ويؤكد المؤرخ الفايدي: "مسجد الأحزاب كان مقتصرا على القيادة حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدير جيش المسلمين من خلاله بينما ينام في كهف (بني حرام) في جبل سلع ليلا".
وهذه المساجد على التوالى من الشمال إلى الجنوب هي: مسجد الفتح، وسلمان الفارسي، وأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وفاطمة.
ويعتبر مسجد الفتح من أكبر المساجد السبعة ويعرف بمسجد الأحزاب أو المسجد الأعلى، وهو مبني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع ويروى أنه سمي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأن سورة الفتح أنزلت في موقعه أو لأن تلك الغزوة كانت في نتائجها فتحا على المسلمين، وهو المسجد المؤكد أنه تم بناؤه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام خلال المعركة، وقد بناه عمر بن عبد العزيز في فترة إمارته على المدينة بالحجارة من 87-93هـ، ثم جدد عام 575 بأمر الوزير سيف الدين بن أبي الهيجاء، ثم أعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1268هـ 1851م.
ويقع مسجد سلمان الفارسي جنوبي مسجد الفتح مباشرة وعلى بعد 20 مترا منه فقط في قاعدة جبل سلع وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزو الأحزاب.
فيما يقع مسجد عمر بن الخطاب على بعد عشرة أمتار من مسجد أبي بكر جنوبا وهو على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة، أما مسجد علي بن أبي طالب فيقع شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل طوله 8.5 متر وعرضه 6.5 متر وله درجة صغيرة.

الأكثر قراءة