العنصر البشري يعد المحور الأهم لتطوير منظومة المطارات

يحظى قطاع الطيران المدني بدعم كبير ومتواصل من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ـــ حفظهما الله ـــ ومتابعة مستمرة من الأمير فهد بن عبد الله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني.. ولم يقتصر دعم الدولة لهذا القطاع على رصد الميزانيات الضخمة له عاما بعد عام، بل شملت أيضا وضع وتطوير وتحديث الأنظمة واللوائح المنظمة لصناعة النقل الجوي في البلاد، ونتيجة لهذا الدعم أضحى لدى المملكة الآن منظومة مطارات وخدمات ملاحة جوية ضخمة ومتكاملة.. ولم تكتف حكومة المملكة بتلك المنظومة، بل تعهدتها بالتطوير والتحديث، فقامت الهيئة العامة للطيران المدني بإعداد الخطط اللازمة لتنفيذ مشاريع تحديث وتطوير لتلك المنظومة بغية استيعاب النمو المتزايد في الحركة الجوية، واستغلال واستثمار إمكانات القطاع وفق أساليب حديثة وبآليات معاصرة، ورفع مستوى خدماته على نحو يتواكب مع التطورات العالمية في هذا المجال، ومن ثم تمكينه من المنافسة واستقطاب المزيد من الحركة الجوية.. ومثلت تلك الخطط احتياج سوق النقل الجوي وخدماته حتى عام 2040، وعليه فإن جميع المطارات ومنظومة الملاحة الجوية في المملكة إما طورت وفق مشاريع تم تنفيذها، وإما تشهد في الوقت الراهن مشاريع لتطويرها.. وتتفاوت تلك المشاريع في حجمها وفقا لحجم الطلب في حالة المطارات ووفقا لنوع النظام في حالة أنظمة الملاحة الجوية. وفي الجانب التشريعي: فإن صدور قرار مجلس الوزراء رقم (43) في 4/2/1434هـ الذي بموجبه اعتمد المجلس الموقر «الخطة الاستراتيجية الشاملة للنهوض بصناعة الطيران المدني في المملكة»، قد جاء استكمالاً للقرارات الملكية الكريمة التي صدرت في مطلع شهر ذي الحجة 1432هـ، هذه القرارات الحكيمة وتلك الخطة ستمكن الهيئة العامة للطيران المدني من التوسع في إشراك القطاع الخاص في البرامج المتعلقة بإنشاء وتشغيل وإدارة المطارات.
وعلى الجانب الآخر، أولت الهيئة الكوادر الوطنية وتنمية وتطوير قدراتها أهمية كبيرة، ولم تغفل ذلك نظرا لما يعول عليها من دور مهم في تشغيل وتطوير مطارات المملكة ومنظومتها الملاحية على أفضل وجه، والحفاظ على سلامة وأمن الطيران المدني في مطارات وأجواء المملكة، وأعدت برنامجا متوازيا مع عملية التحول سعت من خلاله إلى التركيز على تغيير ثقافة الموظفين وتهيئتهم لأساليب العمل الجديدة وفق العمل المؤسساتي، إيمانا منها بأن الموظف يعد المحور الأساس لإنجاح عملية التحول، وحرصت على توفير الرضا الوظيفي لمنسوبيها وتحفيزهم، وكذلك بإلحاقهم بالدورات التدريبية على رأس العمل لتطوير قدراتهم والرفع من المستوى المهني لهم ولجميع منسوبيها دون استثناء.
ولعلي أشير هنا إلى أن عدد الموظفين الذين استفادوا من برامج التدريب خلال عام 2012 بلغ 1811 موظفاً تم تدريبهم داخل المملكة وخارجها، علاوة على خريجي الأكاديمية السعودية للطيران المدني، ووفق خطة الهيئة الاستراتيجية الرامية لحصول كوادرها المتخصصة على التراخيص الدولية اللازمة لمزاولة المهنة، تم استقطاب أكثر من 150 من الذين استفادوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، كان من بينهم طلاب ابتعثتهم الهيئة لنيوزيلندا للحصول على دبلوم المراقبة الجوية وفق برنامج متخصص وشامل، فضلا عمن تم ابتعاثهم لكندا أخيرا.
والهيئة العامة ماضية في تطوير كوادرها قناعة منها بأنهم خير من يدير مستقبلا تلك المنظومة الفنية والشبكة الكبيرة من مطارات المملكة على أحسن جه.
والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي