روائح الحريق العالقة في أجواء الشرقية بدأت في الزوال
أوضح لـ ''الاقتصادية'' المقدم عمار المغربي الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، أن رجال الدفاع المدني وفرقهم المساندة أنهت أمس أعمال إزالة ما تبقى من آثار الحريق الذي نشب قبل أيام في حي الخالدية بمدينة الدمام، وبلغت كمية ما تم إزالته 4500 طن من موقع الحريق الذي التهم عشرة مستودعات تعود لمصنع الأعلاف، واستمرت عملية إخماده نحو ثلاثة أيام، فيما بقيت سحب الدخان ظاهرة في سماء الدمام والخبر ثلاثة أيام أخرى.
وقال المغربي: ''إن فرق الدفاع المدني نقلت المواد الضارة التي خلفها الحريق من مواد تفاعلت مع بعضها خارج النطاق العمراني''، لافتاً إلى أن مشكلة هذه المادة المكونة من الزيوت الطيارة أنها تشتعل ذاتياً نظراً لطبيعتها، ما يتطلب وجود فرق الدفاع المدني التي تقوم بتقليبها من فترة لأخرى حتى إخمادها نهائياً، مشيراً إلى أن لدى فرق الدفاع جهازاً لقياس نسبة حرارة المادة وعودة اشتعالها كل أسبوع.
وبيَّن أن المسؤولين في الشركة المالكة للمستودعات تأخروا في إبلاغ الدفاع المدني عند وقوع الحريق، ظناً منهم بأنهم استطاعوا السيطرة على مساحة الاشتعال الأولي، إلا أنهم فقدوا السيطرة على الحريق بعد اتساعه، ليتم إبلاغ الدفاع المدني متأخراً، ما تسبب في امتداد الحريق وتفاقمه، خاصة أن طبيعة المادة لا بد أن يتعامل معها بطريقة خاصة، لكونها من أنواع الزيوت التي يزيد اشتعالها عند سكب المياه عليها.
ولفت المغربي إلى أن ثماني فرق للدفاع المدني شاركت في إخماد الحريق منذ بدايته، بينما شارك أكثر من أربع شاحنات في نقل الكميات المتبقية من المواد وآثار الحريق، واستمر عملها أكثر من ثلاثة أيام لاحتواء الحادثة.
ونوه بأن هناك رقابة شديدة على موقع الحادثة خلال الأيام المقبلة للوقوف على ما بعد الحريق وآثاره، مشيراً إلى أن مختصين من إدارة الشركة والدفاع المدني سيتولون تحديد مدة الرقابة على الموقع وسيتم الإعلان عن النتائج الأسبوع المقبل.
كما أوضح المغربي أن المادة التي بقيت عالقة في السماء قد لا تؤثر على البيئة، وأن الرائحة بدأت تخف وتتلاشى من أجواء مدينتي الدمام والخبر، لافتاً إلى أن هناك اجتماعاً لتحديد أسباب الحريق وموقع الدفاع المدني مما يجري في موقع المستودعات ومخاطره.
ورصدت ''الاقتصادية'' أمس عمل إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية على تطهير آثار الحريق، بينما تتابع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التغيرات الجوية في هواء المنطقة المتضررة وما حولها. وقال المغربي: إن مدة التخلص من المواد المتراكمة تحتاج إلى يومين آخرين للتخلص منها تماماً.
وأوضح أن مادة ''الوافي'' التي تدخل في صناعة الأعلاف، وهي عبارة عن زيوت طيارة اختلطت بالأبخرة الأخرى، ما تسبب في انبعاث رائحة زيوت في الأجواء، ضررها يكون في مكان الحادث والمحيط الذي حوله، لذلك تستخدم جميع الفرق العاملة على مكافحة وتطهير موقع الحادثة الكمامات الواقية. لافتاً إلى أن منطقة المستودعات بعيدة نوعاً ما عن المحيط السكاني.
وأكد المغربي أن لجاناً قائمة على التحقيق في ملابسات الحادثة وأسباب احتراقها، مشدداً على أن الشركة المالكة للمستودعات ملزمة بتطهير المنطقة المتضررة تحت إشراف ومساندة فرق الدفاع المدني.
من جانبه، أوضح لـ ''الاقتصادية'' حسين القحطاني المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن حريق المستودعات العشرة التي كانت تحتوي على كميات كبيرة من الأعلاف نتج عنه نوع من الأبخرة المتطايرة في الأجواء، وهناك متابعة من الرئاسة من خلال ثلاث جهات من ناحية متابعة حركة الرياح لمراقبة اتجاهها ونوعية المادة المحترقة وما اختلط فيها من أبخرة أخرى وامتدادها، ومعرفة نتيجة المواد الكيمائية المتفاعلة من المواد المصنعة للأعلاف، بجانب محيط المنطقة الواقع فيها حادث الحريق، ومدى قربه من المناطق السكانية، ومستوى الانبعاثات، وحجم الأضرار التي يمكن أن تسببه نوعية هذه المواد المتفاعلة.
وأضاف أنه نتج عن الحريق تفاعلات كيميائية أخرى نتيجة اختلاط مواد كيميائية نتجت عن أبخرة تشكلت من ثاني أكسيد الكربون وبعض المواد الأخرى التي تسبب نوعاً من حساسية الصدر والاختناق الجزئي ويمكن أن تسبب حساسية مفرطة في العينين.
كما لفت القحطاني إلى أن الدفاع المدني يسعى للسيطرة على ذلك والتعامل معه، خاصة أن سرعة الرياح وحركتها خلال فترة الحادثة قد تساهم في التقليل من اتساع دائرة الأبخرة حتى الآن، إلى أن يتم الانتهاء من إزالة المواد المتبقية من آثار الحريق، مؤكداً على متابعة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على قياس تطورات تبعات الحادثة من خلال مقاييس جودة الهواء لمعرفة حجم التلوث في المنطقة المحيطة للمناطق المحترقة.
وكانت إدارة الدفاع المدني قد أوضحت خلال موقعها الإلكتروني، أمس، أن التغير في رائحة أجواء مدينتي الدمام والخبر منذ أيام ناتج عن تبعات حادثة حريق المستودعات العشرة في منطقة الخالدية بالدمام والتي تتوسط مدينتي الدمام والخبر في منطقة مخصصة للمستودعات لعدد من الشركات.