تكبيل رحلات الحج
ما زالت الهيئة العامة للطيران المدني تعاني تدني انضباط الرحلات الجوية الخاصة بمواسم الحج، حيث تفاقمت المشاكل في السنوات الأخيرة وتسببت في تأخير إقلاع رحلات العودة نتج عنه التكدس المألوف آلاف من الحجاج في مطاري الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة. وفي تطور جديد تتجه الهيئة لإصدار تشريع مؤقت يمنع الناقلات الجوية من استثمار رحلات العودة الفارغة "في رحلات قدوم الحجاج" ورحلات القدوم الفارغة "في رحلات عودة الحجاج" في رحلات سياحية مجدولة تنتهز موسم إجازة الحج للسائح السعودي، حيث نشرت جريدة "الاقتصادية" السبت الماضي خبرا منسوبا إلى الهيئة العامة للطيران المدني وفيه تحذر شركات الطيران من القيام بعمليات نقل أو تشغيل تجاري من ركاب وشحن على رحلات الحج الفارغة في مرحلتي القدوم والعودة، إلا إذا رأت الهيئة خلاف ذلك، وبما لا يؤثر سلباً في العمليات التشغيلية لحركة الحج. الخبر الصحافي يشير إلى عدم قطعية تطبيق هذا التشريع الذي يعتبر غريبا على هذه الصناعة إن تم تطبيقه بالفعل. فالرحلات العارضة مقارنة بالرحلات المجدولة تعتبر من أعمدة صناعة السياحة لقدرتها على تقديم برامج سياحية متكاملة وبأسعار متاحة للشرائح الأكثر من الناس. كما أن الناقلات المنتظمة الكبرى في المنطقة مثل الخطوط السعودية وطيران الإمارات والخطوط القطرية ومصر للطيران وغيرها كثير، جميعها تطبق منهجية تجارية ذكية للاستفادة من الطاقة الاستيعابية لرحلات الحج الإضافية، حيث يتم ملء المقاعد الفارغة بأسعار تشجيعية لقاصدي السياحة في دول الحجاج، ما ينعكس على زيادة الدخل للناقلات وتنشيط لصناعة السياحة في تلك الدول. الإجراء المتوقع أن تلجأ تلك الناقلات العارضة التي ستمنع من الاستفادة من الرحلات الفارغة إلى الجهات الدولية مثل المنظمة الدولية للنقل الجوي (أياتا) لأن هذا الإجراء ينطوي على تحييد حق من حقوق الناقلات الجوية العارضة. مشكلة تكدس الحجاج السنوية مختلفة الأسباب، حيث تنتج عن إخفاق جهات متعددة وليست الهيئة إلا واحدة منها، حيث تنتج عادة من اختناق إجراءات المسافرين سواء من العامل البشري أو عطل المرافق.