تقرير الوفاة يؤخر دفن «طالب الطائف» للمرة الثانية
تأخر دفن الطالب عائض المطوع، المتوفى إثر صعق كهربائي، الخميس الماضي، في مدرسة متوسطة مسـتأجرة شمالي الطائف، للمرة الثانية أمس، بعد تعثر وصول ملف القضية من الشرطة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وأوضح لـ "الاقتصادية" عبد الرحمن المطوع النفيعي الأخ غير الشقيق للطالب المتوفى، أن هيئة التحقيق أخطرتهم بعدم وصول التقرير النهائي للوفاة، من الشرطة، مشيراً إلى أن نقطة الخلاف في التقرير الأول للوفاة هي أن سببها لم يصل للجزم والتأكيد بأنه "صعق كهربائي"، بل كان تحت مفهوم "الاحتمال"، منوهاً إلى أن أسرة المتوفى رفضت تسلم الجثة لحين التأكد من سبب الوفاة قطعاً، محملاً "التعليم" مسؤولية وفاة أخيه، مطالباً بمحاسبة المهمل، والمتسبب في ذلك.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" عبد الرحمن العصيمي، مالك مدرسة الطفيل بن عمرو المتوسطة، المُستأجرة في الحوية – 17 كيلو مترا شمالي الطائف، أنه أخطر إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف، بخطورة المبنى المدرسي على الطلاب، وذلك منذ عام ونصف، الذي شهد إبرام آخر عقد بين الطرفين، مشيراً إلى أنه وقع إقراراً في جُمادى الأولى من العام الجاري، بإخلاء المبنى لعدم موافقته على تنفيذ عدد من المطالب التي طالبته بها لجنة مكونة من الدفاع المدني، والتعليم، وإمارة مكة، عقب قيامهم بالكشف على المبنى، كما اشتمل الإقرار على عدم تحمله أي حادث قد يحدث في المدرسة، لافتاً إلى أنه قبل حادثة وفاة الطالب بنحو شهر راجع قسم الأجور في تعليم الطائف، مُلحاً على ضرورة إخلاء المبنى، لشعوره على حد قوله بأن "خطراً ما يُحيط بالطلاب"، كما أنه حذر المدير السابق للمدرسة، وأكد له أنه أنهى علاقته بالمبنى، إثر توقيعه إقرار الإخلاء.
وأضاف العصيمي، "آخر عقد للتعليم معي كان منذ عام ونصف العام، وتحديدا عام 1433 هـ، وفي جمادى الأولى عام 1434، تم الكشف على المبنى، من أجل توقيع عقد جديد، على أساس أن إبرام العقود يتم بشكل سنوي، ولم أوافق على تنفيذ الاشتراطات الأخيرة لأنها باهظة التكاليف، إلا أن التعليم بدأ يفاوضني على زيادة الإيجار شريطة تنفيذها، ولم أوافق"، وتابع "يوم الخميس الماضي، بعد الحادثة مباشرة، وردني اتصال من تعليم الطائف يطلبون مني الاتفاق، وإبرام عقد جديد معهم"، وعن وجود اشتراطات السلامة داخل المدرسة، قال العصيمي "وسائل السلامة الأساسية متوافرة، وتوجد شبكة إنذار بكامل المدرسة تم عملها قبل عامين، والصيانة تم فحصها".
وبالعودة لسياق القضية، من الجانب القانوني، أوضح لـ "الاقتصادية" عبد الله الغامدي المحامي المستشار القانوني، أن النظر في هذه القضية ينبغي أن يكون من الجوانب كافة، لاتخاذ الحكم فيها، مشيراً إلى أنه إذا كانت وزارة التربية، أو إدارة تعليم الطائف قد أخطرت مُسبقاً بخطابات، تبين خطورة المبنى فيقع اللوم على الوزارة، مبيناً أن في ذلك دية مُغلظة بواقع 400 ألف ريال، تقوم الجهة المسؤولة بدفعها، وفق تفاصيل وحيثيات ملف القضية، وتفاصيلها، مُشدداً على ضرورة محاسبة المفرّط في المسؤولية.
وكان الدفاع المدني في محافظة الطائف، قد أعلن صباح الخميس الماضي، عن وفاة طالب يدرس بالصف الثاني المتوسط، بصعق كهربائي، في مدرسة الطفيل بن عمرو المتوسطة، المستأجرة، الواقعة في منطقة الحوية، 17 كيلو مترا شمالي محافظة الطائف، وذلك نتيجة سلك كهربائي مكشوف، في حادثة تعد من مسلسل الحوادث التي تشهدها المدارس، للسبب ذاته، الواقعة تحت طائلة الإهمال، واللامبالاة، حيث تعاني المدرسة التي وقعت فيها الحادثة، وفقاً لما أكده لـ "الاقتصادية" مصدر مطلع في المدرسة، تهالكا في أدواتها الكهربائية، وضعف تأهيلها المهني، كي تكون مكاناً صالحاً لتلقي العلم.