مخاوف من تكرار سوق سوداء لشراء الأصوات في غرفة جدة
طالب عدد من المرشحين لانتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة، بتمديد فترة سداد رسوم اشتراكات الأعضاء إلى ما بعد الانتخابات، خاصة أن اشتراكات الأعضاء تنتهي بنهاية شهر ذي الحجة، ما سيؤثر في الناخبين، متخوفين من اشتعال سوق سوداء للمنتسبين للغرفة بمنح أصواتهم للمرشحين عند تجديد اشتراكاتهم بمبلغ 800 ريال، وهو ما سيؤثر في الأعضاء الجدد حديثي العهد بالترشح.
وأوضح سعيد الغامدي مرشح فئة التجار، أن تأخير إعلان أسماء المرشحين إلى ما بعد الحج يوافق انتهاء اشتراكات أعضاء الغرفة التجارية، وهو ما يشعل السوق السوداء بمنح الأصوات مقابل تسديد رسوم اشتراك الغرفة، ويضع المرشحين في موقف محرج، خاصة فئة التجار التي تشتد المنافسة فيها نظراً لارتفاع العدد، مشيراً إلى بادرة وزارة التجارة بتأخير إعلان الأسماء لبعد موسم الحج نظراً لانشغال المرشحين بالموسم، وهي ما كانت بادرة جيدة من وزارة التجارة، ولكن انتهاء اشتراكات أعضاء الغرفة البالغ عددهم ثمانية آلاف منشأة خاصة، أغلبها تكون طور الانتهاء من مهلة تصحيح الأوضاع والمعاملات، إضافة إلى أن أغلب الأعضاء لا يلجأون إلى تجديد اشتراكاتهم إلا بحسب الحاجة فقط، وذلك سيؤثر في المستجدين.
وبين أن تجديد الاشتراك أمر معمول به، حيث قام بعض المرشحين خلال شهر رمضان بتجديد العضويات تحسباً لانتخابات شوال، إلا أن الإعلان والتأخر لبعد الحج هو ما يرفع الطلب على تجديد الاشتراكات، وتخوف من اشتعال سوق منح الأصوات مقابل تجديد الاشتراك، وهو ما يضر بالرسالة الانتخابية، خاصة أن الدورة السابقة للغرفة كان شراء الأصوات في أيامها الأخيرة يتم بشكل علني، دون إقرار أي عقوبات على المشترين بسحب أسمائهم، وهو ما يتطلب تكثيف الرقابة على المرشحين في الدورة الحالية من قبل وزارة التجارة والصناعة.
وقال الغامدي إن انتهاء الاشتراكات سيؤثر بشكل كبير في حديثي العهد بالترشيح نظراً لحاجتهم إلى جمع أكبر عدد من الأصوات، خاصة من الأعضاء في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وطالب الغامدي الغرفة التجارية بتمديد فترة اشتراكات الأعضاء إلى ما بعد الانتخابات.
من جهته، أشار هشام الدباغ، أحد المرشحين من فئة التجار إلى أن تأخير موعد الانتخابات كان فيه نوع من الضبابية بعدم تحديد تاريخ معين، خاصة أن الانتخابات تأجلت للمرة الثانية، فبعد أن كان مقررا لها شوال، تأجلت إلى بعد الحج، وهو ما يصادف انتهاء اشتراكات الناخبين التي تنتهي بنهاية السنة الهجرية، ما قد يكون عقبة أمام المرشحين ويشجع على إقامة سوق سوداء بين الناخبين، مبيناً أن الاشتراكات في الغرفة أصبحت أمرا ضروريا، حيث لا يمكن لأي منشأة الحصول على أوراق مصدقة، ما لم يكن لها اشتراك في الغرفة، وهو ما سيدفع الناخبين إلى خلق سوق لشراء الأصوات مقابل تجديد الاشتراك بمبلغ 800 ريال.
وأشار إلى أن مجلس الإدارة يحتاج إلى روح شبابية جديدة بفكر جديد، بجانب أصحاب الخبرات، لتطوير العمل بما يخدم تجار جدة، فوجود مستجدين في الانتخابات يحتاجون إلى جمع أكبر عدد من الأصوات، هم أكثر المتضررين من انتهاء اشتراكات الناخبين، لذلك لا بد لوزارة التجارة أو الغرفة تمديد فترة الاشتراك لبعد الانتخابات أو إعادة تكليف المجلس الحالي إلى نهاية الربع الأول من العام لضمان تجديد اشتراكات الأعضاء، خاصة أن أغلب المعاملات التجارية تحتاج إلى تصديق من الغرفة التي تستلزم الاشتراك في العضوية.
فيما أوضح المهندس فرج الجدعاني أن انتهاء اشتراك الأعضاء مع نهاية العام، لا يوجد له تأثير سلبي في المرشحين، حيث إن الهدف هو الحصول على أسماء ناخبين فعليين يديرون أعمالهم ولديهم الرغبة الفعلية في الاستفادة من خدمات الغرفة، وهم من يسارعون إلى تجديد الاشتراكات، فالعمل في مجلس الإدارة هو بمثابة خدمة تطوعية تقدم لتجار جدة، لتذليل المعوقات وتقديم المساعدات لهم، لذلك نحن نحتاج إلى أصوات حقيقية.