في كوريا الجنوبية.. النجاح أو الانتحار

في كوريا الجنوبية.. النجاح أو الانتحار

تقول لافتة على لوحة رقمية على جسر مابو في سيؤول، تهدف إلى إقناع المواطنين اليائسين بعدم إلقاء أنفسهم في النهر أسفل الجسر: ''ستشرق شمس الغد''.
ربما تكون المبادرات التي من هذا القبيل قد ساعدت على تحقيق أول هبوط سنوي في معدل الانتحار في سيؤول منذ ست سنوات، حسبما أعلنت حكومة المدينة. لكن الأرقام الكئيبة للوفيات التي بلغت 2391 حالة في العاصمة وحدها السنة الماضية، تبين التحدي الذي يواجه كوريا الجنوبية، في الوقت الذي تسعى فيه للتخلص من وضعها بأنها أعلى بلد في البلدان المتقدمة، من حيث معدلات الانتحار.
خلال الفترة من 1992-2011 ارتفع معدل الوفيات في البلاد من 9.1 إلى 31.7 شخصاً بين كل 100 ألف شخص، قبل أن يتراجع إلى 28.1 شخصاً في السنة الماضية. وحتى بعد التحسن، كان هذا الرقم أسوأ من أي رقم تم الإبلاغ عنه في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث إنه يعادل في المتوسط 39 حالة انتحار في اليوم.
أشعلت هذه المشكلة فتيل المراجعة العميقة للذات حول الآثار الجانبية غير المرغوبة للتطور الاقتصادي للبلاد. قال كيم كيون هو، رئيس رابطة منع الانتحار: ''يعاني أهل كوريا الجنوبية المتاعب لمواكبة البنيان الاجتماعي المتغير، دون وجود نظام ثابت من الرعاية الاجتماعية''.
كان هذا الارتفاع الكبير في حالات الانتحار صارخاً بصورة خاصة بين كبار السن، حيث أخفق كثير منهم في تجميع مدخرات كبيرة. لكن يعتبر الانتحار أيضاً من أبرز أسباب الموت بين الأشخاص الذين تقع أعمارهم من عشر سنوات إلى 30 سنة، ما يبرز مقدار الضغط على الشباب من أجل تحقيق النجاح.

الأكثر قراءة