غار ثور .. موقع تاريخي يروي جانبا من السيرة النبوية
تحفل مكة المكرمة بالعديد من المواقع الأثرية والأماكن التاريخية، ومن أشهرها غار ثور، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.
وهو معلم بارز في رأس جبل ثور وهو أحد الجبال الشمالية من العاصمة المقدسة.
ويشمخ الغار في الجهة الشمالية أعلى جبل ثور المعروف باسم ''جبل أكحل'' جنوب مكة في سهل وادي المفجر، ويفصله عن باقي جبال مكة فجّ المفجر والطريق الدائري القادم من الطائف والمشاعر إلى جدة ، بجواره حي اسمه حي الهجرة.
ويرتفع الجبل 760 مترا عن سطح البحر، سهل أدناه وعر أعلاه، ذو مسالك صعبة المرتقى، وعلى الرغم من ذلك تجد الحجّاج والعمّار والزوار يصعدونه؛ للاطلاع عليه ومشاهدته.
وبقي حصن غار ثور في ذاكرة التاريخ الإسلامي يحكي قصة ثاني اثنين إذ هما في الغار وكان عونًا بعد عناية الله في حماية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابي الجليل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - من كفار مكة.
ومكث فيه النبي - عليه السلام - وصاحبه الجليل ثلاثة أيام اختباء من المشركين المطاردين لدعوة الحق، وبعد خروجهما من الغار سارا في اتجاه المدينة المنورة.
وتحول غار ثور لذكرى يرويها التاريخ للأجيال من خلال قوله الله تعالى ''إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم''. الآية 40 سورة التوبة.
واتجهت أقوال تاريخية إلى أن غار ثور هو أول حصن في الإسلام تحصّن فيه الرسول الكريم وصاحبه الصديق بعد إعلان الدعوة السماوية، حيث أوى إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - وهما في طريقهما إلى المدينة في رحلة الهجرة النبوية، فدخلا فيه حتى إذا هدأ طلب قريش لهما تابعا طريقهما.
وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتى وقفت على فم الغار، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته، يقول أبو بكر- رضي الله عنه - لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» رواه البخاري ومسلم