بعد 70 عاماً .. سوري يحقق أمنية والده بالحج
ما إن وطئت قدماه أرض عرفات الطاهرة إلا وخرّ حاج سوري تجاوز الـ 70 من عمره، ساجداً حمداً لله على أن حقق له أمنيته بالحج على يد ابنه، إذ وقف وراءه حاملا مظلة تقيه حرارة الشمس.
ويقول الحاج: إنه بر ابنه في الصغر فتم تتويجه بأن رد الابن له البر برا بركن من أركان الإسلام التي طالما ظل يحلم بتحقيقه ليعطر به حياته، ويغسل به خطاياه ويغلق به ملف الحياة الفانية استعدادا للدار الباقية.
الحاج محمد عزت "سوري الجنسية" رصدته "الاقتصادية" في مشعر عرفات على مقربة، حيث بدا في قمة سعادته وهو القادم من بلد يسكنه الصراع وينام ويفيق على أصوات المدافع وراجمات الصواريخ، ليستقر به المقام على سماع أصوات المهللين والمكبيرين، ويتحول إلى مهلل ومكبر، حامدا شاكرا لله أن منّ عليه بنعمة الحج، ونعمة بر الابن الذي حقق لأبيه أمنية العمر، فدفء كفوف الابن البار لم تفارق كتفي والده منذ أن بيّتا النية، مرورا بمحطات الرحلة التي جمعت بين البر والجو وصولا إلى عرفات، التي قال عنها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: "الحج عرفة"، ليتحول دفء تلك الكفوف على الأب إلى برودة عندما قامت بمنع أشعة الشمس الحارقة عن جسد الأب عبر مظلة كان يحملها الابن.
معانٍ سامية لديننا الإسلامي تبدو واضحة وجلية في المشاعر المقدسة التي لا تخلو من الصور التي تهز الأبدان، وتحكي الرحمة واللين والتسامح التي يدعو إليها الدين الإسلامي، لم تمنع الظروف المؤلمة والتشرد وصعوبة التنقل هذا الابن أن يكون ظلا لوالده وسكنا له وقرة عين، بل أجزلت فيه وزادته قربا وحمدا لله على أن حماه الله ومنّ عليه بمناسك الحج في وقت حال الوضع الراهن في سورية دون حج الآلاف الذين قضوا نحبهم دون أن يكتب لهم أداء هذه الفريضة.