مقترح لإدراج منهج دراسي يعلم الفتيات طرق تحديد الهدف واكتشاف الذات

مقترح لإدراج منهج دراسي يعلم الفتيات طرق تحديد الهدف واكتشاف الذات

طالبت أكاديميات ومتخصصات بأهمية إضافة حصة لطالبات المدارس تختص بمساعدتهم على تحديد أهدافهن المستقبلية، بعد ظهور دراسات تؤكد أن ثلثي الطالبات يلتحقن بالجامعة وهن غير واثقات من التخصص المناسب، مشيرين إلى أن غياب تلك الأنشطة والفعاليات يقلل من قدرة الطالبات على تحديد أهدافهن و طموحاتهن وبالتالي يؤثر في حجم نجاحاتهن.
وقالت الأكاديميات لـ"المرأة العاملة" بإنه لا يجب الاكتفاء ببعض الأنشطة اللاصفية، بل يجب تصميم ووضع تلك الفعاليات والحصص منذ بداية دخول الطالبة للمدرسة، على اعتبار أن أصعب ما يواجه خريجات التعليم العام هو اتخاذ القرار نحو التخصص الذي يرغبن الالتحاق به، أو اكتشاف مواقع مواهبهن الخاصة.
تقول الدكتورة ليلك الصفدي المدير التنفيذي لمكتب عبق الخزامى للاستشارات والدراسات العالمية، إن إحدى الدراسات المحلية بينت أن ثلثي الطلاب والطالبات يلتحقن بالجامعة وهم غير واثقين من التخصص، وأن الخمس منهن يغيّرون التخصص من اليوم الأول، وثلاثة الأرباع يغيّرن التخصص على الأقل مرّتين قبل التخرج، في الوقت الذي يبدي فيه ثلاثة أرباع الطلاب والطالبات الحيرة حول تخصصهم.
وأضافت"إن إضافة مادة إلى المنهج الدراسي  تساعد الطلاب على تقييم أنفسهم و إطلاعهم على التخصصات والمهن المتاحة واحتياج سوق العمل من هذه المهن، سيسهل من عملية اتخاذ القرار نحو التخصص، كما سيسهم في وصول الطلاب إلى أهدافهم المهنية بأسرع وأسلم الطرق".
وأوضحت الصفدي أن مثل هذا النوع من المناهج أصبح حاجة ملحة، أكثر منها تطورا فائقا، على اعتبار أن جل ما تعانيه سوق العمل، هو عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات العمل، كما أنها تزيد من الاحترافية، والنجاح في الحياة العملية، منوهة إلى أن المادة المقترحة ستقوم  بتقديم بعض المهارات التي يتطلبها سوق العمل وتغفل عنها الجامعات مثل مهارات التخطيط،  مهارات العلاقات الإنسانية و المهارات الموقفية، والمهارات الاجتماعية، ومهارات الاتصال والمهارات القيادية.
وترى الصفدي أن معوقات اتخاذ القرار بشأن التخصص تعود إلى عدة عوامل منها انعدام الخبرة باتّخاذ القرارات، قلة المعلومات عن النفس و التخصصات، الخوف من اتخاذ "القرار الخاطئ"، عدم إدراك المصالح والقيم والقدرات والأهداف الشخصية، بالإضافة إلى فرضية أن اختيار التخصص سيقرّر الطريق المهني، إلى جانب وجود ضغط من العائلة أو المجتمع لاختيار تخصص أومهنة معيّنة.
وأشارت إلى أن المهم عند تحديد التخصص المناسب، معرفة الاهتمامات والقدرات الشخصية والاطلاع على احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى التعرف على التخصصات المتاحة والمهن المتاحة، ومتطلبات هذه المهن مع إعطاء الطالب أو الطالبة فرصة التظليل المهني و مقابلة أصحاب المهن ومن ثم تقييم و قياس المهن والتخصصات المناسبة للقدرات الشخصية.
من جهتها تشير الدكتورة منيرة ناهض الناهض أكاديمية و متخصصة في التنمية الاجتماعية إلى أهمية أن تساعد المدرسة الطالبات على اكتشاف القوى و المهارات الموجودة فيهن، إذ أنه من المهم وجود فعاليات وحصص وأنشطة تساعد الطالبة على الإبداع واكتشاف مكامن موهبتها، وزيادة قدرتها على التعبير عن النفس.
وتصف الناهض الخطوة الشائعة بمساعدة الطالبات على تحديد هدفهم وقدراتهم في آخر سنة دراسية أو عند تخرجهم من الثانوية بالخطأ الكبير، منوهة إلى أن الطالبة وقتها لن تكون لديها القدرة على التعبير عن النفس وبالتالي سيفشلوا في معرفة مواهبها وقدراتها ومن ثم تحديد التخصص الذي يلائمها.
وشددت على أهمية أن يلعب الإرشاد الطلابي دوره في اكتشاف المواهب وتنميتها منذ البدايات الأولى لمراحل التعليم، موضحة أن الإرشاد الطلابي لدينا لا يمارس المهام التي من المفترض أن يمارسها بسبب كثرة المناهج وازدحامها بالمعلومات وهو ما يخرج جيلا غير محدد لأهدافه لأنه قضى أكبر وقته في الحفظ و التلقين ـ على حد قولها ـ.
من ناحيتها تؤيد الكاتبة أميرة كشغري إضافة حصة لتحديد الهدف قائلة بإن من المهم أن تساعد المدرسة الطالبة و تعرفها على برامج خدمة المجتمع وأن لا يقتصر دور المدرسة على تقديم المناهج الدراسية و تلقينها للطالبات بل عليها أن تلعب دورا أكبر في اكتشاف مواهبهم و قدراتهم وتنميتها، معزية السبب في غياب ووضوح الهدف في هذا الجيل هو أنهم لم يؤسسوا منذ الصغر ويدربوا على اكتشاف ذاتهم وقدراتهم.
من جهته يصف الدكتور عبد الله الفوزان المتخصص في علم الاجتماع الجيل الحالي بأنه أقل قدرة من السابق على تحديد أهدافه ومعرفة الطريق لنجاحه مرجعا السبب في هذا إلى المناهج الدراسية التي تعتمد على الحفظ و التلقين ولا تدرب الطالب على اكتشاف ذاته، داعيا إلى إضافة حصص بالمناهج الدراسية تهدف لاكتشاف قدرات الفرد و تساعده على تحقيق هدفه الذي يساعد فيما بعد على نجاحه في الحياة العملية والوظيفية.
وترى الدكتورة سارة صالح الخمشي أستاذ التخطيط الاجتماعي في كلية الخدمة الاجتماعية، بأن اكتشاف قدرات الفرد أول خطوة في تحقيق نجاحه، مبينة بأن غياب مفهوم التخصص لدى الطالبات راجع لغياب الأنشطة والفعاليات التي تساعد على هذا، والتي يجب أن تقوم بها سواء المدرسة أو المكتبات الثقافية.

الأكثر قراءة