«شارع الخزان» .. ملتقى العمالة لسنوات بات خالياً
شارع الخزان... قلب مدينة الدمام النابض بالحياة المرورية، لطالما شكَّل ظاهرة جلية لتجمع وتجمهر العمالة الأجنبية المخالفة بمختلف جنسياتها ومهنها وتخصصاتها، بحيث تتوافد هذه العمالة من داخل الأحياء الشعبية القريبة من شارع الخزان، من حي القزاز والعدامة القديمة والنخيل وحي الجلوية لتلتقي في مكان واحد هو تقاطع شارع الخزان مع شارع الملك خالد.
كثيرا ما حاولت الجهات الأمنية تجفيف هذه الموقع من العمالة الأجنبية المخالفة ونظمت من أجل ذلك العديد من الحملات التفتيشية الصباحية والمسائية، حتى أصبح هروب هذه العمالة المخالفة لداخل هذه الأحياء مجددا يشكل هاجسا وفزعا لقاطنيها.
عند شارع الخزان وتحديدا قرب سوق الحريم الشعبي في حي القزاز، وفي الجهة المقابلة له (خزان الدمام)، تتربص عيون العمالة المخالفة مع بزوغ شمس كل يوم جديد بزبائنها الباحثين عن أجور منخفضة وزهيدة في كثير من الأحيان لتنفيذ بعض الأشغال والمهام الشاقة سواء في مشاريع تنموية أو داخل شققهم السكنية أو مزارعهم. وتتخلص هذه الأشغال في أعمال السباكة والحفر والبناء والصبغ والذبح وغيرها من الأعمال الأخرى.
كثير من المراقبين يرون أن موقع تمركز هذه العمالة الذي عرف بـ (شارع الخزان) رغم أن تمركز هذه العمالة عادة يكون في شارع الملك خالد، شكَّل في كثير من الأحيان سوقا يومية لتشغيل العمالة المخالفة ليس للفرد فقط، وإنما كثير من الشركات وخاصة العاملة في مجال البناء والتشييد، أصبحت توفر حاجتها من العمالة المخالفة من هذا الموقع، حيث يتوجه عدد من السيارات والمركبات ذات السعة الكبيرة لهذا الموقع للتفاوض على الأعمال اليدوية اليومية، وتختار من عمالتها ما يناسبها وبأسعار زهيدة.
وهنا يقول فارس الغامدي، موظف يعمل في القطاع الخاص، ويسكن قريبا من شارع الخزان، يسلك شارع الملك يوميا خارجا للوصول إلى مقر عمله. في السابق كان أغلب زبائن هذه العمالة المخالفة من الأفراد، ولكن الآن دخلت بعض المؤسسات والشركات الخاصة في التنافس لتوفير حاجتها من العمالة لتنفيذ بعض الأعمال الإنشائية. ويضيف: أصبحنا نرى حافلات تقوم بنقل هذه العمالة وبأعداد كبيرة دون أن يكون هناك رابط بين هذه العمالة المخالفة، حيث نجد عمالة من الجنسية الإثيوبية، إلى جوار المصرية والهندية والبنجالية في حافلة واحدة تتجه بهم إلى موقع الأعمال والإنشاءات التي سيعملون فيها.
ومثَّل يوم الأحد الماضي آخر أيام توافد العمالة المخالفة لشارع الخزان وهو اليوم الذي يسبق بدء الحملات التفتيشية للجهات المعنية، حيث رصدت ''الاقتصادية'' في جولة صباحية أمس أعدادا كبيرة من العمالة المخالفة بدأت تتقاطر على شارع الخزان للظفر بآخر مهمة عمل يمكن أن تجني من ورائها أجور أشغال يومية كانت تمارسها على مدار السنوات الماضية.
ومع حلول الوقت المحدد لبدء الحملات التفتيشية المكثفة من قبل الجهات الأمنية والمعنية بضبط وجود العمالة الأجنبية، سيكون الوضع مغايرا تماما، حيث يتوقع اختفاء جماعي غير مسبوق لهذه العمالة المخالفة والتي ظلت تكتم على أنفاس مرتادي طريق الملك خالد وشارع الخزان في الدمام، وأيضا على قاطني الأحياء القريبة من موقع تمركز هذه العمالة.