«أوبك» تتوقع خسارة 8 % من حصتها السوقية بسبب طفرة النفط الصخري
توقعت منظمة "أوبك" أن تفقد نحو 8 في المائة من حصتها في سوق النفط خلال السنوات الخمس المقبلة مع تعزز طفرة النفط الصخري ومصادر منافسة أخرى للإمدادات من خارج المنظمة مما يضعف استفادة "أوبك" من زيادة الطلب العالمي.
ووفقاً لـ "رويترز"، فقد كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أبطأ من غيرها في الاعتراف بتأثير النفط الصخري على الإمدادات، وفي وقت سابق من العام قررت المنظمة القيام بأبحاثها الخاصة في القطاع الجديد.
وفي تقريرها السنوي توقعت أوبك تراجع الطلب العالمي على نفطها إلى 29.2 مليون برميل يوميا في 2018 بانخفاض 1.1 مليون برميل يوميا عن العام الجاري مع تزايد المعروض من خارج المنظمة التي تضم 12 عضوا. وفي حالة ارتفاع المعروض يمكن للطلب على نفط المنظمة أن يتراجع إلى نحو 28 مليون برميل يوميا في 2018 وهو أقل 7.6 في المائة عن العام الحالي ومليوني برميل يوميا عن مستوى إنتاج المنظمة حاليا.
وأوضح عبد الله البدري الأمين العام للمنظمة في تقدمة للتقرير أنه ليس هناك نقص في النفط والمصادر وفيرة، وأنه في مقابل الطلب العالمي المتزايد على النفط يوجد تنوع في مصادر الإمدادات.
وتريد "أوبك" التي تمتلك 80 في المائة من احتياطات النفط التقليدي في العالم أن تقترب الأسعار من 100 دولار للبرميل أي ما يزيد نحو أربعة أمثال على مستوياتها قبل عشر سنوات اعتبارا بالقيمة الاسمية.
وأعادت طفرة الوقود الصخري الأمريكي رسم ملامح تجارة النفط، حيث عانت نيجيريا والجزائر البلدان العضوان في "أوبك" من هذه الطفرة وفقدتا قوتهما في أكثر أسواق التصدير ربحية لهما بزيادة الإنتاج الأمريكي واقترابه من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط في العالم. وأفاد تقرير المنظمة أنه بالإضافة إلى إمكانية نمو إمدادات النفط الصخري من أمريكا الشمالية بشكل أسرع هناك أيضا موارد إضافية للنفط الصخري في دول خارج المنظمة خاصة روسيا والأرجنتين والصين، مضيفة أن إنتاج خامات النفط وسوائل الغاز الطبيعي الأخرى فاقت التوقعات في البرازيل وروسيا.
وتتوقع "أوبك" أن يصل حجم الطلب العالمي إلى 92.5 مليون برميل يوميا بحلول 2016، أي ما يقل نحو 400 ألف برميل يوميا عن توقعاتها في تقرير العام الماضي.
وتشير المنظمة إلى أن معدل الاستهلاك يصل بحلول 2035 إلى 108.5 مليون برميل يوميا بارتفاع 1.2 مليون برميل يوميا عن تقرير العام الماضي، وكان حجم الطلب قد بلغ 88.9 مليون برميل يوميا في العام الماضي.
وينتظر أن يصل حجم المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك إلى 57.3 مليون برميل يوميا بحلول 2016 ارتفاعا من 56.6 مليون برميل كانت متوقعة في تقرير العام الماضي، ويتوقع أن يصل المعروض إلى 58.6 مليون برميل يوميا في 2018.
ويفترض التقرير أن يظل سعر سلة "أوبك" مقياس أسعار النفط المفضل لدى المنظمة عند 110 دولارات للبرميل حتى عام 2020، على أن يرتفع إلى 160 دولارا بحلول 2035 بزيادة خمسة دولارات عن توقعات العام الماضي.
على صعيد آخر باعت "أرامكو" السعودية أولى شحناتها من وقود الطائرات من مصفاة جديدة مشتركة في الجبيل ومن المرجح أن ترسل الشحنة إلى أوروبا.
ونقلت "رويترز"، عن مصدر مطلع أن الشحنة البالغة 40 ألف طن والمرجح تحميلها في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) بيعت إلى شركة نفط كبرى، وقد تكون الشحنة الوحيدة التي تبيعها الشركة من وقود الطائرات الذي تنتجه المصفاة هذا العام، ولم تتضح على الفور تفاصيل بخصوص المشتري وسعر الشحنة.
وذكر تجار أنه لم يتضح أيضا ما إذا كانت "توتال" الفرنسية باعت نصيبها في كميات وقود الطائرات لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) حيث حصلت كل من الشركتين على شحنة لتحميلها من المصفاة.
وتبلغ طاقة المصفاة المشتركة بين "توتال" و"أرامكو" 400 ألف برميل يوميا ومن المتوقع أن تعمل بكامل طاقتها بنهاية العام إذ ستساعد على تلبية الطلب المحلي مما يقلص اعتماد البلاد على استيراد الوقود.
وكان بعض التجار قد أكدوا أن المصفاة حملت حتى الآن شحنتين من وقود الديزل وواحدة على الأقل من زيت الوقود وشحنة من النفتا، وتهدف المصفاة فور زيادة الإنتاج إلى رفع إنتاج الديزل والبنزين لأعلى مستوى ممكن من أجل تلبية ارتفاع الطلب المحلي على هذين الوقودين. وأفاد مصدر مطلع بأن الشحنة حملتها "أرامكو" في أوائل الشهر الجاري وهو لاستخدامها الخاص، وكانت "توتال" حملت الشحنة الأولى في تشرين الأول (أكتوبر) بدلا من أيلول (سبتمبر) كما كان مقررا بحسب تجار أشاروا إلى أن الشحنة الأولى اتجهت إلى شرق إفريقيا.