الديوكسين وسرطان البروستات
الحديث عن الديوكسين ليس بالجديد إذ أثير الحديث عن هذه المادة منذ سنوات مضت وتم عمل حظر استيراد لبعض المنتجات الزراعية والحيوانية ووضعت الحكومات والدول قوانين لمنع استيراد هذه المنتجات الملوثة بالديوكسين.
إذاً ما الديوكسين؟
الديوكسين Dioxin هو من أخطر المواد الكيماوية وأكثرها سميّة وخطورة، وقد حذرت منه الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC نتيجة لتأثيره الضار في صحة الإنسان، إذ ينتج أثناء عمليات وبخاصة النفايات الطبية والكيماوية وبعض الصناعات البتروكيماوية كصناعة الورق التي يدخل في تركيبها الكلور. إن التخلص من هذه المواد السامة والنفايات بعد حرقها يتم عن طريق طرحها في المياه أو التربة مما ينجم عنه تلوث هذه المصادر فيؤدي إلى تلوث الكائنات الحية كالأسماك والحيوانات والطيور والمنتجات الزراعية ومنتجات الألبان، وتكمن خطورة الديوكسين في أنه من أكثر المواد ثباتا في البيئة التي يوجد فيها، حيث إن البكتيريا الطبيعية لا تتغذى ولا تستطيع تفكيكه أو تحليله، كما في باقي المواد الأخرى، لذا يبقى سنوات طويلة في البيئة التي يوجد فيها، وينتقل من كائن إلى آخر حتى يصل إلى الإنسان، ويحدث تأثيراته المدمرة للصحة إذا وجد في حالة ارتفاع مستوياته في الدهون بنسبة بسيطة أقل من أجزاء قليلة من التريليون يصبح مادة شديدة الفتك، وذلك عن طريق الارتباط بمستقبلات الهرمونات في الخلايا، ما يجعله يعدل الميكانيكية الوراثية والوظيفية للخلية، وبالتالي قد يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي واعتلال الجهاز العصبي إلى إجهاض المواليد والتشوهات الخلقية لهم، كما أنه يخفض نسبة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال على مستوى العالم بنسبة 50 في المائة مما كانت عليه قبل ذلك وارتفاع حالات السرطان في الخصية إلى ثلاثة أضعاف وتزايد حالات سرطان البروستات عند الرجال، كما أنه من مسببات تزايد سرطان الثدي عن السيدات، ويعزى ذلك إلى أنه لا توجد أجهزة دفاعية ضده داخل جسم الإنسان، لذلك يبقى لفترات طويلة داخل الجسم. لذلك نجد أن أكثر الفئات تعرضا للتلوث بهذه المادة العاملون في إنتاج وتداول المبيدات الحشرية وصناعة الورق ورجال المطافئ والأشخاص الذين يتناولون الأسماك والمنتجات الزراعية في المناطق الملوثة.
ولكي يتم التقليل من خطورة التعرض لمادة الديوكسين لا بد من التخلص من الدهون الموجودة في اللحوم والابتعاد عن الأطعمة التي تدخل الدهون في صناعتها، كذلك يجب التنويع في الطعام وتناول الفواكه والخضراوات والبقوليات.
وكذلك الحرص على عدم تلويث البيئة بالتخلص من مخلفات المصانع وبخاصة البتروكيماوية في المياه التي يعاد استخدامها في ري المنتجات الزراعية، وعدم إحراق النفايات وبخاصة الطبية والكيماوية إلا في محارق خاصة بها، والبحث عن بدائل لحرقها كاستعمال التعقيم البخاري وغيره، وعلى الدول التعاون في سبيل الحد من تلوث البيئة بهذه المادة.