الرياض وسيئول .. تبادل ثقافي في الحرف والصناعات اليدوية
التأم البارحة الأولى معرض مزج بين التراث السعودي والكوري، الذي يُقام في المتحف الوطني في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض، وافتتحه الأمير خالد بن بدر أمير الرياض، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية، ويو جين ليونغ وزير السياحة والثقافة والرياضة في كوريا الجنوبية، في حضور الأمير تركي بن عبد الله نائب أمير الرياض، والدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام.
ويهدف المعرض، الذي يستمر لمدة أسبوع كامل ويحمل عنوان (كشف الستار عن الحرف الكورية والسعودية)، إلى تعريف الجمهور السعودي بأصل الحرف الكورية وجمال وقيمة المنتجات الحديثة التي تم تطويرها عن أصولها من المنتجات التقليدية تحقيقاً لمتطلبات العصر والأسواق المحلية والدولية.
ويتضمن جناحين؛ أحدهما يقدم ثقافة الحرف الكورية للمجتمع المحلي، من خلال ما يقارب 100 قطعة معظمها مصنوعة من الخزف. أما الجناح الآخر فيقدم الثقافة والتراث السعودي الحرفي، ويضم التحف الفنية اليدوية لمنتجات بعض الجمعيات التعاونية الخيرية والمؤسسات العاملة في مجال الحرف والصناعات اليدوية وأعمال بعض الفنانين التشكيليين والتطبيقيين الذين يمارسون العمل والإنتاج الحرفي.
ويضم المعرض، الذي تنظمه هيئة السياحة ممثلة بالبرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، أيضاً عروضاً حية للإنتاج الحرفي الكوري بثلاثة مجالات حرفية يدوية، يقوم بها ثلاثة حرفيين كوريين مهرة يمارسون الإنتاج الفعلي أمام الجمهور الزائر الذي يمكنه التفاعل مع الحرفي الصانع، إضافة إلى العروض الحرفية من الحرفيين السعوديين في موقع المعرض وفي البيوت الطينية المجاورة للمتحف الوطني.
وحول ''المعرض الكوري السعودي للحرف والصناعات اليدوية'' قال أمير الرياض: ''إن ما رأيته من حرف وصناعات كورية شيء مبهر، وأعتقد أن التعاون بين هيئة السياحة ووزارة الثقافة الكورية سينطلق منها تعاون في مجال الحرف والصناعات اليدوية وتبادل خبرات بين البلدين الصديقين''.
وأضاف: ''أتمنى لهذا المعرض النجاح، وأحث أبناء مدينة الرياض على زيارة هذا المعرض، والاطلاع على الحرف السعودية التي نفخر بها وكذلك حرف أصدقائنا الكوريين الموجودين''.
ومن جهته، أكد الأمير سلطان بن سلمان أن قطاع الحرف والصناعات اليدوية في السعودية يعد قطاعاً اقتصادياً كبيراً ومهماً، يُعنى بالمطورين والمستثمرين وتشغيل الأيدي العاملة باختلاف أعمارها ومستوياتها التعليمية، مثمناً اعتماد الدولة للبرنامج الوطني للحرف والصناعات التقليدية (بارع) ليكون مشروعاً اقتصادياً متكاملاً.
وأوضح أن أهم أهداف البرنامج الرئيسة هو رفع مستوى الجودة للحرف والصناعات اليدوية السعودية لتنافس بذلك الحرف اليدوية على المستويين الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن سوق الصناعات اليدوية بالسعودية تتجاوز ملياري ريال سنوياً ويعمل بالقطاع أكثر من عشرين ألف حرفي يمارسون عملهم بعدد كبير من الحرف والصناعات والمنتجات اليدوية.
وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن الهيئة تقوم بتنظيم البرامج التدريبية للحرفيين للارتقاء بمنتجاتهم، مبيناً أنه تم تنظيم رحلات لاستطلاع الخبرات والتجارب الدولية الناجحة في مجال الحرف والصناعات اليدوية شملت المغرب وإيرلندا، وأكد حرص الهيئة على تخصيص منافذ لتسويق منتجات الحرفيين في عدد من المجمعات والأسواق التجارية.
أما وزير الثقافة الكوري فقال: ''الهدف الأول من المعرض العمل على التبادل الثقافي في مجال الحرف والصناعات اليدوية، حيث يمكن لكوريا الجنوبية تدريب الشباب العاملين في مجال الحرف اليدوية في هذا الشأن، أما الهدف الثاني فهو العمل على تطوير تلك الحرف والصناعات اليدوية لتصبح قطاعات اقتصادية وتحويل القطع الحرفية إلى منتجات''.
وزاد: ''اتفقنا على عقد دورات تدريبية في مجال الصناعات اليدوية لتطوير الجانب الفني لدى المتدربين، وذلك في المستقبل القريب''.