رئيس «السياحة» وأمير المدينة يطلعان على مشاريع المنطقة
اطلع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار، والأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، على عدد من المشروعات التي تنفذها أمانة منطقة المدينة المنورة، وذلك خلال زيارتهما إلى جناح أمانة منطقة المدينة المنورة، المقام ضمن ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث. ودوّن رئيس الهيئة العليا للسياحة كلمة في كتاب ''برنامج الحفاظ على التراث العمراني وتوظيفه بأمانة منطقة المدينة المنورة''.
من جهة أخرى، وقع رئيس الهيئة العليا للسياحة مع أمين منطقة المدينة المنورة، اتفاقية التعاون بين هيئة السياحة وأمانة المدينة المنورة، وتتمثل مجالات التعاون في تهيئة المواقع السياحية، تأهيل المواقع الأثرية والتاريخية، تنمية التراث العمراني، حماية المواقع الأثرية التي تم حصرها في منطقة المدينة المنورة، إضافة إلى المواضيع ذات العلاقة كالفعاليات السياحية، التسويق، الإعلام والتوعية. من جهته، أشاد الأمير سلطان بن سلمان بالدور الكبير والمميز الذي باتت تقوم به الأمانات في مناطق المملكة لحماية مواقع التراث العمراني وتأهيلها وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي واقتصادي.
وأكد أن الأمانات تعد الشريك الأساسي في مشاريع الهيئة في تنمية وتأهيل مواقع التراث العمراني، وأن الهيئة استثمرت في الأمانات لتصل إلى هذه المرحلة التي تبدلت فيها النظرة للتراث العمراني من مواقع خربة آيلة للاندثار، إلى مواقع تاريخية مهمة قابلة للاستثمار.جاء ذلك خلال مداخلة لرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في الورشة العلمية التي عقدت في جامعة طيبة أمس، ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث بالمدينة المنورة، التي جاءت تحت عنوان ''دور الأمانات والبلديات في المحافظة على التراث العمراني ووسائل تنميته''.
وأشار الأمير سلطان إلى عملية تطوير منطقة وسط الهفوف وسوق القيصرية، ودور أمانة الأحساء وتعاونها مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا المشروع، مشيداً بقرار الأمانة إنشاء بلدية وسط الهفوف الخاصة بتطوير مواقع التراث العمراني في المدينة، مؤكداً أنه سيتم العمل قريباً على تسجيل الموقع ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وبشأن تطوير جدة التاريخية أوضح أن الهيئة العامة للسياحة والآثار عملت على وضع خطة متكاملة منذ فترة، تهدف إلى إعادة دراسة الموقع بشكل شامل تم التركيز خلالها على عدة جوانب؛ أهمها إعادة تأهيل البيوت التاريخية بوسط جدة، والتواصل مع ملاك تلك البيوت بما يضمن المحافظة على حقوقهم وتعاونهم الكامل مع الجهات المختصة في هذا الشأن، خاصة في ظل مبادرة عديد منهم إلى التعاون من أجل تطوير الموقع بما يعود عليهم وعلى الدولة بالنفع والخير.
وأكد أنه سيتم قريباً إطلاق عروض إنشاء الفنادق التراثية بالمملكة، داعياً جميع المستثمرين ورجال الأعمال إلى الاطلاع على تلك العروض، والعمل على الاستثمار في هذا القطاع الذي يتوقع الجميع أن يكون خطوة كبيرة في مجال الاستثمار السياحي، ودعم التوجه نحو المحافظة على التراث العمراني والسعي ليكون قطاعاً اقتصادياً فاعلاً ضمن القطاعات الاقتصادية الأخرى في المملكة.
من جانبه، أكد الدكتور خالد طاهر أمين منطقة المدينة المنورة أن أمانة المدينة عملت على إنشاء برنامج للتراث العمراني يهدف إلى المحافظة عليه واستنباط خطوط للتراث المعاصر، حيث يتركز البرنامج على ثلاثة عناصر أساسية هي الاستراتيجيات وآليات العمل والإنجازات.
وقال طاهر إن الاستراتيجيات تتضمن توثيق وتسجيل مواقع التراث في منطقة المدينة المنورة ووضع شروط تطويرها، وخاصة مشاريع الترميم والتعامل التقني مع المباني التراثية، حيث تضمنت آليات العمل بالبرنامج على عديد من الخطوات، منها إنشاء وحدة للمشاريع التراثية وتشكيل لجان استشارية، وتفعيل اتفاقية التعاون بين أمانة المدينة المنورة والجمعية السعودية، على التراث العمراني وعدد من الجهات المهتمة بالتراث الوطني بدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار، إضافة إلى مذكرة تفاهم مع مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الذي يترأسه الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ــــ حفظه الله.
وأوضح أمين المدينة المنورة أن من أهم منجزات البرنامج الإعلان عن جائزة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة عن أفضل مسكن تراثي مميز، وقيمتها مليون ريال للفائز الأول، مشيرا أيضاً إلى العمل على إنشاء الحي التراثي في المدينة.
وأضاف أن منجزات البرنامج تشمل إنشاء مشروع إضفاء الطابع العمراني على المباني الحكومية، إضافة إلى تأسيس المسرح المديني ودوره في توظيف ثقافة التراث العمراني لدى أبناء المنطقة وأهمية المحافظة على مواقعها وتطويرها.
وتحدث أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس عن أهم الخطوات التي قطعتها الأمانة في تطوير جدة التاريخية، حيث تم إعداد مخطط عام للمواقع المطلوب تطويرها وإنشاء إدارات ولجان بالأمانة لتنفيذ خطط الدولة في عملية التطوير، خاصة بعد إنشاء بلدية جدة التاريخية.