سلطان بن سلمان: المملكة دولة قامت على المساجد
أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الموضوع الأبرز في ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث المقام حاليا في المدينة المنورة هو موضوع العناية بالمساجد التاريخية لعظم بيوت الله، لافتا إلى عناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تكفل بترميم عدد من المساجد على نفقته الخاصة، منها مسجد الشافعي والمعمار في وسط جدة، مذكرا بأن المملكة دولة قامت على المساجد، وشمل هذه البلاد لم يلتئم إلا تحت راية الإسلام، مبينا أن بداية العناية بالمساجد كان منذ الدولة السعودية الأولى.
وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس، خلال ورشة العناية بالمساجد التاريخية التي أقيمت ضمن ملتقى التراث العمراني المقام حاليا في المدينة المنورة، إن المسجد يمثل دورا مهما في حياة المسلم، فهو نقطة التقاء للمواطنين واجتماعهم، مشدداً على أهمية المحافظة عليها والعناية بها كون دور المسجد ينطلق من احترامه.
وطالب بأن يتم تطوير العناية بالمساجد في التصميم لتكون أقل تكلفة في الصيانة ولتكون صديقة للبيئة، وأن يكون المسجد محور الحي والمدينة، مشيرا إلى الجهود التي تمت لترميم عدد من المساجد التاريخية في أنحاء المملكة ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة الذي تنفذه مؤسسة التراث الخيرية بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية، وبالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يهدف إلى الاهتمام بالمساجد العتيقة التي يرجع تأسيسها إلى عهود مختلفة، وذات الخصوصية العمرانية في مناطق المملكة التي تحتاج إلى التأهيل وإعادة الإعمار وفق المعايير العالمية على التراث العمراني.
ونوه ببرنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي أعلنته الهيئة أخيرا والذي يختص بمواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بالسيرة النبوية وعصر الخلفاء الراشدين في جميع مناطق المملكة، ووضع الخطط لحماية مواقع التاريخ الإسلامي من خلال تأهيل وتطوير هذه المواقع، وتوظيف مواقع التاريخ الإسلامي بالطريقة المثلى التي تبرز رسالة الإسلام الخالدة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وإخراج المآثر الإسلامية الخالدة والقصص التاريخية العظيمة من المصادر الموثوقة لتصبح واقعاً معاشاً يستلهم من خلالها المسلمون أعظم المعاني وأسمى القيم.
من جهته، قال الشيخ صالح المغامسي الأستاذ بجامعة طيبة وإمام وخطيب جامع قباء في المدينة المنورة إن إحياء المساجد التاريخية دين وملة وقربة وإحياء شرعي لتاريخنا المجيد، وقسم المغامسي المساجد إلى ثلاثة أقسام، أولا: مساجد نص القرآن الكريم والحديث الشريف على فضلها وهي أربعة، المسجد الحرام والمسجد النبوي، والأقصى، ومسجد قباء، وثانيا: المساجد التاريخية التي ارتبطت بتاريخ المسلمين، وثالثا: مساجد المسلمين بشكل عام وهي بيوت الله.
وأكد المغامسي أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله- عندما وحد هذه البلاد أقام هذه الدولة على الدين والتوحيد وازدهرت هذه البلاد بالمساجد في كل أنحائها، وقال المغامسي إننا كمسلمين نحمل عواطف تجاه المساجد التاريخية ونريد أن نفرح بتاريخنا، مشيراً إلى أن مكة المكرمة والمدينة المنورة أكثر مدن المملكة ازدهاراً بالمساجد.
كما أشاد الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وحرص الأمير سلطان بن سلمان بالمساجد والعناية والاهتمام بها، مشيداً بإقامة هذا الملتقى وتخصيص جلسة للحديث عن المساجد، وكشف السديري أنه سيتم الانتهاء قريباً من مسح شامل لجميع مساجد المملكة الآثرية والتاريخية بناء على الاتفاقية الموقعة بين الوزارة والهيئة.
من جهته، أوضح الدكتور أسامة الجوهري مدير عام مؤسسة التراث الخيرية، أن المؤسسة الخيرية حرصت على ترميم المساجد التاريخية، لما للمساجد من مكانة وأهمية كبيرة في البلاد، ولما تعكسه المساجد لتطور التراث العمراني، مبينا أن المؤسسة ومنذ رعاية الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله - بالبدء بالبرنامج الخيري الذي يعنى بالاهتمام وترميم المساجد التاريخية وذلك في عام 1418 هـ إلى الوقت الحاضر، تسعى جاهدة، وذلك من خلال وضع أهداف مؤسسة التراث من البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العقيقة.
وأبان الجوهري أن المؤسسة تقوم بترميم المساجد التاريخية في جميع مناطق المملكة وهي تحت التنفيذ، كمسجد الشافعي في جدة ومسجد المعمار ومسجد الحسن في الأحساء وغيرها من المساجد التاريخية، مضيفا أن المؤسسة أعدت كتابا يختص بالمساجد التراثية لمعرفة العناصر الأساسية للبنيان والشكل الداخلي للمسجد وما يحتاج إليه من ترميم.
وفي السياق نفسه ،حول المساجد التاريخية، تحدث الدكتور سعد الراشد مستشار رئيس هيئة السياحة للتراث، مؤكدا أن الحديث عن عناية المملكة العربية السعودية للمساجد التاريخية يطول وموضوع مهم جدا، كما حظيت المملكة بكثافة للتوثيق للمواقع الإسلامية والتاريخية من المؤرخين والمهتمين بهذه المواقع التاريخية، مبينا أن الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه – وضع خطة مستديمة لتيسير الحج بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي وجعلها من أولويات التنمية والتطوير لما لها مكانة تاريخية.