صناعة الصابون .. الدخل الوحيد
بينما تكالبت عليهن الظروف الاجتماعية والمادية الصعبة، ضربت سعوديات حرفيات مثلا في استجلاب الرزق الحلال، بعد تحولهن من هواية صناعة الصابون إلى الاستثمار فيه وتسويقه من منصة موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك".
تقول حسناء المحمد مستثمرة في "الصابون الطبيعي"، إنها كانت تصنع الصابون من الزيوت الطبيعية والنعناع للاكتفاء الذاتي في المنزل تحاشيا لاستخدام الصابون المصنع بمواد كيمياوية وعطور مغشوشة.
وأكدت أن صناعة الصابون بالنسبة لها خرجت عن إطار كونها مجرد هواية إلى زيادة الدخل، ولا سيما أنها خضعت لدورات تدريبية أساسية في تعلم فنون هذه الصناعة.
وأشارت إلى أنها تعرف العديد من السعوديات الماهرات في صناعة الصابون يمثل هذا النشاط مصدر الدخل الوحيد لهن، مبينة أنهن يعُلْن أسرهن كونهن مطلقات أو أرامل أو يعجز أزواجهن عن الإنفاق عليهن لأسباب العمر أو المرض أو الإفلاس.
ولفتت المحمد إلى أنها تسوق منتجاتها من الصابون المكون من 20 صنفا من الزيوت الطبيعية والمواد غير الكيماوية، مشيرة إلى أنها تستخدم زيت الزيتون وزيوت أعشاب مختلفة وعطور المسك والعنبر وماء الورد والخزامى والليمون والبابونج والمرامية والعسل والكاكاو والأفوكادو واليانسون والنعناع.. وأنواع غيرها مع الصودا الكاوية ومواد أخرى، إضافة إلى صابون الجليسرين مع الأعشاب بالعطور الطبيعية.
وبينت المحمد أن بعض المراكز التدريبية تعمل على ربط رجال الأعمال بفئة الحرفيات في صناعة الصابون لإنشاء خطوط إنتاج محلي للصابون الطبيعي والمعتمد في مجمله على منتجات بيئية طبيعية يتم الحصول عليها من البيئة المحلية.
والتحقت 25 سعودية في دورة تدريبية لصناعة الصابون من المنتجات المحلية ينظمها مركز التنمية الاجتماعية في جبة في حائل بدعم من أحد المصارف لهذه الدورة بهدف تدريب السعوديات على صناعة الصابون باستخدام المنتجات المحلية من المزارع في المدينة وخصوصاً الزيتون.
وقال لـ "الاقتصادية" سعيد بن فريح السحيمان مدير مركز التنمية المحلية الاجتماعية في مدينة جبة في منطقة حائل، إن الدورة التي ستنطلق بمشاركة 25 مواطنة تأتي ضمن دورتين الأولى لصناعة الصابون والأخرى في "السدو" والتحق بها 20 متدربة.
وأضاف السحيمان أن الدورة تهدف إلى تدريب السعوديات على صناعة الصابون للاستفادة من المنتجات المحلية الزراعية ولتعليم المتدربات لحرفة جديدة ممكن الاستفادة منها في تحقيق اكتفاء ذاتي لمنازلهن من مادة الصابون أو حتى الاستفادة بتطوير تلك المنتجات لبيع تلك الأسر منتجاتهن إن رغبن في ذلك.
وبين أنه تمت مخاطبة جمعية الملك عبد العزيز الخيرية في الجوف لتزويد المركز بمدربة، إضافة إلى الأدوات اللازمة لصناعة الصابون، وسيتم تجهيز مركز التدريب ليكون معدًّا لاستقبال المتدربات الأسبوع المقبل.
في سياق غير بعيد، أوضحت وفاء الحربي إحدى خريجات قسم اللغة العربية، التي تعتبر صناعة الصابون بالنسبة إليها هواية مفضلة تمارسها عوضا عن الوقوف ضمن صفوف العاطلات الراغبات في الحصول على وظيفة، أنها صبت كامل إبداعاتها في قوالب الصابون لتخرج بمنتج سعودي جيد وطبيعي، وليكون دخلها الوحيد.
وأكدت أنها تسوق لمنتجاتها في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، وتعمل في هذا المجال منذ خمسة أعوام، إذ بدأت في البحث عن ابتكار أفكار جديدة للصابون بعد اطلاعها على الكتب والمصادر الموثوقة، خصوصا أنها كانت تعاني فعليا استخدام الصابون المصنع بمواد كيمياوية ويسبب لها أمراضا جلدية.
وأشارت إلى أنها نجحت في أول تجربة لها حينما صنعت صابونا من الزيوت ونكهات الفواكه الطبيعية، ولا سيما أنها لمست فرقا كبيرا بينه وبين ما يباع في الأسواق، مؤكدة أنها عرضت فكرتها على أحد رجال الأعمال، الذي من خلاله باتت تعرض منتجاتها في البازارات والمنتديات بهدف الترويج لها.
وحول أسعار بيع هذه المنتجات، التي يتم تصنيعها بأنامل نسائية سعودية، أفادت أن أسعارها قد تصل إلى ضعفي ما يوجد في الأسواق، غير أنها طبيعية وتخفف من حساسية الجلد ومفيدة في ترطيب اليدين.