..و«البرنسيس» و«الكرتة» و«المسدح» .. كفاح للبقاء رغم سطوة الموضة

..و«البرنسيس» و«الكرتة» و«المسدح» ..
كفاح للبقاء رغم سطوة الموضة

اللباس الحجازي الشهير الذي يميز منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، يكافح للبقاء مقاوما سيطرة الأزياء الحديثة.. وتؤكد فريدة آل موسى، وهي فتاة من أهل منطقة مكة المكرمة، أن حبها لمنطقتها وتراثها جعلها حريصة على الحفاظ على هذا اللباس، وأنها تمارس بشكل متوارث في أسرتها خياطة الفساتين المميزة للمنطقة. تقول فريدة إنها تجد نفسها وهي تصنع هذه الملابس وتحكي للزوار عن تاريخ وأنواع اللباس الحجازي الخاص بجدة ومكة والمدينة المنورة التي تتشابه في الأنواع والمسميات وتختلف اختلافا بسيطا في التطريز. تقول: "ما زال كثير من السيدات كبار السن يستخدمن اللباس الحجازي في الأفراح والمناسبات الخاصة، وهن مَن يحرصن على انتعاشه بعد أن أوشك على الاندثار.. وسأواصل العمل على استمرار هذه الصناعة بنفس الأقمشة والأنواع". وتحتفظ فريدة بأنواع ونقوش لأقمشة تعود لجداتها توارثتها الأسرة، يعرفها فقط من عاصر ذلك الزمان.
تتحدث فريدة التي استعرضت اللباس الحجازي بالمنطقة التاريخية في مهرجان "كنا كدا" عن ثلاثة أنواع من هذا اللباس، أولها لبس العروسة، ويتكون من فستان "البرنسيس بقلبة الكوت" المخصص للمناسبات الكبيرة، للسيدات الكبار والصغار على حد سواء، وهو عبارة عن صدرية وسروال ثم يلبس الفستان، وتوضع المحرمة والدورة، وتستخدم ثلاثة أنواع من الأقمشة الدانتيل والجوبير والبوال السويسري والفرنسي المنقوش، والجوبير من أكثر الأنواع استخداما، وكان المتر من هذه الأقمشة يباع بـ50 ريالا وهو سعر مرتفع في ذلك الزمان، والآن أصبح من أفخر أنواع الأقمشة عند المحلات الكبرى.
النوع الثاني من اللبس الحجازي "الكرتة" وهو اللبس المنتشر في المنطقة يلبس عادة في المنازل، وترتديه الفتيات الصغيرات، ولم يكن مكلفا، فالكل يستطيع شراءه، وهو عبارة عن فستان بـ"زم" أو كسر من منطقة الخصر، ويستخدم فيه أي نوع من الأقمشة، ولكن عادة ما يكون من الكريب.
النوع الثالث هو "المسدح" وهو فستان واسع من الشيفون أو البوال وهو خفيف ويلبس فوق الصدرية والسروال، وتلبس عليه المحرمة والمدورة على الرأس، ويلبس في المناسبات وفي المنزل، ونوع القماش هو ما يحدد مكان الاستخدام، وكان من عادة النساء ارتداؤه وقت العصرية استعدادا لاستقبال الجارات ونساء الحارة، مع عمل ما يسمى "النصبة" أو "الجزة أو التختة" يختلف المسمى من حارة إلى أخرى، يقوم على إثرها السيدات بلبس المسدح لاستقبال الجارات. العروسة التي كانت تحظى بمعاملة مميزة وخاصة تستمر لأكثر من يوم ولكل يوم لباس معين، ولون معين، وكنَّ يبدعن في التطريز والخيوط المستخدمة التي تدل على قيمة الفستان. فالعروسة كان لها فستان مميز يسمى"الزبون ودرفة الباب"، وهو فستان واسع ومزخرف بخيوط الكنتيل والقصب الفاخر، ذات لون سكري، وتتزين بالمشغولات الذهبية من البناجر والرشرش والتاج، ويلبس هذا الفستان يوم أهل العروسة، وهو يوم الدخلة، الفرح الكبير.
وفي اليوم الثاني، وهو ليلة الصبحية في بيت أهل العريس، تلبس "الزبون ودرفة الباب"، ويكون باللون الوردي أو الفوشيا المقصب، حيث تقدم لها "التصبيحة" وهي عبارة عن الهدايا الثمينة من أهل العريس التي عادة تكون من الذهب، ويجري كل ذلك في جو احتفالي.
وقالت فريدة إنها تتمنى من البلدية عمل جمعية تحتضن هذه المهن، للحفاظ عليها من الاندثار بعد أن بدأت تختفي.

الأكثر قراءة