مستقبل واعد للعلاقات الخليجية - الصينية .. والنفط أهم عناصرها
رأى محلل سياسي في العلاقات العربية – الصينية، أن دول الخليج تمثل القوة الاقتصادية الثانية بعد الصين من حيث مجموع الناتج المحلي، وتملك مقومات كثيرة لتتبوأ مركزاً مرموقاً على المستوى العالمي في المستقبل حال استخدامها الأوراق التي تملكها بشكل صحيح.
وقال الدكتور محمد جلال، السفير المصري السابق في الصين والمستشار السياسي في الخارجية البحرينية حالياً، إن دول الخليج تمثل القوة الصاعدة الثانية وتكاد تعادل الصين اقتصادياً، وبرهن على ذلك بقوله "مجموع الناتج المحلي لدول مجلس التعاون يبلغ نحو 1.5 تريليون دولار، ومع العالم العربي يشكل 2.5 تريليون دولار، بينما الناتج القومي للصين نحو 7 تريليونات دولار، وأمريكا 16 تريليون دولار وهو ضعف ناتج الصين تقريباً، ولذلك أمريكا تملك الهيمنة الكاملة على العالم".
وشدد السفير جلال بأنه على دول الخليج ألا تقلق وإنما عليها الاعتماد على قوتها الذاتية من خلال القوة الاقتصادية، والقوة البشرية التي تملكها نحو 45 مليون نسمة، وهذه الأعداد قوة ليست بالسهلة بحسب تعبيره. وتابع "كذلك الناحية المعرفية في الخليج ليست ضعيفة ويجب أن تكون نقطة الانطلاق، ورأينا أن الصين ودول الخليج لم تكتفيا بمنتدى التعاون العربي، وإنما أقامتا منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي– الصيني".
واستبعد جلال الذي كان يتحدث في أحدية مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية أن تتعرض دول الخليج لأي مشاكل مستقبلية فيما يتعلق بالطلب على النفط، وقال "دول الخليج هي القوة الثامنة في التعاون الاقتصادي مع الصين، والأولى في تصدير النفط إلى الصين، والتنبؤ بانهيار دول الخليج بسبب انهيار أسعار البترول عند انخفاض الطلب على البترول غير دقيق".
وأكد الخبير في الشؤون العربية – الصينية إن المستقبل واعد بين الصين ودول الخليج في أكثر من زاوية، وأردف: "الصين عندما بدأت نهضتها الصناعية كانت دولة منتجة للنفط وتصدر قليلاً منه، لكن حجم الصناعة والاستهلاك المحلي غيرا المعادلة، ولذلك فإن الصين هي الجهة الأولى لصادرات النفط الخليجي بجانب الهند وغيرها من الدول الآسيوية".
ولفت الدكتور محمد جلال إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تملك العديد من الأوراق لصالحها إذا أحسنت استخدامها مع الصين، مبيناً أن قومية (الهان) تشكل 92 في المائة من عدد سكان الصين، فيما توجد فيها 55 قومية أخرى منها 10 قوميات مسلمة أهمهم قومية خوين وهم خليط من الصينيين العرب والفرس.
من جانبه، أكد اللواء الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية أن الأمور لا تقاس دائماً بالقوة العسكرية أو الاقتصادية، وإنما بالنظام الذي يطبق في الدول، مشيراً إلى التجربة الأمريكية في هذا المجال وأن أحد أهم أسباب نجاحها هو اعتمادها على تطبيق النظام. وأشار عشقي إلى أن الصين مرت بثلاث ثورات في تاريخها، أولها الحرفة، ثم الثورة الصناعية، وأخيراً المعلوماتية، واستطرد "الصين دولة دفاعية وليست هجومية، وهي شيوعية رأسمالية وليست شيوعية صرفة كما يعتقد البعض، والولايات المتحدة اتجهت نحو الشرق، وهناك صراع خفي مع الصين حول آسيا الوسطى التي تمثل قلب العالم ومن يسيطر عليها يسيطر على العالم اقتصادياً في المستقبل".