الليدي أليسون: إمرأة تحدت الرجال في «بنك باركليز»
لا يزال طيف بوب دياموند يُلاحق الليدي أليسون كارن واث. لكن هناك العديد من الأمور الأخرى التي يمكن أن تشتهر بها، باعتبارها: رئيسة مجلس الإدارة "الأنثى" الوحيدة في الشركات المدرجة في مؤشر فاينانشيال تايمز 100، أو باعتبارها عضوا مرتبطا بشكل بارز بشبكة الخريجين المؤثرة التي تألقت من بنك الاستثمار شرودرز القديم، أو باعتبارها تلقت لقب ليدي في "قائمة الشرف للعام الجديد" هذا العام بسبب خدماتها في مجال الأعمال.
لكن الليدي أليسون معروفة أكثر بسبب نزاع مرير حول أجور المصرفيين في باركليز عام 2012. وبصفتها رئيسة لجنة التعويضات في البنك آنئذ، كانت عضواً في مجلس الإدارة، وكانت العضو الوحيد الذي عارض حجم الأجر والمكافآت الكبير الممنوح لدياموند، الذي كان الرئيس التنفيذي في ذلك الحين. ومع ذلك، كان عليها أن تتظاهر بوجود جبهة موحدة لمواجهة المساهمين في الاجتماع السنوي الساخن للجمعية العمومية.
وتعترف بأن: "الدفاع عن شيء أنت لا تؤمن به كان أمراً غير مريح". وقد صوتت أقلية كبيرة من المساهمين ضد إعادة تعيينها، وتركت باركليز بعد ذلك بثلاثة أشهر، بعد فترة وجيزة من مغادرة دياموند نفسه.
وأدى ارتيابها بشأن صفقة الأجور إلى نزاع ساخن مع كبار الزملاء. حتى أن أحد أعضاء مجلس إدارة باركليز السابقين، الذي عمل معها في المجلس، عبّر عن ازدرائه لتكريمها. وقال بشكل خاص: "ما الذي فعلته هذه المرأة حتى تستحق لقب الليدي؟".
ونتيجة لتلك الفترة، فهي مرتبطة في ذهن الرأي العام بأجر التنفيذيين المفرط – وهو شيء تندم عليه كثيراً. وتقول: "لم أكن لأسعى بأي شكل من الأشكال للصورة التي جاءت مع ما كنت أعتقد أنه كان قيامي بعملي".
وتتابع: "ندمي الأكبر هو القيام بذلك العمل. على أية حال لم أكن أرغب فيه، لكن ماركوس أجيوس، الذي كان رئيس مجلس إدارة باركليز في ذلك الوقت، اعتقَدَ أنني أفضل شخص لذلك المنصب. وكما اتضح، كنت كذلك – لكن ليس بالطريقة التي كان يظنها".
هذا اعتراف غير عادي من امرأة سبق أن قالت بحزم قبل أقل من ساعة: "نحن لسنا بصدد الحديث عن باركليز. لقد قلت كل ما لدي عن باركليز".
وبدلاً من ذلك تريد التركيز على التزاماتها الحالية، التي يوجد منها الكثير. فإضافة إلى رئاسة مجلس إدارة أكبر شركة عقارات مدرجة في بريطانيا، وهي مجموعة لاند سيكيوريتيز، المدرجة في مؤشر فاينانشال تايمز 100، فهي عضو غير تنفيذي في شركة التأمين "زيوريخ"، وشركة الأسهم الخاصة "آيزيس"، وشركة صناعة الشاحنات الأمريكية "باك كار". وهي أيضاً أحد كبار مستشاري بنك إيفركور، وهو شركة صغيرة تتعامل في الاستثمارات المصرفية المتخصصة.
والليدي أليسون تقسم الرأي العام في الحي المالي في لندن. فعلى عكس بعض زملاء باركليز السابقين، يرى كثيرون أنها أفضل نوع من الأعضاء غير التنفيذيين في مجلس الإدارة. ويعرفها السير فيليب هامبتون، رئيس مجلس إدارة رويال بانك أوف سكوتلاند، جيداً ويمتدحها قائلاً إنها "رائعة تماماً – لطيفة، وموثوقة ومتواضعة بشكل جيد".
وهي فعلاً شخصية آسرة وكريمة، مع لمسة رقيقة ولمحة كامنة من الحزم. وتسأل بلطف، وهي تمسك إبريق الشاي: "هل أصب لك الشاي؟". لكن حياتها المهنية هي أيضاً دليل على صلابة الانسجام بين الفكر والهدف.
وباعتبارها حاملة الرسالة للنساء اللواتي يشغلن مناصب على مستوى مجالس الإدارة منذ أن أصبحت رئيسة مجلس إدارة مجموعة لاند سيكيوريتيز في عام 2008، ستنضم قريباً إلى الليدي أليسون في مؤشر فاينانشيال تايمز 100 سوزان كيلسبي، التي تولت رئاسة مجلس إدارة مجموعة شاير للمستحضرات الصيدلانية البيولوجية في نيسان (أبريل) الماضي. والليدي أليسون فرحة بشكل واضح بشأن التعيين، وهي تهتف قائلة: "يا إلهي أنا مسرورة لأن سيدة أخرى تم تعيينها - مبروك سوزان!".
ووجهات نظرها عن التمييز في العمل على أساس الجنس معروفة جيداً. فوجود النساء في صناعة العقارات ضعيف "بل أسوأ" من القطاعات الأخرى. مع ذلك، تضيف أن الوضع في مجموعة لاند سيكيوريتيز أفضل بنسبة 30 في المائة من التمثيل النسائي في مجلس الإدارة و33 في المائة في فريق الإدارة العُليا. ولم يكن التوظيف صعباً: "الناس يحبون أن يكونوا في مجالس إدارة الشركات العقارية، لأنهم إذا كانوا لا يعرفون شيئاً عن العقارات فإنهم يعتقدون أنهم سيتعلمون".
وترى في الوقت نفسه، أن التمييز على أساس الجنس في المجال المصرفي "سيئ جداً، في النواحي كافة. سيئ للغاية".
ما الذي تعتقد أنه المشكلة على وجه الخصوص؟ تقول، وهي تستشهد بفيلم "وولف أوف وول ستريت"، باعتباره مثالاً دقيقاً: "أساطير قاعة التداول وكل ذلك". وتستطرد: "ثقافة بعض هذه المنظمات تعني أن أمام النساء أشياء كثيرة جداً يحتجن للتعامل معها".
وتعتقد أن الشركات تُظهر سلوكاً يتجاهل الأمور السيئة حول مقدار تكلفة عدم توازن الجنسين بالنسبة لها. ولو أنها حسبت بشكل صحيح تكلفة توظيف وتدريب الموظفين الذين يتركون فيما بعد، عندما يبدأون بالشعور أنه من الصعب التوفيق بين الأبوة والحياة العملية، فإن الشركات "ستتيقظ لهذا الأمر بسرعة أكبر بكثير".
وتجادل الليدي أليسون بأن على أصحاب العمل السماح للنساء بأخذ استراحات في حياتهن المهنية تصل حتى ستة أعوام من أجل بناء ولائهن للشركة.
وبدأت الليدي حياتها المهنية في السبعينيات في شركة بيت مارويك ميتشيل (مجموعة كيه بي إم جي، فيما بعد) محاسبة قانونية، قبل الانتقال إلى تمويل الشركات في لويدز، ومن ثم في شرودرز، التي تركتها في بداية التسعينيات.
ومن خريجي شرودرز الآخرين في تلك الفترة، الذين ترأسوا شركات مدرجة على مؤشر فاينانشيال تايمز 100، السير ريتشارد برودبينت في تيسكو، وروبرت سوانيل في ماركس آند سبنسر، والسير وين بيسكوف في مجموعة لويدز المصرفية.
وعملت أليسون عضواً غير تنفيذي ومعارفها شكّلت سمعتها – وهناك تحذير تمرره لمجموعة التنفيذيين التي توجههم الآن: "كونوا حذرين للغاية فيما يتعلق بمجلس الإدارة الأول، لأن سمعتكم تبدأ بذلك المجلس الأول، وأنتم مرتبطون بسمعة ذلك المجلس".
وكان أول منصب لها من ذلك النوع في شركة تكنولوجيا البث والأفلام "فايتك"، التي انضمت إليها عام 2000، وبسرعة أصبحت رئيسة مجلس الإدارة فيها. لكن منصبها الأكثر ديمومة هو في مجموعة لاند سيكيوريتيز.
ويمتدح السير جون ريتبلات، رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة بريتش لاند، وهي من أكبر الشركات المنافسة لها، إنجازاتها قائلاً: "إن خبرتها كانت ذات قيمة كبيرة لمجموعة لاند سيكيوريتيز في استعادة مكانتها البارزة".
لكن في بعض الأوقات كان الوضع مليئاً بالمطبات. فبعد عام من الانضمام للمجموعة، وفي خضم أكبر تراجع في أسعار العقارات التجارية في المملكة المتحدة، باشرت شركات مدرجة كبيرة من ضمنها لاندز سيكيوريتيز بإصدارات حقوق طارئة بأسعار عملت على شطب أعوام من مكاسب المساهمين.
وبنظرة إلى الماضي، هل كان ذلك خطأً؟ تقول: "لم يتعرض أحد للإفلاس، كان المساهمون ليكونوا حتى أكثر غضباً إذا تعرض عدد منا للإفلاس".
هل كان من الممكن أن تكون صناعة العقارات أفضل استعداداً، باتخاذ عدد أقل من المخاطر؟ فتقول: "هل كان ينبغي أن نعلم أن عالم العقارات على وشك الانهيار بنسبة 40 في المائة؟ لم يحصل ذلك قط من قبل. كان هناك العديد من دورات العقارات، لكنها لم تكن أبداً انخفاضاً بنسبة 40 في المائة".
وبعد أن كانت في الجانب الصعب في كثير من التعليقات المتعلقة بالسياسات والتعليقات العامة في الأعوام الأخيرة، فربما ليس مفاجئاً أنها غير متسامحة بشأن الإخفاقات السياسية.
تقول بشكل متفائل، قبل إصدار دعوة للعمل: "يمكنك أن تتعرض للانتقاد تقريباً على أي شيء تقوم به في مجال الأعمال هذه الأيام. وعلى الحكومة أن تقرر ما إذا كانت مؤيدة لقطاع الأعمال. تحتاج الأعمال للمواجهة أكثر بشأن هذا. فقد أصبح قادة الأعمال خجولين جداً فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية الكبيرة".
لكنها تعترف بأن هذا ربما هو نتيجة رؤية المصرفيين -بمن فيهم هي– وهم يتعرضون للهجوم.
السيرة الذاتية
• تاريخ ومكان الميلاد: 1952 ديربي، إنجلترا.
• التعليم: 1975 حصلت على شهادة البكالوريوس في اللغة الألمانية والاقتصاد من جامعة ريدينج.
• 1975: تدربت محاسبة قانونية في بيت مارويك ميتشيل (مجموعة كيه بي إم جي، الآن) في لندن.
• 1982: انضمت إلى شركة جي هنري شرودرز واج آند كمباني، التي تعمل في لندن ونيويورك.
• 1993: أصبحت شريكاً أول في بنك استثماري واستشاري متخصص، هو فينيكس بارتنرشيب، في لندن ونيويورك.
• 2000: انضمت إلى مجلس إدارة شركة فايتيك، وكان أول تعيين لها في منصب غير تنفيذي. وبعد ذلك أصبحت رئيسة مجلس الإدارة.
• 2005 حتى الآن: مستشار أول في شركة إيفركور بارتنرز.
• 2008 حتى الآن: رئيس مجلس إدارة مجموعة لاند سيكيوريتيز.
• آب (أغسطس) 2010: انضمت إلى مجلس إدارة باركليز.
• تموز (يوليو) 2012: استقالت من مجلس إدارة باركليز.
• العائلة: تعيش مع رفيق لها منذ فترة طويلة، وليس لديها أطفال.
• الهوايات: السفر، والطعام، والجولف، والتزلج على الماء، والتنس، والسباحة.