إنتاج النفط السوري يهوي بنسبة 96 %
انخفض إنتاج سورية من النفط نحو 96 في المائة عما كانت عليه قبل اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف آذار (مارس) 2011.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن وزير النفط والثروة المعدنية سليمان العباس أن تغيرات طرأت على واقع إنتاج النفط نتيجة الأحداث الراهنة ما أدى إلى تراجع إنتاج النفط إلى نحو 4 في المائة. وأوضح وزير النفط السوري أن الإنتاج انخفض من 385 ألف برميل يوميا إلى 14 ألف برميل الذي كان يشكل موردا أساسيا للحكومة السورية قبل اندلاع النزاع في البلاد قبل نحو ثلاث سنوات. وكان الوزير قد أشار في كانون الثاني (يناير) 2014 إلى أن الأزمة الراهنة التي تمر بها بلاده أدت إلى أضرار كبيرة على قطاع النفط وأوجدت واقعا صعبا، وعزا تراجع الإنتاج وصعوبة إيصاله إلى ازدياد التعديات على البنى التحتية لإنتاج ونقل النفط والغاز.
لافتا إلى أن العقوبات الغربية على قطاع النفط والغاز وتعليق الشركات الأجنبية عملها في مجال الاستكشاف والتنقيب أدت إلى مصاعب فنية ومالية في تأمين مستلزمات العمل والإنتاج. وفرضت دول غربية عقوبات اقتصادية على دمشق تشمل وقف استيراد وتصدير النفط منذ الأشهر الأولى للانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد، كما باتت العديد من حقول الإنتاج، لا سيما في شرق البلاد وشمال شرقها، تحت سيطرة المعارضين للنظام.
وتقع غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها، وباتت في معظمها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو الأكراد.
وذكر العباس أن قيمة المنتجات من النفط والغاز النظيف والغاز المنزلي، خلال عام 2013، بلغت 3.8 مليار دولار، وأن إجمالي النفط المنتج في سورية 10.140 مليون برميل بمتوسط إنتاج 28 ألف برميل يوميا بانخفاض 142 ألف برميل يوميا عن متوسط إنتاج 2012، مقابل 385 ألفا قبل منتصف آذار (مارس) 2011، وخلال الفترة ذاتها، تم إنتاج 6.151 مليار متر مكعب من الغاز الخام، أي بمعدل 17 مليون متر مكعب يوميا في حين كان 30 مليونا قبل الأزمة.
وبلغت قيمة المبيعات الإجمالية لشركة المحروقات في العام الماضي من المشتقات النفطية والغاز 327.754 مليار ليرة سورية (2.2 مليار دولار) في حين بلغت قيمة المشتريات الإجمالية لهذه المواد 523.321 مليار ليرة (3.48 مليار دولار) وقيمة الدعم المقدم للمشتقات النفطية 226.183 مليار ليرة سورية (1.5 مليار دولار).
ودفعت الأزمة الحكومة، التي تدعم في شكل مستمر الوقود، إلى استيراد حاجتها من النفط بشكل شبه كامل، لا سيما من إيران أبرز الحلفاء الإقليميين لنظام الأسد.
ويعاني السوريون نقصا في الوقود كالمازوت والبنزين والغاز المنزلي، ما أسهم في رفع أسعار هذه المواد في السوق السوداء عدة أضعاف، في حين تبرر الجهات الرسمية هذا الأمر بأن بانقطاع الطرق بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد أدى إلى عدم تأمين المواد إلى تلك المناطق.