خذ الكويّس وسيب البطّال !!
الإعلام وسيلة مميّزة لإيصال الأخبار من مكان لآخر ليبقى العالم على اتصال ببعضه. لذلك فإن مهنيّته تتجلّى في عرض المادة أو الخبر بكامل التفاصيل بحياديّة دون الإنحياز لطرفٍ عن آخر والابتعاد عن مسألة الحكم وترك هذه المهمّة للمتابع. كذلك من المهنيّة الإعلاميّة إعطاء الفرصة لكل الأصوات أن تُسمع فذلك حقّها. إلّا أنّه غلب على كثير من المؤسسات الإعلامية فقر المهنيّة والإنهماك في محاولة إعادة توجيه توجّه المتجتمع إلى توجّه آخر يناسب أهدافها وذلك بإظهار حقيقة دون حقيقة وتضخيم قضيّة والتقليل من أُخرى. كما أنها تطرح مواد أو برامج تستثير عواطف المتابعين بعرض مايثير العاطفة حتّى تستدرج شريحة أكبر يمكن استغلالها بعرض موادها الأخرى التي تخدم أهدافها.
المتابع الواعي سيقبل بعض ومايُعرض ويرفض بعضه بناءً على إدراكه ومعرفته المسبقة، وأمّا المتابع العاطفي سيقبل كامل مايعرض أو سيرفضه جملة وتفصيلاً دون أن يكلّف عقله أن يفكّر فيما قيل بل لمجرّد ثقته أم عدمها في مصدر المادة يقرر القبول أو الرفض. إذاً الحل في تجريد الفكرة من مصدرها ومقارنتها بأخريات حتّى تتضح له معالمٌ خفيّة ويظهر له الطريق الوسط دائماً. بهذا فإنّه لن ينساق إلى فكر سيّء وإنّما قد تشوبه بعض الأفكار السيئة وهذا أسوأ إحتمال إن تعقّل بعقله.
أعظم السلبيات التي قد يقدّمها الشخص العاطفي هو في إنقيادة إلى توجّه يعتقد أنّه الصحيح والأنسب للمجتمع في ظل أنه لا يزيد عن أنه أداة تخدم توجّهات خبيثة. كما أنّه قد يخسر أفكاراً عظيمة بسبب عدم ثقته أو بغضه لمصدرها. وهذا لهو وجه من أوجُه الشخصنة التي لا تجرّد الأفكار وإنما ربطها بقائلها. فهو بذلك قد يقع في احتمالين إمّا أن يخسر خيراً أو يقع في شر. ولكن إن فتح المجال لعقله ليفكر لأخذ المفيد وترك الضار. وعلى قول أهل الحجاز: خذ الكويّس وسيب البطّال.