مقرن بن عبد العزيز .. ضابط سلاح الجو الذي يعشق التحليق عاليا ورصد النجوم
منذ تخرجه من كلية علوم الطيران في بريطانيا عام 1968، عشق الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، التحليق عالياً عبر فضاءات متعددة، بدأ من القوات الجوية الملكية السعودية، ثم أميراً لمنطقتي حائل والمدينة المنورة، وبعدها قيادة جهاز الاستخبارات العامة، حتى عين في شباط (فبراير) 2013 نائباً ثانياً لخادم الحرمين الشريفين ومستشاراً خاصاً للملك.
وجاء الأمر الملكي مساء أمس بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، مع احتفاظه بمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، تتويجاً ووسام تكريم لعشق أصغر أبناء الملك المؤسس في التحليق عالياً لكل ما يرفع مكانة المملكة على مختلف الأصعدة.
وينص الأمر الملكي على "اختيار الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولياً لولي العهد، مع استمراره نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ويُبايع ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند".
ويؤكد الأمير مقرن بن عبد العزيز أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد بادر وما زال يعمل على تحقيق جملة من التغييرات والإصلاحات التي كان دوماً يتابعها ويشرف على تنفيذها وتطبيقها شخصياً، لأنه يسعى إلى قيادة مرحلة جديدة من النماء لبلاده وشعبه.
عرف عن الأمير مقرن الذي ولد في منتصف أيلول (سبتمبر) 1945 عدم إيمانه بالبقاء في الأبراج العاجية، ويلخص نظريته في هذا الصدد بقوله: "نحن مجتمع واحد، عندما تكون في أي مكان ولديك مسؤوليات معينة ويأتي خادم الحرمين الشريفين ويقول يا أصحاب المعالي الوزراء أنتم خدم وأنتم مستأجرون لخدمة هذا الوطن، فإذا لم نكن نعرف هموم المواطن فكيف سنخدمه، نحن لا نؤمن بالوقوف في برج عاجي ونقول إن كل شيء على ما يرام، ولكن عندما يأتي المواطن ويتحدث عن همومه الفعلية نستطيع خدمته".
علاقته بالناس ليست هواية، بل إيمان بقيمة الإنسان ودوره في الحياة واحترام أصيل للشعب الطيب، وانسجام تام مع الأصل الكريم وسمو القيم. هذا ما يؤكده عبد العزيز الحواس مدير عام مكتبه، الذي يشبهه بأنه مثل المدينة التي لا يمكن أن تتعرف عليها إلا من خلال زيارتها، أو المكوث فيها، لأنك بحاجة إلى الزمن كي تشكل ذاكرة معها، مع ساحاتها، وحدائقها وبيوتها وتاريخها، وعندها ستستقر تفاصيلها في قلبك ولن تغادر مدى الحياة. وبحسب الحواس كان للأماكن التي عاش فيها الأمير مقرن تأثير كبير فيه، فقد كانت تأسره طبيعة الأماكن التي عاش فيها محباً للتأمل وهو ينظر إلى الفضاء الواسع في سماء الجزيرة العربية التي ألقت في قلبه الاهتمام بعلم الفلك والتأمل في النجوم. كما منحته اهتماماً آخر وهو الزراعة، حيث لا شيء يدخل السرور إلى قلبه مثل مشاهدة الحقول الخضراء. يحسب للأمير مقرن بن عبد العزيز بأنه أول من أدخل نظام الضبط والربط الإلكتروني في الدوائر الحكومية إبان توليه إمارة المدينة المنورة لتخفيف البيروقراطية واختصار الوقت في المعاملات.
أمضى الأمير مقرن ستة أعوام في الاستخبارات العامة، وقضى في إمارة حائل قرابة العقدين وتحديداً منذ العام 1980، وحتى تعيينه أميراً للمدينة المنورة خلال الفترة من 1999 وحتى عام 2005.
يتعامل الأمير مقرن الذي يحتل المرتبة الخامسة والثلاثين بين أبناء الملك عبد العزيز مع الناس من منطلق احترام العقل والذكاء، ويؤكد أن الرجوع إلى الحق هو الصواب والتمادي في الخطأ هو الخطأ في حد ذاته، ويقول: "الإنسان بطبيعته طيب، إذا قدرت عقله واحترمت ذكاءه وصدقت معه فستكسبه، نصيحتي ألا تعد بما لا تملك حتى وإن غضب منك شخص ما، فعلى الأقل أنك احترمته وقدرته ولم تعده بما لا تملك". يجد الأمير مقرن متعة كبيرة في متابعة كل جديد في عالم التقنية، إلى جانب ممارسة العديد من الهوايات الأخرى مثل القراءة، رصد الفلك، الصيد، والزراعة، ويشير إلى ذلك بقوله: "لدي هوايات كثيرة قريبة من قلبي منها الزراعة والفلك اللتان كنت أمارسهما بشكل مكثف خلال فترة وجودي في منطقة حائل، وخلال العمل على تطبيق التعاملات الإلكترونية في المدينة المنورة أتيحت لي فرصة كبيرة للتعرف إلى المزيد حول هذا الجانب، وبالتالي تفاصيل أكثر عن التقنية التي أجد متعة كبيرة في متابعة كل جديد فيها، إضافة إلى هوايات أخرى استمتع بممارستها مثل القراءة، والصيد والتصوير".