علماء لـ "الاقتصادية" : تعيين الأمير مقرن يزيد مؤسسة الحكم رسوخا ووحدة وثباتا
أجمع علماء ومشايخ على أن اختيار خادم الحرمين الشريفين للأمير مقرن بن عبد العزيز وليًا لولي العهد يأتي سعياً من القيادة لاستقرار الدولة واستمرار مسيرتها، للقضاء على أي ثغرة من ثغرات وحدة هذه البلاد وتلاحمها مع ولاة الأمر.
وقال العلماء خلال حديثهم لـ "الاقتصادية" إن قرار الملك يأتي ضمن مسيرة متزنة بإجراءات شرعية ونظامية ودستورية، أُسِّست من الاعتماد على شرع الله، ثم مصلحة الوطن ووحدة الأمة في أسلوب سلس وروح مؤتلفة.
وأوضح الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، أن هذا القرار ليس أول مبادرة من خادم الحرمين الشريفين، فلديه الكثير من المبادرات التي تعني الحفاظ على مصلحة البلاد ومصلحة أهلها وعلى تمسكها والعناية بوحدتها.
وقال الشيخ ابن منيع: "سررنا كثيراً بصدور الأمر الملكي من قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فهذا القرار يعني إسناد ولاية عهد العهد إلى الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولا شك أن هذا تصرف فيه عين الحكمة والعقل وفيه جوهر الحرص على مصلحة هذه البلاد، وعلى ما يجب أن يسلك في سبيل القضاء على أي ثغرة من ثغرات وحدة هذه البلاد وتلاحمها مع ولاة الأمر".
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: "لا شك أن هذا يعتبر من أعظم ما يمكن أن يعلق عليه أسباب توفيق الله سبحانه وتعالى في العناية بهذه البلاد، والعناية بولايتها وقادتها وإبعادها عن أي مصدر من مصادر الإزعاج والقلق.
ووصف الشيخ المنيع، الأمير مقرن بن عبد العزيز بأنه أهل لما أسند إليه، فهو المثقف والحريص على مصلحة البلاد، وأنه أوتي بُعد نظر في سبيل العناية بالوطن والمواطن.
ولم يخفِ المستشار في الديوان الملكي أن المواطنين سينشرون آمالهم فيما يتعلق بأمن هذا البلد واستقراره وبالعمل على ما يسعده وما يرفع من شأنه عالمياً وعربياً وإسلامياً. وقال: "لا يخفى أن بلادنا تتميز بما لا يتميز به أي بلد من البلاد الأخرى، بأنها المركز الرئيس للعالم الإسلامي، ففيها بيت الله الحرام وفيها مهابط الوحي، وفيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن التابعين، ولا شك أن النور يبعث من هذه البلاد".
من جانبه، قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرّمة، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي: "إن من التحدث بنعم الله ومما يسر أهل هذه البلاد، بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ويسر قاصديهما من الحجاج والعمار والزوار وعموم أهل الإسلام ما تنعم به هذه البلاد، ولله الحمد، من أمنٍ وأمانٍ وإيمانٍ، هذه الدولة المباركة القائمة على شرع الله، المعتصمة بحبل الله المتين، الحريصة على حفظ هذا الكيان الكبير في رفع راية الشرع ووحدة الوطن ولحمة المجتمع، كيف وقد وهبها الله ولي أمر، أدام الله عزه وحفظه، وهبه حكمة وبُعد نظر وحُسن إدارةٍ وتدبيرٍ وتخطيطٍ حاضراً ومستقبلاً خدمةً لدين الله، وقياماً على مصالح الأمة بلاداً وعباداً".
وأضاف ابن حميد خلال خطبة الجمعة في المسجد الحرام في مكة المكرّمة أمس: "لقد حرص الملك على كل ما يعزّز استقرار الدولة واستمرار مسيرتها، مسيرة متزنة بإجراءات شرعية ونظامية ودستورية، أُسِّست من الاعتماد على شرع الله، ثم مصلحة الوطن ووحدة الأمة في أسلوب سلس وروح مؤتلفة، يجسّد ذلك شعبٌ وفيٌّ وأسرة مالكة كريمة وهيئة بيعة دستورية؛ ما يزيد مؤسسة الحكم رسوخاً وقوة وفاعلية وتفاعلية ويرسخ البلاد وحدة وثباتاً، وفي ضوء هذه المقاصد والغايات والآليات جاء الاختيار الكريم لولي ولي العهد - أعانه الله وسدّده - وكتب الخير على يديه لما فيه صلاح العباد والبلاد، فهو أهلٌ لهذه الثقة والمسؤولية".
وفي الشأن نفسه، أوضح الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن اختيار الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد برغبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز وتأييد هذه الرغبة من أغلبية أعضاء هيئة البيعة يؤكد ما تأسست عليه هذه البلاد من الاعتصام بحبل الله جميعًا، وتحكيم الشريعة الإسلامية الغراء.