تخوف من إخفاء المرض .. ووكيل الوزارة : "لا داعي للقلق"
شددت وزارة الزراعة إجراءاتها الاحترازية على جميع مشاريع ومزارع الدواجن في جميع المناطق والرياض تحديدا، وكثفت جولاتها الرقابية لأخذ عينات بشكل متفاوت لإجراء الفحوصات المخبرية عليها وتشخيص الأمراض ظاهريا.
وطمأن المهندس محمد الشيحة وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية، بأن مشاريع الدواجن لا تزال آمنة، إذ لم تسجل أية إصابة بالفيروس حتى أمس، وقال: "لا داعي للقلق من تناول الإنتاج المحلي من لحوم الدواجن".
وفيما يتعلق بتأثر أسعار الدواجن بعد اكتشاف الفيروس في السعودية، قال: "لم نلحظ أي تغيير أو زيادة في الأسعار كما أن استهلاك المنتج المحلي من الدواجن لا يثير الخوف لدى المستهلكين".
وتطرق وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية، إلى منجزات مشاريع الدواجن في البلاد، بقوله: إن الدواجن حققت نجاحا باهرا وذلك بتحقيقها ما نسبته 60 في المائة من الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن والبيض المنتج محليا.
وحول تحفظ بعض المستثمرين في قطاع الدواجن من الإبلاغ عن حالات الإصابة في مزارعهم لحماية سمعة المنتج، لفت الشيحة إلى أن نظام الثروة الحيوانية يلزم جميع المتعاملين في الطيور أو الثروة الحيوانية إبلاغ الوزارة عن أي مرض أو وباء منتشر، وهناك لجنة تعنى بتطبيق العقوبات بحق المخل بنظام الثروة الحيوانية.
من جهته قال الطبيب عبد الجبار العبد رب الرضا رئيس فرقة متابعة إنفلونزا الطيور، إن طريقة الفحص في الفترة الحالية تغيرت تماما عما كانت عليه في السابق، حيث كان الفريق في بداية ظهور المرض يعتمد في فحصه على المظهر الخارجي للطائر، بينما تنقل العينات المخبرية إلى مختبرات الفحص في الرياض، أما الآن فقد تغير الوضع حيث تم تزويد الفريق بأدوات فحص تشريحية دقيقة، لإجراء الفحص في الموقع الذي أخذت منه العينة مباشرة.
وأشار العبد رب الرضا إلى أن طبيعة أجواء السعودية والطبيعة الصحراوية تمنعان انتشار المرض، إذ في فترة الصيف يتراجع الحديث عن المرض بسبب عدم وجود هجرات للطيور، مفيدا أنه تم نصح من يقوم بتربية الطيور في مزارع غير مغلقة أو قريبة من المنازل بمنع خروجها.
وعلى الصعيد ذاته أكد الدكتور عمر إبراهيم إخصائي طب بيطري في مركز للطيور والحيوانات الأليفة في الرياض، أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الطيور هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض إنفلونزا الطيور بنسبة 90 في المائة، مشيرا إلى أنه عادة ما يصيب الأطفال بين 5 و14 عاما أو عند الكبار فوق سن الـ 60 عاما، وكذلك المصابين بأمراض صدرية أو أمراض مزمنة.
ودعا إبراهيم أصحاب المزارع ومربي الدواجن وطيور الزينة إلى أخذ الحيطة والحذر من خلال متابعة طيورهم والكشف الدوري لها ليطمئنوا على سلامتها وخلوها من الأمراض وبخاصة مرض إنفلونزا الطيور.
وقال: "إن فيروس H5N1 يتم انتقاله عن طريق الطيور البرية والمهاجرة، التي تحمل المرض ولا تظهر عليها أعراض المرض بشكل واضح".
وأفاد أن انتقال المرض إلى الطيور الداجنة يكون خطيرا ومميتا في معظم الأحيان، مما يتسبب في تكبد الكثير من الخسائر الاقتصادية لأصحاب هذه الطيور، مطمئنا جميع المواطنين والمقيمين في المملكة بان هذا المرض يكثر عند الأشخاص الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الطيور ويحتكون بها من خلال تنفس الهواء الذي يحمل مخلفات الطيور المصابة، أو تعرض الشخص لرذاذ الإفرازات المائية لدى الطيور، كما يمكن أن ينتقل بطرق غير مباشرة من خلال ألاماكن والأدوات الملوثة بمخلفات وإفرازات الطيور المصابة.
ولفت الطبيب البيطري إلى أنه لم يثبت حتى الآن انتقال عدوى إنفلونزا الطيور عن طريق أكل اللحوم أو البيض، حيث ينصح المواطنين والمقيمين في المملكة بطهي اللحوم والبيض جيدا قبل الأكل، وأن أفضل طرق الوقاية من المرض تتم عن طريق إعدام ودفن أو حرق قطعان الدواجن المصابة، واستخدام أحدث طرق الأمان الحيوي في عنابر الدواجن، وعمل مسح شامل للطيور البرية والمهاجرة والدواجن بقدر الإمكان للتأكد من خلوها من الفيروسات.
وأشار إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ والتنفس، وكذلك الملامسة المباشرة في حالات العطس كما أن في حالة وجود بعض العوارض يمكن للشخص التحصن بلقاح الإنفلونزا الموسمي، أو عن طريق الوقاية الدوائية، وذلك من خلال استشارة الطبيب خلال 24 إلى 48 ساعة حتى يمكن للمريض أن يتناول أحد الأدوية المضادة للفيروس.