نائب أمير القصيم: سنحرك لجنة الاستثمار نحو قصيباء التاريخية

قضى نائب أمير القصيم ورئيس لجنة الاستثمار في المنطقة، خمس ساعات متواصلة في مرتفعات قصيباء "60 كلم" شمالي بريدة، وشاهد قصر عنترة بن شداد الواقع على ارتفاع 100 كلم في مرتفعات قصيباء كما اطلع على شواهد عصور جيولوجية مختلفة عبر وادي قصيباء الكبير.

وشاهد نائب أمير القصيم أبراج الحرب التي كانت تستخدم قبل نحو 300 عام في حماية القرى التي تقع أسفل الجال، إلى جانب قصر المشقوق الشهير الذي تجري المياه أسفله في طريقة بناء مختلفة للحماية كان يستخدمها القدماء.

وتعد قصيباء إحدى أشهر القرى التراثية في المملكة ومصدرا من مصادر المياه حيث كانت تجري في البلدة التاريخية أكثر من 40 عينا من المياه العذبة في السابق، فيما جفت معظمها حاليا. ولا تزال البلدة الشهيرة التي تقع في تجويف جيولوجي ضخم تتنوع فيها طبقات الأرض تحافظ على طرازها ومبانيها الطينية الشهيرة.

وقال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير القصيم ورئيس لجنة الاستثمار في القصيم في حديث لـ "الاقتصادية" سنوجه بوصلة الاستثمار لهذا الموقع التاريخي المهم وسنحث المستثمرين على الالتفات للموقع لأهميته التاريخية والتراثية.

#2#

وبين نائب أمير القصيم أنه شاهد تراثا عريقا ومكتسبات أثرية وتاريخية وسيتم العمل مع جهات متعددة لجعلها وجهة مهمة في هذا المجال.

من جانبه، أشار الدكتور عبد العزيز بن لعبون أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود ومستشار النفط السابق في شركة أرامكو، أن قصيباء نافذة جيولوجية ضخمة ومهمة في العالم. وقال ابن لعبون إنه يخرج بصفة مستمرة مع طلابه من الرياض للاطلاع العملي على جيولوجية قصيباء التي وصفها بالتجويف الضخم الذي لا يوجد له مثيل.

وأضاف ابن لعبون أن الجال الغربي لقصيباء يتكون من طبقات من الطين الطفل وهي غنية بالمواد العضوية وتعتبر هذه الصخور مصدر للنفط والغاز وبعد تعرضها لعمليات جيولوجية وكيميائية معقدة تحت سطح الأرض لفترة زمنية طويلة تحولت لنفط وغاز خرج من هذه الطبقات إلى طبقات ذات مسامية ونفاذية تجمعت فيها وخزنتها كمكامن للنفط والغاز في عدد من حقول المنطقة الشرقية.

وأبان ابن لعبون أن حفرة قاع قصيباء تعتبر نافذة جيولوجية تطل منها أنواع من الصخور مختلفة الأعمار الجيولوجية ولهذه الصخور أهميتها عند البحث عن النفط والغاز، وذكر أن هذا التجويف زاره العديد من العلماء واطلعوا عليه وهو موقع ثري للدارسين والباحثين في مجال النفط وكذلك في الجيولوجيا وهناك العديد من الدراسات التي أجريت حول هذا المكان.

وتعد البلدة التاريخية لقصيباء التي سكنت منذ العهد الجاهلي ووردت فيها العديد من أشعار العرب في ذلك الوقت التي كانت تسمى "قو" كما ورد في معاجم البلدان ومنها القصيدة التي قالها الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد والتي يصف فيها معركة وقعت فوق الجال المنبسط الغربي:

كأن السرايا بين قو وقارة

عصائب طير ينتحين لمشرب

و"قو" هو الاسم القديم لقصيباء، أما "قارة" فهي بلدة تسمى القوارة حاليا، وتقع إلى جانب قصيباء.

وتعد قصيباء موقعا لزيارات العديد من الأدباء والمهتمين بالشعر العربي ونظم نادي القصيم الأدبي زيارة لعدد من الأدباء في العالم العربي للموقع في تحرك نحو دراسة المواقع التي عاش فيها عنترة بن شداد.

من جهته، أشار إبراهيم المشيقح المدير العام المكلف للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم، أن الهيئة عملت بالشراكة مع بلدية قصيباء على إعداد مخطط عام لمشروع الجادة الريفية في قصيباء حيث يشمل المشروع في مرحلته الأولى إعداد ممرات المشاة والإنارة والبوابات ومصليات ومحال لبيع المنتجات الشعبية والحرفية وتتولى الهيئة تقديم الدعم الفني والإشرافي طوال فترة التنفيذ للمشروع. وأضاف المشيقح أنه تم تخصيص مبلغ أربعة ملايين ريال من ميزانية البلدية للمشروع.