مشروع لتطوير الظهيرة إلى موقع تجاري وسياحي في قلب الرياض
تتجه منطقة الظهيرة التاريخية في وسط مدينة الرياض، إلى استعادة جاذبيتها كقلب نابض بالحركة التجارية والأنشطة السياحية والثقافية والمعرفية في قلب مدينة الرياض، عبر مشروع تطوير الظهيرة الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الذي يغطي كامل مساحة الحي البالغ قدرها نحو 800 ألف متر مربع.
وينطلق المشروع من استثمار الجاذبية الاستثمارية العالية لمنطقة الظهيرة التي تتوسط المركز الإداري الرئيس للعاصمة، التي تحتوي على مجموعة من أكثر طرق المدينة ازدهارا بالحركة التجارية، مثل شوارع الظهيرة وآل سويلم والعطايف. وتحتوي هذه المنطقة المركزية على مجموعة متنوعة من الأنشطة التجارية وبالأخص في قطاعات: تجارة الألعاب، المفروشات، الأدوات المكتبية والقرطاسية، وتجارة الملابس بالجملة. فضلا عن مجاورة منطقة الظهيرة لطريق الملك فهد، الذي يمثل الشريان الرئيس للحركة الرابطة بين شمال الرياض وجنوبها.
وأقرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في وقت سابق فكرة التصميم العمراني لتطوير منطقة الظهيرة، التي تهدف إلى تحويل حي الظهيرة إلى موقع سياحي تراثي يوفر خدمات سكنية وتجارية واستثمارية وترويحية، بما يتوافق مع قيمته التاريخية والثقافية.
وترتكز فكرة التصميم على استثمار ما تتمتع به منطقة الظهيرة، من جدوى استثمارية عالية بحكم موقعها المركزي، وتوسطها المركز الإداري الرئيس للمدينة، حيث تتركز الفكرة التصميمية، على الاحتفاظ بالمقومات المميزة للظهيرة سواء كانت ثقافية أو تجارية أو عمرانية، وإدماجها في المحيط الحضري للمدينة عبر تحويلها إلى منطقة جذب على مستوى المدينة تتعدد استعمالاتها بين الاستخدامات التجارية والمكتبية والسكنية والسياحية والثقافية. واستندت فكرة تصميم منطقة الظهيرة على تعزيز الربط بين مركز الملك عبد العزيز التاريخي ومنطقة قصر الحكم، من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية والسياحية، وإبراز جزء من سور الرياض القديم ضمن المشروع، مع المحافظة على معظم النسيج العمراني والمباني التاريخية في المنطقة وإعادة تقديمها كمناطق تحتوي على عدة أنشطة مترابطة مع بعضها البعض. وخصصت الفكرة التصميمية الجديدة للمنطقة، الجهة الشمالية الغربية عند تقاطع شارع الإمام فيصل بن تركي مع طريق الملك فهد، التي تعد الجهة الأبرز للظهيرة بإقامة مبان فندقية مرتفعة تكون علامة مميزة للمشروع، إضافة إلى ربط مشروع النقل العام في المنطقة عبر إنشاء محطة للنقل العام في أحد أجزائها، والتركيز على إنشاء مناطق خضراء فسيحة تكون محاذية لطريق الملك فهد.
وتنوعت الاستخدامات في التصميم الجديد للظهيرة، إذ تم الاستفادة من النسيج المميز للمباني الطينية واستخدامها كوحدات سكنية مع إضافة مبان سكنية حديثة بارتفاعات متعددة في الجزء الغربي من المنطقة، تليها مجموعة من المباني المكتبية المحاذية لطريق الملك فهد.
وتركزت معظم الاستخدامات التجارية على الشوارع الداخلية الرئيسة للمنطقة، والجزء الشمالي منها، وكذلك الشوارع الرئيسة المحيطة، بينما توزعت الاستخدامات الثقافية والسياحية في الجزء الوسطي للمنطقة التي تعتبر الشريط الرابط بين منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبد العزيز التاريخي.
وقد تخطى مشروع تطوير منطقة الظهيرة عدة مراحل تمثلت في موافقة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، على تكوين تآلف لتطوير المنطقة، يضم عددا من المؤسسات العامة والشركات العقارية والاستثمارية والمالية بقيادة شركة الرياض للتعمير، وصدور موافقة الهيئة على إعداد التآلف للخطة التنفيذية للمشروع التي تشمل عناصر: حجم الاستثمار، مراحل التنفيذ، جوانب الإدارة والتشغيل، حيث سيتولى التآلف إعادة تطوير المنطقة بالكامل، وتأمين الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وإعادة بيع الأراضي للمستثمرين من أفراد ومؤسسات وشركات، وتطوير أجزاء من المنطقة، على أن تتم عملية التخطيط والتطوير تحت إشراف الهيئة مباشرة.