باعة يدفنون الفقع القديم ويسوقونه بأعلى الأسعار
لا يقف الغش والخداع على صنف معين من السلع، فمن الأجهزة الكهربائية إلى الملابس مرورا بالأدوية والأغذية وصولا إلى .. الفقع (الكمأة).
واتضح من خلال جولة لـ "الاقتصادية" في سوق الفقع في الرياض قيام بعض البائعين باستخدام عدة حيل لتصريف بضاعتهم القديمة التي لا تجد من يشتريها. ويذهب ضحية ذلك المستهلك المسكين الذي لا يتردد في دفع المبالغ الطائلة رغبة في الفوائد العظيمة التي يسمعها عن الفقع، ولا يعلم أنه يخسر ماله دون فائدة بل قد يتضرر صحيا جراء تلاعب أولئك المحتالين.
ويؤكد يوسف الرقابي -تاجر فقع- وجود الغش عند بعض الباعة في سوق الفقع، وذلك من خلال حيل عديدة من أبرزها خلط القديم بالجديد، وإنزاله للسوق وبيعه بمبلغ يصل إلى 250 رياا، إضافة إلى قيامهم أيضا باصطياد زبون غافل وبيعه نوعا من الفقع القديم الذي لا يصلح للاستهلاك الآدمي، بـ 150 ريالا وهو في الحقيقة لم يكلفهم سوى مبلغ زهيد.
وزاد أن أعظم الحيل التي يقوم بها البعض هي تفريغ صناديق الفقع شبه التالفة في الأرض ليلا، ويقومون برشها بالماء، ويكدسون عليها التراب والرمل ويستخرجونها في الصباح ويعرضونها للمستهلك على أنها جديد طازجة وكأنها لم تجلب من الصحراء إلا قبل فترة وجيزة.
وواصل الرقابي حديثه قائلا إن هذه الفئة من المحتالين لا تكتفي بذلك بل تقوم أيضا بأخذ الفقع المشابه للمحلي من الرياض، وهو في حقيقة الأمر مستورد من الخارج، ويذهبون به في وقت إجازة الربيع إلى المناطق التي يكثر فيها سياح الدول الخليجية في المملكة كالنعيرية التي تقع ما بين دولة قطر والكويت والبحرين ونحوها، ليباع هناك بمبالغ تزيد عن 200 ريال، وهو في الأصل يباع في الرياض بـ 40 ريالا.
كشف الحيل
وعن كيفية معرفة الفقع المغشوش بين الرقابي أن جميع هذه الحيل تدور حول إخفاء أمرين هما: قِدم الفقع وانتهاء صلاحيته، إضافة إلى إخفاء موطنه من خلال بيع المستورد على أنه محلي، ويمكن كشف هذين الأمرين بفحص الفقع، والتأكد من أمور ثلاثة: رائحته, لونه, ولون داخله؛ فالفقع القديم رائحته كريهة تشابه رائحة الجيف، أما لونه فالجديد لونه بني والقديم يتحول إلى اللون الأشهب، ويتميز الجديد ببياض داخله أما القديم فداخله يميل إلى اللون الأخضر. أما عن حيلة بيع المغربي على أنه محلي فالمغربي يتميز باللون الحنطي وبذلك يمكن تمييزه عن المحلي.
أنواع وفوائد:
وأوضح الرقابي أن أبرز أنواع الفقع هي الزبيدي ولونه أبيض وبحجم التفاح العادي، ثم الخلاسي ولونه يميل للحمرة وهو أطيب من الزبيدي عند البعض، والجبي ويميل إلى السواد وصغير الحجم، والهوبر ولونه أسود وهو يسبق بقية الأنواع في الظهور وغير مطلوب ويأكله القليلون.
الجدير بالذكر أن الفقع له فوائد طبية عديدة من أبرزها أنه مطهر للعين .. وقد أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما وثبت مفعولها كما أنه علاج مقوٍ للأظافر ويمنع سهولة تكسرها أو تقصفها وعلاج لتشقق الشفتين واضطراب الرؤية بالإضافة إلى أنه يعد أحد المقويات الجنسية.
ويجب غسل الفقع بشكل جيد ودقيق وإزالة الأتربة العالقة به وعدم أكله نيئا لما في ذلك من ضرر على المعدة.