150 سنة عمر سوق الزل في الرياض .. زبائنه لم تغرهم المراكز الحديثة
150 عاما مضت شهدت تغيرات ودخول تقنيات وأسواق تجارية حديثة في مدينة الرياض، ضمت أعدادا كبيرة ومتنوعة من المنتجات والماركات الفاخرة والمتعددة، إلا أن سوق الزل "الثميري" في وسط العاصمة، استطاعت رغم كل هذه السنوات الطويلة أن تحافظ على جزء من زبائنها وتُجارها الذين لم تغرهم هذه الحداثة، فظلوا متمسكين بدكاكينهم الصغيرة، وباتت السوق تتقاسم مع المجمعات التجارية الحديثة جزءا من زبائنها.
#2#
ويرتاد سوق الثميري أعداد كبيرة من المتسوقين خصوصا في الليالي الأخيرة من شهر رمضان، حيث تزخر السوق بمنتجات رجالية متعددة كالملابس والكماليات الرجالية بأنواعها والبشوت وأطياب العود، والسيوف والخناجر، وأدوات غرف المشبات.
وتقع السوق بجوار منطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض، على امتداد شارع الثميري، وتتميز بدكاكينها الصغيرة والمتقابلة ويفصل بينها ممرات لا يتجاوز عرضها ثلاثة أمتار، وتخلو هذه الدكاكين في أغلبها من الزخارف الحديثة أو وسائل الترويج والتسويق على أبوابها أو ملصقات التخفيضات، ويتخلل تلك الممرات أحيانا تجمع لبعض كبار السن ممن يفترشون الأرض ويتبادلون أطراف الحديث في مشهد قد لا تستطيع رؤيته إلا في سوق الزل.
#3#
وفي جولة لـ "الاقتصادية" في السوق التقت عددا من الباعة، حيث يقول حزام القحطاني "تاجر" يعمل في السوق منذ 30 عاما، إن عمر السوق يمتد لأكثر من 150 عاما، مشيرا إلى أن السوق كانت من الطين من قبل دخول الملك عبد العزيز للرياض، وكانت تستورد بضاعتها من الشام والعراق وإيران وباكستان وتعرض فيها بضاعة محلية الصنع.
وبين أن السوق تعرض فيها منتجات من بشوت وجلديات وسيوف وخناجر ورماح وأدوات الحرب والأداوات يستخدمها الرجال عادة، لافتا إلى أن أغلبها خامات أصلية ومن صنع حرفيين متقنين لعملهم وأغلبها صناعة محلية.
#4#
وقال القحطاني إن السوق لم تتغير حالها منذ زمن، إلا أنه زادت البضاعة المستوردة فيها من دول كثرة وبعضها لا يصنع بشكل يدوي، فيما تشهد قلة المصنوعات المحلية فيها.
وحول تأثير المجمعات التجارية الحديثة على مرتادي السوق قال: "البيع والشراء قسمة ونصيب" وأن الخير منتشر في هذه الأرض المباركة التي يعيش فيها القوي والضعيف.
#5#
فيما يقول صالح الأحمد "بائع في السوق" منذ 20 عاما وميزة سوق الزل أنها متخصصة بطلبات الرجال والملابس الرجالية والسيوف والطيب العود التي تأتي من الأحساء وجدة والمدينة المنورة وتتوافر بخامات ممتازة، مشيرا إلى أن السوق متكاملة من جميع طلبات المناسبات من أفراح وأعياد ومرغوبة لكثير من زبائنها لما تمتلكه من تاريخ وتراث قديم وتوافر لجميع الكماليات والمتطلبات الرجالية، كما يرتادها زوار من كل مناطق المملكة ودول الخليج حتى لو كان هدفهم الزيارة والتفرجة والتعرف على السوق.
وتذكر الأحمد بدايات عمله في السوق، حيث يقول كانت السوق بدائية ويعمل فيها كثير من كبار السن وكانوا أكثر نشاطا وحيوية من الوضع الحالي وكان الحراج شبه مستمر في السوق وبشكل متواظب، مشيرا إلى أنها تفتقد هذا النشاط حاليا وتلك الاجتماعات.
#6#
وأشار إلى أن السوق يُعاب عليها حاليا زحمة الطرق المؤدية إليها لوقوعها في قلب مدينة الرياض، وقلة المواقف المحيطة بالسوق، حيث يجتمع في منطقة السوق مبنى إمارة الرياض والأمانة والمحاكم العامة والجزئية وجامع الإمام تركي بن عبدالله وسوق الزل مما قلل من سعة المواقف لمرتادي السوق.