خبراء: سوسة النخيل ستسبّب كارثة زراعية في المملكة
حذر خبراء وقاية النخيل السعوديون من حدوث كارثة اقتصادية وبيئية بسبب الانفجار الكمي والنوعي لحشرة سوسة النخيل، يقابله عدم تحقيق رغبة وزارة الزراعة السعودية من قبل "المالية" بطلب 39 مليون ريال كحد أدنى لبرنامج "وقاية السوسة" حيث اعتمد 26 مليونا من المبلغ المطلوب.
ويشكل هذا النقص أكثر من 75 في المائة من حجم الطلب الأساسي، حيث كانت هذه الأرض الموطن الأول لشجرة النخيل منذ فجر التاريخ، ولم يواجه انتشار هذه الآفة بأي زيادة في الاعتمادات المالية والكوادر البشرية والمعدات والمبيدات اللازمة لمقاومتها. وبيّن الخبراء أن هذه الحشرة لها قوة تدميرية عالية على أشجار النخيل، وقضت على عشرات الآلاف منها في كل من القطيف والأحساء.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
تواجه ثروة النخيل السعودي تهديدا حقيقيا لوجودها، منذ أكثر من عشرين عاما وسوسة النخيل تنهش به، عدد كبير من هذه الثروة سقط أمام هذه الحشرة. في المقابل لم تقتنع جهات حكومية بدعمها المالي وهو العامل المؤثر الأول والرئيس في الوقوف في وجه هذه الآفة،رصد لآفات أخرى داهمت الوطن مليارات الريالات لم ينل برنامج الوقاية من سوسة النخيل الحمراء 1 في المائة من هذه الاعتمادات المالية على الرغم من درجة الخطورة البالغة التي تقترب من حد الكارثة الوطنية للنخيل السعودي، ومازالت السوسة تفتك بنخيلنا وبشكل تدميري عال، من أجل بقاء نخيل السعودية كثروة قومية لأجيالنا يجب الوقوف ضد هذه الآفة بشكل علمي ومالي حازم. وفي سبيل تضافر الجهود للحد من أثر الحشرة في العمود الفقري لاقتصادنا الزراعي جمعت "الاقتصادية"في ندوتها نخبة من المتختصين والخبراء والمسؤولين لوضع التوصيات والحلول للحفاظ على النخيل السعودي من أثر هذه الآفة الدخيلة والفتاكة.. فكانت هذه الندوة:
كم عدد الحشرات من سوسة النخيل التي تنهش النخلة من الداخل؟
آل عايض: حسب تجاربنا واحتكاكنا بالعمل في هذا المجال إذا كان جذع النخلة بطول متر ونصف، استطعنا أن نجد فيه 70 حشرة كاملة، وإذا كانت بطول خمسة أمتار قد يصل عدد الحشرات إلى 233 حشرة حسب الإحصائيات التي أنا لمستها شخصيا في المعمل، وإذا كان جذع النخلة أطول فستجد أعدادا مضاعفة من الحشرة .
ما أبعاد مشكلة نقل النخيل من موقع إلى آخر؟
الجبر: انتشرت مطابخ المندي التي تعتمد على بقايا النخيل وأثناء تقطيعه ونقله من مكان إلى آخر تنتشر سوسة النخيل الموجودة في بقايا النخيل، وأيضا مقاول إزالة النخيل في الأحساء أثناء عملية النقل من مكان المزرعة إلى المحرقة تتطاير حشرة سوسة النخيل في الطريق الذي تحيط به المزارع من الجهتين.
مداخلة الداود: من ناحية أعداد الحشرة داخل النخلة الواحدة بحثيا نأخذ فسيلة صغيرة عادة، ونضع أربعة أزواج من الحشرة التي تضع البيض وبعد سبعة أسابيع نفتح الفسيلة ونخرج كل ما فيها من يرقات وعذارى وحشرات كاملة، ونحصي العدد من الحشرة ونجده دائما لا يتعدى 100حشرة، ونأخذ جيلا واحدا لنتعامل معه بحثيا، ولو تركناه
ينهي الفسيلة ستكون الأعداد أكثر من هذا الرقم بـ 200 حشرة وهذا في فسيلة صغيرة. فكيف إذا كانت النخلة طولها ثلاثة أمتار، أعداد الحشرة ستصل في هذه الحالة إلى 600 حشرة وأكثر من ذلك.
مداخلة الساقان: الدكتور الجبر أشار إلى أنه أثناء نقل الفسائل المصابة للحرق والدفن تتطاير حشرات سوسة النخيل تتطاير للحقول المجاورة، وأوضح أن أي مؤسسة ترسي عليها عملية الإزالة، هناك مواصفات وشروط ملزمة للمؤسسة والشركة التي تقوم بنقل الفسائل، وأي نخلة يتقرر عليها الإزالة والإتلاف من أهم الشروط أن تكون السيارة التي تنقل الفسائل محكمة الغلق تماما. أيضا الأحساء تحديدا لا ينقلون النخيل كاملا لصغر حجم المزارع وتقاربها، فيقومون داخل المزرعة وفي المواقع المصابة نفسها بتقطيع جذوع النخيل إلى أجزاء بين 15 ـ 20 سم، وفي الموقع نفسه أيضا تتم عملية التنظيف من اليرقات والحشرات ووضعها في برميل يحتوي على محلول مبيد للقضاء عليها وبالتالي نتخلص من 70 في المائة من الإصابة في موقعها، إضافة إلى ذلك توضع في أكياس وتربط وتنقل في سيارة مغلقة وتكون الحفرة جاهزة وأحيانا يضاف إلى ذلك تغطيس هذه القطع في بركة فيها محلول مبيد قبل عملية حرقها ودفنها وإتلافها.
هل في رأيكم تعاملت وزارة الزراعة مع السوسة بحجم يوازي خطورتها، ولماذا؟
آل عايض: أنا أعتقد أنه في بداية الأمر لم يتم التعامل مع مشكلة السوسة بشكل إيجابي وسريع وهذا قد يكون له أسباب
ما الأسباب؟
آل عايض: المعلومة لم تكن متوافرة لدى الجميع الكل كان يتوقع أن الأمر موضوع عرضي وصغير جدا ويمكن التحكم فيه في فترة وجيزة، لكن بعد تفاقم الأمر بدأت الجهات البحثية تتحرك والمختصون يهتمون بالأمر، واختلفت درجة الاهتمام بأمر السوسة من
جهة لأخرى ولكن معظم الجهات في بداية ظهورها لم تتعامل معها كما يجب وبشكل يوازي حجم مشكلتها ودرجة تأثيرها.
الداود: حاليا وزارة الزراعة تتعامل بشكل إيجابي مع إصابات النخيل في السوسة ولكن المشكلة تكمن في جهل المزارعين المستمر. نحن مجتمع لا نتحرك إلا إذا حدثت الكارثة، وبعد أن تعالت الأصوات من قبل المزارعين في المناطق المختلفة.
خادم الحرمين بارك الله فيه زاد الدعم من 14 مليونا إلى 28 مليونا، ووزارة الزراعة يحكمها الدعم الذي يأتيها من وزارة المالية إذا لم يكن لديها دعم لا تستطيع أن تقوم بشيء.
هل القصور في الدعم من المالية للزراعة بشأن السوسة فقط؟
الداود: نعم، نريد أن نقارن مشكلة سوسة النخيل الحمراء بحمى الوادي المتصدع، وعندما دعمت ماليا وزارة الزراعة تحركت بشكل إيجابي، وعملها الحالي بشأن السوسة جيد وإيجابي بشكل كبير شرط زيادته واستمراره وحصوله على الدعم الكافي.
الجبر: الوزارة في بداية الأمر شكلت فريقا علميا، من قسم وقاية النبات في جامعة الملك فيصل ومختصين من وزارة الزراعة، وأعطى الفريق تقييمه وعمل توصيات. ومن أهم توصياته القيام بالحجر الزراعي على منطقة الإصابة، خصوصا القطيف في ذلك الوقت، وهذا الدور الذي ممكن أن نقول إن الوزارة قامت به منذ البداية، ولكن للأسف دور ضعيف جدا.
هل هذا الضعف ناتج عن جهل بالحشرة أو تدني الإمكانات المالية؟
الجبر: سوسة النخيل مشكلة حساسة بدأت في منطقة القطيف والنخيل مصدر رزق لكثير من الناس، ولا بد من التعامل مع الحشرة كوباء داهم الوطن، ولم نتعامل مع سوسة النخيل الحمراء ماديا ولا حتى بـ 1 في المائة من حاجتنا لمقاومتها، ولم يتم دعم الأبحاث التي تحتاج إليها وهذه ليست مسؤولية وزارة الزراعة فقط بل مسؤولية الوزارات التي لها علاقة بهذه القضية وبالدرجة الأولى وزارة المالية. لم يكن هناك دعم للأبحاث ولم تكون هيئة خاصة على غرار مكافحة الجراد الذي له هيئة خاصة به، ولا بد أن نهتم بالسوسة مثله بل
أكثر أهمية لخطورة هذه الآفة وضررها الذي يتعلق بأرزاق المواطنين، ومنهم من تضرر بدرجة كبيرة، حمى الضنك مثلا رصد لها ثمانية مليارات ريال وبالمقارنة لم يرصد للسوسة إلا أرقام متدنية جدا، وقيم المبيدات لبرنامج سوسة النخيل أربعة ملايين فقط، وليست هذه المشكلة مرتبطة بوزارة الزراعة فقط بل هي مشكلة مالية بالدرجة الأولى. وزارة المالية وديوان الخدمة المدنية ووزارة الزراعة لديها تصور عن الحشرة وهذا التصور ضعف أيضا بسبب عدم استغلال الخبراء السعوديين في الجامعات عموما، أيضا أنا مثلا كأستاذ أو كباحث أريد، إضافة إلى همي وعملي أن يكون لي دعم ولا بد من دعم أي باحث للقيام بعمله. أما أن الجهة تقول تعال كي تحتسب الأجر ولديه أبحاث أخرى لا. لن يبحث لك بلا مقابل والقضية مالية في وزارة الزراعة والمالية وديوان الخدمة المدنية، ولا بد أن تتكون هيئة تخص هذه الآفة وأول خطوة في هذا الاتجاه أن تتم معرفة الحشرة وسلوكها وطرق تكاثرها وتغذيتها ليتم التعامل معها بما يتناسب مع تأثيرها.
إذ لم يعرف خطرها إلا بعد عشرين عاما وبعد انتشارها في المملكة، ثم بدأ العمل في مكافحتها، وقضية الوقت مهمة جدا لو أننا أزلنا كل نخيل القطيف في ذلك الوقت، للتخلص من الحشرة وأعدنا الزراعة مرة أخرى لكان أجدى لنا اقتصاديا، ولو كانت الإصابة في الأحساء وأزلنا جميع نخيلها مع صعوبة ذلك وعوض أصحابها وأعيدت زراعتها لوفرنا الكثير من الجهد والمال.
آل ظافر: بالنسبة لتعامل وزارة الزراعة مع المشكلة في البداية لم يكن يوازي خطورتها بسبب الجهل، وهم ليسوا معذورين في هذا الجهل لأن لديك خبراء ومختصين، وحتى لو لم يكن لديك خبراء، يفترض أن تستعين بالخبراء ومراكز البحوث العالمية.
هل لدينا خبراء محليون حين ظهور السوسة؟
آل ظافر: نعم في حينها والآن يوجد خبراء ولا يمنع أن تستعين بخبراء عالميين والخبراء
السعوديون لديهم خبرة جيدة في مجال السوسة، ولحل مشكلة سوسة النخيل التعاون الدولي والمحلي مطلوب في مكافحة السوسة، وحجر نقل الفسائل للأسف لم يطبق إلا متأخرا وطريقة تطبيقه غير جادة، والدليل انتشار إصابات جديدة مع وجوده هذا الحجر. وعندما أحست وزارة الزراعة بالمشكلة وضعت قوانين جيدة لو طبقت وفعلت لكان لها أثر جيد ويحدد نجاح وزارة الزراعة في خططها ضد السوسة دعم وزارة المالية، وعدد من المختصين وتوظيفهم واستقطاب مختصين وخبراء محليين وعالميين وهذه العوامل مجتمعة تؤثر في الوقاية من السوسة.
آل ساقان: لا شك أن في ظهور الآفة عام 1407هـ لم تكن من الآفات المعروفة في المنطقة بشكل عام وكانت آفة دخيلة وكان هناك نقص في المعلومات من ناحية خطورة هذه الآفة وأنها من الآفات الوبائية التي لها قدرة تدميرية عالية، وعند بروز هذه الآفة بدأت تتعامل الوزارة معها بالطرق والإمكانات المتاحة في ذلك الوقت. ذكر آل عايض أن الدكتور كادوس رحمه الله دعا إلى التخلص من هذه الآفة، في الجانب الآخر هناك من تريث لعمل المزيد من البحوث والشهادات، ولا أحب أن أتطرق لبعض الأسماء ولدى الوزارة أرقام دقيقة تبين كل شيء عن درجة ونوع الإصابات، وهناك جهود تبذل ويوجد انحسار في العديد من المناطق وهناك بعض المناطق تحتاج إلى عملية دعم بالكوادر الفنية من عمال وفنيين وفي برنامج وقاية المزروعات دعم بقيمة 1.2 مليون ريال واستمر هذا المبلغ حتى 1410ـ1411هـ.
لماذا لم يزد المبلغ لمدة أربع سنوات والإصابة تتزايد؟
آل ساقان: الإصابة تتزايد في محيطها وليس خارج المنطقة، ودقة الإحصاء في مسألة الإصابة من عدمها تحتاج بالتأكيد إلى أرقام، ورفعت الميزانية إلى 6.200 مليون.
لماذا في عام واحد تتضاعف الميزانية 600 في المائة وفترة أربع أعوام في ركود؟
آل ساقان: إذا كان هناك تفسير اجتهادي، أعتقد عندما تم رفع الميزانية إلى أكثر من ستة ملايين بناء على ظهور الإصابة في أماكن أخرى وبالتالي تحتاج إلى إمكانات
ومنذ عام 1410هـ حتى 1424هـ تم اعتماد 12 مليونا وخادم الحرمين أمر بمضاعفة الميزانية إلى 24 مليونا ولمرة واحدة.
هل المبلغ الإضافي تم توزيعه على عدة سنوات أم على عام مالي واحد؟
آل ساقان: هناك عدة فقرات في البرنامج المقر لمكافحة السوسة ومن هذه الفقرات رواتب، مبيدات، وإزالة نخيل، ومحروقات وكل عنصر له مبلغ محدد حسب الاحتياج.
هل في العام الذي بعده كانت الأموال أقل؟
آل ساقان: لا، ولله الحمد ومن ذلك الوقت المبلغ في تزايد حتى وصل إلى 26 مليونا ومائتين والحاجة الفعلية أكثر من هذا بكثير، وفي المناقشة الأخيرة مع وزارة المالية طلبنا تقريبا 39 مليونا والذي اعتمد لنا 26.2 مليون، والمبلغ المطلوب بني على حاجة فعلية ولم يلب لنا من قبل وزارة المالية. وهناك مشكلة أخرى أن العدد في البرنامج من كل الفئات العاملة في البرنامج من سائقين وعمال وفنيين زراعيين ناقشنا العام الماضي والذي قبله ميزانيته الخاصة بوقاية المزروعات الذي من ضمنها برنامج ومكافحة سوسة النخيل الحمراء، وكل عام نطلب جائزة الحد الأدنى وليس الحد المطلوب ونحن نلمس الحاجة الفعلية ووزارة الزراعة تعاملت مع المشكلة بحجم تدرجها، كل ما كانت المشكلة لا سمح الله في اتساع بذلت جهود مضاعفة والاتجاه في دعم البرنامج مطلب ضروري، وهناك تعاون مميز بين وزارة الداخلية والزراعة أثر في الحد من انتشار هذه الآفة.
ما المعوقات التي تواجه فريق عمل مكافحة سوسة النخيل؟
آل عايض: المعوقات التي أراها شخصيا وأنا خارج الجهات التنفيذية ولكن هناك شيء لمسته أثناء احتكاكي بالزملاء العاملين في هذا البرنامج، بالذات عدم الثبات الوظيفي وضعف بل تدني مكافآتهم خصوصا العاملين في الحقل.
ولمست شخصياً أثناء العمل في سوسة النخيل عند زملاء كثيرين من هؤلاء الرواتب المتدنية والمكافآت المتواضعة وهم يعيشون في عدم الأمان الوظيفي ويستخدمون وسائلهم الشخصية مثل الهاتف المحمول والسيارة في إبلاغ زميل آخر بأن هنا أو هناك إصابة، وهنا منطقة إزالة، وهكذا يعملون على حسابهم الشخصي فهذا أمر بحد ذاته معاناة تواجههم وإذا أردت أن تطاع فاسأل المستطاع وأوضاعهم غير جيدة بتاتا وتحتاج لحل فوري.
الداود: من خلال خروجي مع فرق عمل وزارة الزراعة واحتكاكي بطلابنا الذين تخرجوا في الجامعة ووظفوا على ما يسمى ببرنامج وقاية سوسة النخيل الحمراء، تبين لي أن خريجي الجامعة الذين يعملون في الحقل في أوقات عصيبة، ويتعاملون مع آفة متعبة في متابعتها ويتسلمون 3500 ريال على عقد غير مضمون لمدة سنة وينهك في العمل الحقلي ولا توجد له أي مزايا ويصرف جزء من هذا المرتب المتواضع على عمله في البرنامج على شكل اتصالات ومحروقات. السؤال، هل يعقل أن ديوان الخدمة المدنية لا يأخذ في حسبانه أن الطوارئ في مثل هذه الحالة ليس لها وظائف حكومية؟ ممكن أن تتحدث في حالة احتياطي لها، وهل يعقل أن وزارة المالية لا تتعامل مع حجم ودرجة الخطورة عندما يشرح لها من قبل الوزارات المعنية؟ لماذا لا نقارن مشكلة سوسة النخيل الحمراء بالمشاكل التي نشاهدها الآن، التي يصرف عليها المليارات مثل حمى الضنك وحمى الوادي المتصدع، ولو صرفت بمثل هذه الاعتمادات ستحل المشكلة لأنك ستعوض المزارع على النخلة التي ستتلفها وسيكون سعيدا بذلك وسيخبرك بالإصابة وسيسهل على الموظفين في المنطقة عملهم، ويساهم باستخدام التقنيات ويسهل دعم العاملين في هذا المجال للسيطرة على سوسة النخيل. النخلة من أصعب الأشجار تعاملا معها من ناحية الأبحاث، وأكبر المشاكل التي تجعل الباحثين يهربون من عمل أبحاث على النخلة هي التكاليف ونخلة واحدة وهي تسمى علمياً وحدة بحثية واحدة، تكلفني هذه النخلة تقريباً 400 ريال، إذا تمت مقارنتها بنبات الطماطم مثلا الذي يكلفني ريالا واحدا، هل سأبحث في النخيل أم في الطماطم؟ أنت تجيب عن ذلك، إذن لو أدعم أنا وغيري في كل مراكز الأبحاث سنعمل في النخيل وبقوة. والخلل هنا في وزارة المالية والخدمة المدنية، ومشكلة خريجي الزراعة في المملكة كلهم بسبب ديوان الخدمة المدنية، ومع أن كل مخلوق يوجد في المملكة يتغذى بسبب الزراعة، وأنت لا تدعم خريجيها من يخدم الوطن في هذا المجال إلا هم ومشكلة السوسة كبيرة ومتفاقمة وتحتاج إلى دعم كبير.
الجبر: نقص الكوادر المدربة التي تقوم بعملية الكشف والفحص، هذه قضية مهمة لا بد من حلها، ونقص التدريب من حيث الزمن اللازم تأكد من كفاءة هذا الباحث، وكل ما يملك قطعة حديد أو "سكروب" وهذه وسيلة الكشف الوحيدة، نعاني نقص الكشف المبكر
للسوسة، ويواجهنا نقص في الآلات والوسائل لمكافحة السوسة، لوقت قريب جدا لديها نقص كبير جدا في السيارات، ودعموا أخيرا وما زال القصور موجودا في ظل وجود سيارات مكافحة الجراد متوقفة طول العام وتعمل خلال موسم واحد، لماذا لا يستفاد منها في وقاية سوسة النخيل؟ والمشكلة عدم تعاون المزارعين، لماذا لأنه عندما يخبرعن إصابة معنى هذا أنك ستزيل هذه النخلة من حقله ويخسرها، وعدم تمكن فرق الكشف من الدخول لبعض الحيازات والمزارع هناك مزارع كبيرة جدا لا تستطيع أن تدخل إليها لأنها مسورة وعليها أبواب، ونقص المعلومات عن بيئة الحشرة وسلوكها، وهذه مهمة جدا للباحثين وفرق العمل في الكشف على السوسة. من كشف السوسة لأول مرة، وزارة الزراعة أم جامعة الملك فيصل بحكم قربها من أماكن الإصابة؟
الجبر: اكتشفها طالب في جامعة الملك فيصل وهو عبد المحسن العبد المحسن بالتعاون مع بعض الأساتذة في الجامعة.
آل ساقان: العامل الأساس ضعف الاعتمادات المالية من قبل وزارة المالية وعدم الأمن الوظيفي واتساع الرقعة الزراعية، ونقل الفسائل، وقلة عدد الموظفين وهذه تعالج جميعها في وجود الاعتمادات الكافية.
ما الأدوار الداعمة لوجستيا لوزارة الزراعة من قبل الجهات الحكومية ومراكز الأبحاث؟
آل عايض: الأدوار الداعمة لوجستيا لوزارة الزراعة مثل دور وزارة الداخلية ممثلة في أمن الطرق، وزارة النقل والاتصال تعتبر من الجهات الداعمة ومراكز الأبحاث عليها دور رئيس وكبير جدا وهو تسيير أبحاثها بما يتطلب وحجم المشكلة وبما يتماشى مع حاجة وزارة الزراعة وضرورات الوطن في المسائل البحثية.
الداود: المشكلة في المالية بتوفير الاعتمادات والداخلية بتطبيق الحجر الزراعي، ومراكز الأبحاث لديها الآن معلومات كافية والمشكلة من قبل الجهة التنفيذية وزارة الزراعة والجهة الداعمة وزارة المالية.
الجبر: عدة جهات يمكن أن تشكل دعما لوزارة الزراعة في الوقاية من السوسة، أولاها المنظمات الدولية والعربية المتخصصة، السعودية تدعم الفاو بالملايين وللأسف لا نستفيد مقابل ما نعطي حتى الخبراء الذين يوظفون على هذه البرامج أناس فهمهم قليل جدا في النخيل، ولا بد من وجود رابط بين مراكز البحوث في الجامعات السعودية ووزارة الزراعة، والمالية عليها عبء كبير في دعم البرامج التي تقترحها وزارة الزراعة والإعلام تلفزيون، إذاعة، وصحافة لها دور كبير جدا في قضية التوعية وتوضيح درجة خطر هذه الآفة.
آل ظافر: الإعلام يجب أن يستمر في تثقيف الناس ببرامج واضحة ومستمرة لعلاج المشكلة، والخطباء لا بد أن يبينوا حرمة نقل الفسائل من منطقة الإصابة لأخرى عن طريق نقل الفسائل ومراكز البحوث يجب أن تسخر البحوث بما يسهم في إيجاد حلول لمشكلة سوسة النخيل.
آل ساقان: أهم الجهات الداعمة لدور وزارة الزراعة وزارة الداخلية، وهناك تعاون ملموس بين الداخلية والزراعة في مجال تطبيق العقوبات على مخالفي الحجر الزراعي الداخلي، ودور وزارة المالية مهم جدا بتوفير الدعم المالي لبرنامج الوقاية من السوسة لتغطية معظم المساحة المصابة بها، ومراكز الأبحاث دورها مهم جدا ورئيس ونطالبهم دائما بالمزيد من الأبحاث الداعمة للوقوف في وجه هذه الآفة. ونحن في وزارة الزراعة نرحب بأي نتائج بحثية ونتائج عملية قابلة للتطبيق.
كم مستشارا لديكم لوقاية النبات؟
آل ساقان: في وقاية النبات لدينا ثلاثة خبراء، وفي مجال مكافحة السوسة لدينا مستشار واحد وهو مؤهل ولديه الخبرة الكافية في تطبيق مكافحة السوسة ونمد أيدينا في الوزارة لكل فكر محلي أو عالمي يفيدنا في الوقاية من هذه الآفة.
هل يكفي مستشار واحد على مستوى الوزارة؟
آل ساقان: لا، نحن بحاجة إلى المزيد وقد يصل العدد من المستشارين في سوسة النخيل إلى ثلاثة، وهناك تعاون مع الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز يغطي النقص وعند استدعائهم يلبون فورا، ووزارة الخدمة المدنية عليها جانب مهم لعمل اطمئنان وظيفي للعاملين في برنامج سوسة النخيل الحمراء ونسعى إلى ترسيمهم على وظائف دائمة وهناك اتصالات بين وزارة الزراعة والخدمة المدنية في هذا الشأن.
كم عملوا ولم يتم ترسيمهم؟
آل ساقان: عدة سنوات عملوا ولم يتم ترسيمهم لحد الآن، ولكن هناك وعود بتثبيتهم على وظائف رسمية، وبالنسبة للجامعات نتعاون معها بشكل جيد وممتاز بما يفيد في مواجهة هذه الآفة الخطرة على محصول استراتيجي ومهم.
هل أنتم تختارون الخبير من منظمة الفاو أم هم يرسلونه لكم؟
آل ساقان: وزارة الزراعة هي التي تختار خبراءها ولديها من الخبرة في اختيار حاجتها من الخبراء وبعناية كبيرة.
هل خبراء "الفاو" لديكم ضعفاء؟
آل ساقان: المعلومة التي تقول إن الخبراء الذين تختارهم الوزارة أناس غير مؤهلين وغير متخصصين غير صحيحة بتاتا، والوزارة هي التي تختارهم بعناية وجودة ومعرفة.
مداخلة الجبر: المستشارون السعوديون تدفع لهم وزارة الزراعة مكافأة ثلاثة آلاف ريال، المستشارون الذين يعينون من الفاو يدفع لهم 40900 ألف ريال، غير السكن والبدلات الأخرى والانتدابات.
هل هو متميز عنكم؟
الجبر: مستشار موجود في وزارة الزراعة لم يعرف النخيل إلا في مركز أبحاث النخيل في جامعة الملك فيصل ويعطى أكثر من تسعة آلاف دولار، بينما الخبراء السعوديون الذين دربوه يعطون ثلاثة آلاف ريال فقط، نعم تضع الوزارة سيرة ذاتية للخبير ومعظمهم من جنسية عربية واحدة وهذا يشير إلى علامة استفهام وأكثر ما يعرف النخيل أهل البلد، خاصة من خبرائه الذين تعاملوا معه بشكل جيد ولمدة سنوات طويلة.