الصوفيون ينتعشون في طرابلس اللبنانية على الرغم من هجمات التشدد
يواصل صوفيون يعتبرون أقلية لقاءاتهم بانتظام في مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان بهدف توصيل رسالة سلام ومحبة في مدينة يتزايد فيها العنف الطائفي.
فهم يقيمون جلسات ذكر يتلون خلالها القرآن الكريم ويرددون أدعية وأناشيد ويقدمون عروضا تقليدية على الرغم من انتشار الحداثة في لبنان وتزايد حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها.
ويوضح الشيخ رامي الفري مدير المركز الإسلامي للبحوث والتوجيه في طرابلس ماهية الصوفين في المدينة اللبنانية مشيرا الى انهم يُعرفون برفض التشدد في أي دين.
وقال لرويترز أمام قاعة الفاروق في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في منطقة الميناء بطرابلس حيث كان صوفيون يؤدون أناشيدا تقليدية ويتمايلون يوم الخميس (31 يوليو تموز) "الصوفية هي نوع من أنواع الإخلاص التام لله عز وجل. نحن نتكلم تحديداً عن الصوفية المعتدلة التي هي تشمل التوحيد في الله عز وجل مرتبطاً بالأمور الروحانية البحتة وليس بها أي بدعة وليس بها أي فتنة وليس فيها أي تداخل. وإذا أردنا أن نتحدث عن الصوفية فنرى أن مدينة طرابلس هي أصلاً مدينة تعتنق هذا المذهب الصوفي."
وبينما يردد بعض الصوفيين أناشيد ويتلون أدعية يدور آخرون وهم يضعون التنورة التي يشتهر بها الصوفيون.
ويقول الحاج محمد مدير فرقة طرابلس التراثية للإنشاد والفتلة المولوية ان الصوفية وتلك الممارسات التقليدية عادة ما تنتقل بين أفراد ذات العائلة من الجد للأب للابن.
وأضاف لتلفزيون رويترز "نحن عائلة كلها يعني من جد الجد لحتى الجد هلأ كلهن متصوفين. وأنا إبن شيخ مشايخ الطرق الصوفية في الشمال الشيخ عيد الحمود. والطرق الصوفية متعددة تعد بالمئات بل بالألاف بها الايام هيدي."
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان بعض الناس أو الطوائف في طرابلس يمثلون تهديدا للصوفيين أو أن للصوفيين أي مشكلات معهم رد الحاج محمد على عجل مؤكدا ما تقوم عليه الصوفية وهو الحب والتسامح.
وأضاف "نحن معروفين بإعتدلنا وبإتزاننا وباتفاقنا مع كل الحركات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية. كليهاتها أحبابنا وأصحابنا نحن ما منعادي حدا وما حدا بيعادينا ان شاء لله."
وأكد بديع الأيوبي وهو مختار (رئيس بلدية) سابق لمدينة الميناء في طرابلس وأبرز البهجة التي ينشرها الصوفيون في وجودهم وتقاليدهم.
وقال لتلفزيون رويترز بعد جلسة تقليدية للصوفيين "هن بصورة عامة مقبولين من كل الناس. بيتعاطوا بس بيظهروا الفرحة وبيظهروا الروح السمحة للدين ومقبولين من جميع الناس وهن فرقة أو هن معروفين بعمومياتهم. يعني ما عندهن تخصص بشي. هن بأي محل بيحضروا بيظهروا هيدي الروح ياللي حضراتكم شفتوها هلأ."
وقال الحاج محمد لتلفزيون رويترز ان فرقته أقامت حفلا ذات مرة في فرنسا قبل نحو 12 عاما وتقيم الآن حفلات بربوع لبنان في بعض المناسبات. وأضاف ان الفرقة زارت سوريا وليبيا حيث أقامت حفلات إنشاد موضحا أن أحدث رحلاتها كانت الى المغرب في بداية شهر رمضان الماضي.