«الفاو»: السعودية تخطت حاجز المليون طن في إنتاج التمور
قال تقرير حديث نشرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" إن إنتاج السعودية من التمور قد تخطى حاجز المليون طن، بإجمالي 1.122 مليون طن، من أصل 23 مليون نخلة تقريبا, محققة بذلك المركز الثاني عالميا, بينما يعادل هذا الإنتاج ما نسبته 16.48 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي من التمور الذي يبلغ 7.34 مليون طن.
وذكر تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية أمس، أن منطقة القصيم تشتهر بوجود ثمانية ملايين نخلة، ينتج منها ستة ملايين نخلة أكثر من 205 آلاف طن من مختلف أنواع التمور الفاخرة، ويحرص المزارعون في القصيم كل عام على غرس نحو 200 ألف نخلة، نظرا للقيمة الاقتصادية والغذائية التي يمثلها التمر للإنسان.
وفي ذلك السياق، أوضح عميد كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة القصيم الدكتور خالد بن باني الحربي، أن منطقة القصيم حققت قفزات كبيرة خلال السنوات الماضية من حيث عدد النخيل أو كمية الإنتاج بلغت (205.6 ألف طن من 6.09 مليون نخلة), متوقعا أن تحتل المركز الأول محليا من حيث مساحة النخيل وكمية الإنتاج في السنوات القليلة المقبلة نظرا للمشاريع الكبيرة التي أنشئت بها خلال الفترة الحالية.
وأفاد الحربي في حديثه لوكالة الأنباء السعودية بأن المملكة تشتهر بوجود العديد من أصناف التمور عالية الجودة في مختلف مناطقها منها منطقة القصيم, مقدرا عدد الأصناف المزروعة في المملكة بـ (400 صنف) والمعروف بالقيمة الاقتصادية يقدر بـ (70 صنفا).
وأشار إلى أن منطقة القصيم تتميز بزراعة أصناف فاخرة من التمور كالسكري الأصفر - والبرحي - والشقراء - وأم الحمام - والسكري الأحمر - والخلاص - ونبتة علي - والروثانا - وحلوة - وأم الخشب - ونبتة راشد - والونانة - والرشودية - والعسيلة - والمكتومي - والصقعي - وأم كبار - ونبتة سيف - والبريمي- وحوشانة - والمنيفي - والخضرا - والفنخا - والمطواح - وقطارة - والسالمية - والسباكة.
وأكد أن هذا الإنجاز العالمي الكبير في زيادة إنتاج التمور، واكب ارتفاع متوسط إنتاجية الهكتار في المملكة الذي وصل إلى 6.20 طن/ هكتار من التمور، بما يعادل المتوسط العالمي, مبينا أن المملكة لديها فائض إنتاج من التمور يبلغ 140 ألف طن سنويا, وتتمتع بميزة نسبية من حيث ضخامة الإنتاج وجودته, حيث بلغت صادراتها عام 2011م 77.1 ألف طن، بزيادة بلغت 5.1 في المائة عن العام السابق له.
يأتي ذلك فيما أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اهتمامها البالغ بزراعة النخيل، حيث سخرت لها الكثير من الإمكانات لدعمها وتنمية زراعتها وتطوير أساليب تسويقها من خلال القروض الميسرة، وكذلك من خلال الدعم المعرفي وإرشاد ومكافحة الآفات، وتجاوز دعم المملكة المحلي للنخيل إلى دعم نخيل العالم بأسره عندما دعت الدول المنتجة لتأسيس المجلس الدولي للتمور الذي التزمت فيه بنصيب الأسد من التكلفة لاستضافة الندوات، تلاه استضافة المقر الدائم للمجلس.
وتعد مدينة التمور في بريدة واحدة من أهم الإنجازات التي تتميز بها منطقة القصيم, ورافدا اقتصاديا مهما يلبي تطلعات المزارعين في بيع وشراء جميع أنواع التمور بما يخدم جميع فئات المتداولين فيه, وتنظم فيها الندوات والمحاضرات العلمية والتثقيفية التي تناقش أمراض النخيل والتمور وطرق مكافحتها مثل "سوسة النخيل", علاوة على التي توضح خطوات عملية إنتاج التمور من الغرس، والتلقيح، والجداد، والمعالجة، وإعداد التمر للبيع, لدخوله في العديد من الصناعات مثل (عجينة التمور، الدبس، الخل، الأعلاف), كما تربط الزائر لها بالماضي عن طريق القرية التراثية التي تهتم بطرق زراعة النخيل القديمة.
وتعكس المدينة أهمية التمور في منطقة القصيم وجودتها وتنوعها, وتخدم النخلة وثمارها ومنتجاتها الأخرى, مواكبة بذلك توجهات الدولة نحو اقتصاد المعرفة وتسخيره في استخدام وتنمية قطاعات إنتاجية مجزية تؤدي -بإذن الله- إلى تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص وظيفية لشباب الوطن.
وتدخل ثمرة التمر بعد تلقيحها في خمسة أطوار (مراحل) نمو أساسية, وهي: الطلع, ثم الخلال, ثم البسر, ثم الرطب, ثم التمر: وهو الطور النهائي للثمرة، والبسر هو الذي أخذ اللون الأخضر أو الأصفر مثل: الصفري أو الأحمر مثل الحلوة, والرطب هو الذي نصفه الأعلى مثمر ومن الأسفل بسر لم يثمر, ويسمى أيضا المنصوف أو المقمع أو مذنابة.
ويسمى التمر "المنجم الغذائي للإنسان" لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية المفيدة للصحة مثل: الفسفور، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والصوديوم، والكبريت والكلور, والبوتاسيوم، وكميات قليلة من الحديد، والمنجنيز، والنحاس، والزنك والكوبلت، والفلور, وحامض 3"حمض فينولي ", كما يحتوي على سكروز، وسكريات مختزلة مثل الجلوكوز، والفركتوز، والبروتينات، وفيتامينات : أـ ب1 ـ ب2 ـ د, وحمض الفوليك والنياسين, وحمض الأسكوربيك.
وتشتهر المملكة بمجموعة كبيرة من أصناف التمور منها: أبو حلاء، والشرقية، والصور، والعنبرة، وأم الحمام، وأم الخشب، وأم رحيم، وأم كبار، وبرحي، وبرني، وبريم، وبكيري، وبياض، وتناجيب، وجسب، وحاوي، وحاتمي، وحقاقي، وحسينية، وحضيرية، وحقي، وحلوة، وحلية ورسي، وحمراء، وحمر عقيق، وخشرم، وخصاب، وخضري، وخلاص، وخنيزي، ودخيني، ودقل، وذادي، وربيعي، ورخيمي، ورزيز، وردتان، وسري، وسويسري، وسكري، وسكرية، وسلج، وشبيبي، وشكل، وشقري، وشلبي، وشهل، وشيشي، وصبيحة، وصفاري، وصفراء، وصفري، وصقعي، وعوينات، وعجوة، وعز، وفنخاء، وقطار، وكسبة، وكبان، ولاصمية، ولونة مساعد، والمتلين، والمشوك، والمجناز، والمسكاني، والمسبحية، والمقفزي، والمكتومي، ومنيفي، ونبوت سيف، ونبت زامل، ونبت سلطان، ونبت قرين، وهلال، ووصيلي, وونانة.
ويمتاز التمر بعدة فوائد صحية فهو غذاء وفاكهة وشراب وحلوى ودواء ويتركب من 21 في المائة ماء، وعدد كبير من الفيتامينات، 1.2 في المائة بروتين، و18 في المائة نسبة دهون، و73 في المائة سكريات، و3 في المائة ألياف، فيما يعطي كيلوجرام واحد من التمر القيمة الحرارية نفسها التي يعطيها كيلوجرام من اللحم، وثلاثة أضعاف ما يعطي كيلوجرام من السمك.
وينمو التمر على شكل عناقيد تسمى عراجين ويمكن أن يحتوي العرجون الواحد على بعض أنواع التمر الناضجة ما بين 600 إلى 1700 تمرة وقت القطف، وتنتج النخلة الواحدة سنويا ما لا يقل عن 45 كيلوجراما من التمر.