«سياحة الشمالية» تعيد الوهج للحرف والمصنوعات اليدوية
أعادت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بفرعها في منطقة الحدود الشمالية للحرف والمصنوعات اليدوية وهجها المفقود من خلال اهتمامها بالأسر المنتجة في جميع المهرجانات التي تشرف عليها ودعوتها لهم وتشجيعهم وتذليل الصعاب التي تواجههم، ومنذ بدء عملها في المنطقة اهتمت بالسياحة البيئية وتشجيعها ودعمها بالتعاون مع شركائها، وأعادت للحرف اليدوية وهجها الجميل من خلال التركيز عليها ودعمها وتشجيعها وتنظيم مشاركتها في المهرجانات والبرامج التي تشرف عليها، ما حدا بالكثير ممن لهم خبرة وهواية في تلك الحرف والمصنوعات اليدوية من سكان المنطقة إلى العودة إلى هذا المجال بعدما وجدوا التشجيع والدعم من هيئة السياحة خصوصاً عددا من النساء اللواتي ساهمن في الحياة الاقتصادية وفي توفير المال وتحسين ظروف العائلة المادية من خلال هذا الإرث الحرفي المميز.
#2#
وبرز دور المرأة وتجلّت مواهبها وقدراتها التي ترجمتها إلى أدوات للعمل والكسب في أمور مختلفة ونواحٍ متعددة ومنها المنسوجات الصوفية التي برعت فيها بأنواعها المختلفة، وأضفت عليها لمسات جمالية من ذوقها السليم فكانت تلك الصناعة فناً من الفنون التي امتازت بها المرأة، واتخذتها فيما بعد مصدراً من مصادر رزقها، من الكسب الطيب الحلال، بحكم تميز المنطقة بأنها أكبر منطقة رعوية ومصدر للثروة الحيوانية في المملكة وتحتضن ما يقارب الستة ملايين رأس من الأنعام.
وانعكس هذا على وفرة خام الصوف الذي تصنع منه المنسوجات وغيرها، ولكن هذه الكمية الهائلة من الصوف تحتاج إلى استثمار اقتصادي أكبر من خلال شركات مختصة في المنطقة.
ومن هذه المنسوجات التي تصنع يدوياً "البسط" و"اللحف" والمنسوجات الأخرى، والتي تستعمل فرشاً أغطية في أيام الشتاء القارس والمصنوعات اليدوية ذات الجودة العالية وأفضل من عمل الكثير من المصانع، أيضاً لا يقف نشاط المرأة على مجال النسيج وحده بل تقوم بأعمال أخرى كالخياطة والتطريز ومنتجات الألبان وغيرها.
#3#
وبين الدكتور جهز الشمري مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة الحدود الشمالية أن الهيئة نفذت من خلال مركز الحرف والصناعات اليدوية في الهيئة أفلاما وثائقية للحرف والصناعات اليدوية المرتبطة بالحرفيين والأسر المنتجة في منطقة الحدود الشمالية حيث صدر حديثاً ثلاثة أفلام توثيقية وتسويقية تتمثل في (حرفة الندافة وأدوات الصقارة، والصناعات الخشبية والنجارة)، وتم وضعها في أقراص مضغوطة لتوزيعها على شركاء الهيئة في المنطقة وعرضها في المناشط التي تشارك أو تنظمها الهيئة في المنطقة. كما سيتوالى توثيق الموروث الثقافي المادي وغير المادي وحفظه من الاندثار.
هذا النشاط الملحوظ للهيئة العامة للسياحة والآثار في الفترة الأخيرة بتعاونها مع شركائها واهتمامها الكبير بإقامة العديد من المهرجانات طوال العام وتركيزها الملحوظ أيضاً إلى جانب الترفيه والتسوق على الأسر المنتجة ودعمها وتهيئة المكان المناسب لها في الكثير من المهرجانات، أعاد الحرف والمصنوعات اليدوية والتراثية والمنتجات الأخرى وغيرها مما كان له أثر كبير على نفوس الأسر المنتجة، وكذلك تقدير الجميع لهيئة السياحة والآثار على خطواتها الوطنية المباركة.