30 % من الوفيات في السعودية مرضى قلب وأوعية دموية

30 % من الوفيات في السعودية مرضى قلب وأوعية دموية

أفصح الدكتور خالد فايز الحبيب رئيس جمعية القلب السعودية، عن أن دراسات علمية ساهمت فيها الجمعية أشارت إلى أن أكثر من 30 في المائة من الوفيات في المملكة، هم من مرضى القلب والأوعية الدموية، أي ثلث الوفيات في السعودية.
وكشف الدكتور الحبيب عن تعاون مرتقب بين الجمعية ووزارة الصحة ممثلة في مجلس الخدمات الصحية، ومن المتوقع أن تتم تلك الشراكة المرتقبة بعد انتهاء موسم الحج الحالي، 1435هـ، ولفت إلى أن هذه الشراكة تهدف في المقام الأول إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تتضمن إحصائية دقيقة حول أعداد المصابين بأمراض القلب في المملكة، وأماكن توزعهم الجغرافي، لإيجاد المراكز والأبحاث المتخصصة في تلك المدن، على حسب الاحتياج.
وقال الحبيب، إن فكرة الشراكة "لا تقتصر فقط على معرفة أعداد المرضى في مستشفيات المملكة المختلفة في كافة القطاعات العسكرية والخاصة والحكومية والجامعية فحسب، بل تتطلب أيضا التنسيق فيما بين كل تلك القطاعات، إِذ إن المدينة الواحدة قد يوجد بها 10 معامل لقسطرة القلب، إلا أنه لا يوجد تنسيق بينها، ولا يوجد مجال للتواصل والحديث فيما بينها، وهو ما يواجه المدن الكبرى مثل الرياض وجدة".
وتابع "أتمنى أن تتم الموافقة على إنشاء قاعدة البيانات الوطنية على مستوى المملكة لتشمل جميع القطاعات الصحية العاملة في المملكة، إِذ إن الدراسات العلمية التي شاركت في عملها من خلال الجمعية، تشير إلى أن أكثر من 30 في المائة من الوفيات في المملكة، هم من مرضى القلب والأوعية الدموية، أي ثلث الوفيات في المملكة، فيما تراوح متوسط أعمار المصابين بالجلطات ما بين 58-60 سنة، وهو أقل من المعدلات العالمية بنحو 6-10 سنوات، خصوصا إذا ما عرفنا أن نسبة مرضى السكري في المجتمع 25 في المائة، لكن نسبتهم لدى المصابين بالجلطات تصل إلى 60 في المائة".
وأشار إلى أن تقدير حاجة المملكة لمراكز القلب المتخصصة يستدعى دراسة جميع مدن المملكة في الشمال والجنوب، مشيرا إلى أن كثيرا من مرضى القلب في شمال المملكة يذهبون للأردن لعمل القسطرة هناك، ويدفعون من حسابهم الخاص للعلاج، لعدم توافر مراكز قسطرة.
واستدرك في حديثه "بالرغم من أن آلافا من عمليات القسطرة تجرى يوميا في المملكة، إلا أن هناك آلافا آخرين ينتظرون لسنوات طويلة حتى يتم قبولهم في أحد المستشفيات".
وأبان الدكتور الحبيب أن تعدد القطاعات الصحية بالمملكة ما بين قطاع الصحة والداخلية والحرس الوطني والجامعي والملك فيصل، جعل من الصعوبة أن تصل أرقامها والإحصائيات الخاصة بها إلى وزارة الصحة، وهو ما يشكل تحديا كبيرا.
وانتقد رئيس جمعية القلب السعودية وجود فجوة حقيقية بين عدد الأطباء المؤهلين وعدد مرضى القلب بالمملكة، لافتا إلى أن هذه الفجوة غير مدروسة ولم يتم حسابها حتى الآن، في ظل غياب الإحصائيات الدقيقة، إِذ إن غالبية الدراسات التي أجريت في جمعية القلب لم تتعد تحديد متوسط عمر الإِنسان المصاب بالجلطة، ونسبة مرضى السكري منهم، لكنها ليست الأرقام الأساسية التي يحتاجها القطاع، إلا أن جمعية القلب السعودية بصدد التعاون مع وزارة الصحة لمعرفة حجم حاجة المملكة الفعلية لأطباء القلب، مشيرا إلى أن المملكة بشكل عام تفتقر للإحصائيات الدقيقة حول عدد الأطباء الموجودين أو عدد الأطباء الذين تحتاج لهم خلال السنوات القادمة أو عدد جلطات القلب التي تحدث بالمملكة سنويا.
وتابع "أن هناك تحديات كبيرة تواجه القطاع من ناحية خدمات نقل المرضى عن طريق الإسعاف، وذلك لنقص الكوادر الصحية المؤهلة، إضافة إلى أن كثيرا من مرضى جلطات القلب الحادة لا يعالجون بالطريقة المثلى، وهي القسطرة الأولية، ليؤخذ المريض بصورة عاجلة إلى غرفة العمليات لعمل القسطرة، إنما يعطون مذيبات للجلطة، وهي طريقة عالمية مأخوذ بها ولها فاعليتها، إلا أن الأهم من ذلك هو علاج الجلطة بالقسطرة، أي فتح الشريان".
وأكد أن غالبية مدن المملكة وخصوصا جدة ينقصها المراكز المتخصصة في هذا النوع من العلاج على مدار 24 ساعة، مشيرا إلى أن المرضى لا يعالجون بالقسطرة مباشرة خلال الساعات الأولى من حدوثها، وتكتفي المستشفيات بإعطائه مذيبات للجلطة، موضحا أن أكثر من ثلث المرضى يأتون للمستشفيات في وقت متأخر دون أن يعطون أي مذيبات للجلطة أو يعمل لهم عملية القسطرة فيصاب القلب بالضعف.
وأوضح الحبيب أن الوقت المثالي لقدوم المريض للمستشفى لعمل القسطرة يراوح ما بين 3و12 ساعة.
وعن حاجة التخصص في الأيام المقبلة، أشار إلى أن قطاع القلب يحتاج إلى إقامة نظام وقائي، عن طريق تفعيل أنظمة طب الأسرة في المستشفيات للمساعدة في اكتشاف المرض في وقت مبكر، وإقامة بنية تحتية مساعدة لتحسين خدمات القطاع الصحي.
بدوره علق الدكتور عادل طاش، المدير الطبي لمجمع الملك عبد الله الطبي في جدة، بأن مستشفيات وزارة الصحة في جدة لا يوجد بها سوى معملي قسطرة يخدمان عددا كبيرا من السكان في جدة، في حين تراوح تعداد سكان محافظة جدة الرسمي ما بين 3 و4 ملايين نسمة، وفي أيام الأعياد والإجازات والمناسبات يزيد هذا الرقم ليتجاوز 5 ملايين نسمة، وهو ما يثبت أن أعداد المراكز قليل جدا إلى عدد السكان.
وتابع طاش "من المفترض أن يكون لكل مليون نسمة من السكان ما يقارب 500-600 قسطرة للقلب في الشرايين، وإذا افترضنا أن كل مركز يقوم سنويا بنحو 500 قسطرة سنويا فنحن بحاجة لعدد أكبر من العدد الموجود حاليا، ولتحديد العدد الذي نحتاجه، لا بد من معرفة أعداد معامل القسطرة الموجودة في كل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وغيرها من القطاعات الأخرى والخاصة، وهو ما يصعب في الوقت الراهن لغياب التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة المختلفة.

الأكثر قراءة