التحذير من زعفران مغشوش مخلوط بمواد كيماوية مسرطنة
حذر خبراء ومختصون في سوق الزعفران من انتشار كميات كبيرة من الزعفران المغشوش في أسواق المملكة، وأكدوا أن هذا النوع يباع بأسعار عالية، الأمر الذي يقصد منه إيهام المستهلك بأنه زعفران أصلي. كما أوضحوا أن مسألة التفريق بين الزعفران الأصلي والمغشوش بسيطة يمكن لكل مستهلك أن يقوم بها ليتأكد بنفسه من جودة ما يشتريه.
"الاقتصادية" قامت يجولة على بعض محال الزعفران في الرياض كشفت من خلالها توافر الزعفران المغشوش وبكثرة في معظم تلك المحال، ويؤكد خالد السلمان – تاجر زعفران – أن الكمية المغشوشة منتشرة بشكل واسع ومنذ أكثر من عشرة أشهر ويلاحظ عليها الحمرة الزائدة وكذلك عدم وجود رائحة الزعفران المعروفة فيها، أما عن الفرق الجوهري بين الزعفران الأصلي والكمية المغشوشة فيقول السلمان إنه بعد وضع الأخيرة في ماء مغلي يلاحظ حمرة الماء على العكس من الزعفران الأصلي الذي يحول لون الماء المغلي إلى أصفر.
ويضيف أنه بعد بقائه في الماء يلاحظ على الزعفران المغشوش تحلله التام بعكس الجيد الذي يبقى كأوراق زهور.
ويوضح السلمان أن تلك الكميات المنتشرة في السوق غير مسموح باستيرادها إضافة إلى كونها غير مطابقة للمواصفات، فالنتائج المخبرية تشير إلى ضررها على الجسم وأثبتت أنها مادة غير صالحة للشرب، ويتم استيراد من إحدى دول الخليج المجاورة وتدخل عن طريق منافذ برية دون المرور على رجال الجمارك، ويبين أن المادة مصنعة كيميائياً في الأصل لتحمير أعلى الوجه – وهو اعتقاد ديني عند الهندوس - ويصل سعر الكيلو منها إلى 800 ريال بينما متوسط سعر الكيلو للزعفران الجيد هي 4000 ريال الأمر الذي ساعد على انتشارها من قبل بعض التجار الذين يسعون إلى الربح دون أي اعتبار لصحة المستهلكين.
ويوضح السلمان أن قيام مروجي هذا الزعفران بخدمة التوصيل إلى المنازل، أدى إلى نجاحهم في توزيعه بكميات كبيرة بعيدا عن أعين الجهات المعنية بالأمر، إضافة إلى قيام بعضهم بتسويقه عند المساجد الكبيرة مدعين أنه من أجود أنواع الزعفران.
ودعا السلمان إلى حملة تفتيشية على محال العطارة التي تزخر بمثل هذه الأنواع إلى درجة جعلت الزعفران الأصلي نادر الوجود.
المختبرات الرسمية:
اتفاق على أضراره
"الاقتصادية" لم تكتف بخبرة التجار في الحديث عن هذا الزعفران بل حصلت على ثلاثة تقارير من جهات رسمية تؤكد وجود مواد ضارة في هذا المنتج، فقد أكدت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس في تقرير صادر عنها أن هذا النوع يحتوي على ألوان غير مسموح بها، إضافة إلى نكهة غير مرغوبة، كما أن نسبة الرماد غير الذائب في الحمض أعلى من الحدود المسموح بها في المواصفة القياسية السعودية.
أما وزارة التجارة والصناعة فقد ذكرت في تقرير لها بعد تحليل هذا الزعفران في مختبر الجودة النوعية المركزي التابع للوزارة أن هذا الزعفران يحتوي على ألوان صناعية مثل اللون E124 الممنوع استخدامه في الأغذية.
وبعد تحليل هذه المادة في المختبر المركزي لوزارة الصحة جاءت النتائج أنها تحتوي على ألوان اصطناعية مضافة وهي كما يلي:
1- Ponceau (بونشي) E124
لون اصطناعي منع استخدامه في أكثر دول العالم منها السعودية لأنه مثير للحساسية يزيد من إنتاج الهستامين ويزيد حدة مرض الربو,كما يعتبر من المواد المسرطنة في بعض الدول لذلك منع استخدامه من قبل FDA هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
2- Tartrazine (تارترازين) E102
وهو لون اصطناعي يستخدم بشكل واسع في الولايات المتحدة وحظر استخدامه في النرويج وأستراليا.
3- Sunset yellow (صفار الغروب) E110 لون اصطناعي منع استخدامه في النرويج و فلندا.
الزعفران الأصلي: نبات مدلل بأسعار عالية
يشار إلى أن الزعفران من التوابل الثمينة النادرة، فهو ملون طبيعي يستعمل لإعداد أنواع الأطعمة والحلويات، كما يستخدم في القهوة والنعناع إلى جانب استخدامه المرتفع في إضافة نكهة مميزة ولون مختلف على وجبة الكبسة الأكلة الأكثر شعبية لدى السعوديين.
وتستخلص مادة الزعفران من زهرة ذات لون بنفسجي فاتح جميل، تحتوي في قمتها فروعا بلون برتقالي يميل إلى الحمرة ويوجد في داخلها خيوط الزعفران، ويتم استخراجها بدقة متناهية وبأيدي أشخاص ذوي خبرة وفن في التقاطها وتجميعها، لذا فإن أسعاره باهظة الثمن خاصة الأنواع الفاخرة منه والتي يتم زراعتها في إيران.