"ريجيم البصمة" اسم تجاري لا علاقة له بعلاج السمنة

"ريجيم البصمة" اسم تجاري لا علاقة له بعلاج السمنة

يحاول أغلب من يعاني السمنة التخلص من وزنه الزائد بكل الطرق المتاحة، إذ يشكل هذا الأمر هاجسا مؤرقا لكثير ممن ابتلوا بتلك الكيلوجرامات الزائدة التي نكدت عليهم سعادتهم، وحرمتهم من التمتع بكثير من متع الحياة ونتيجة "لاستماتة" كثير من هؤلاء في البحث عن أي طريقة تخلصهم من تلك الشحوم الثقيلة بدأت بعض المراكز الصحية بالتفنن في ابتداع العديد من الطرق التي تزعم فاعليتها في تخفيف الوزن الزائد ومن تلك الطرق "ريجيم البصمة" الذي انتشرت إعلاناته أخيرا على صفحات الجرائد ولوحات الطرق الإعلانية.
وحول معنى "ريجيم البصمة" يوضح الدكتور حسام الدين عبد الصادق متولي استشاري الصحة العامة و التغذية أن هناك نوعية من التحاليل الطبية المتقدمة تتعلق بالغذاء و التغذية و قد أطلق عليها أسماء تجارية مثل البصمة الوراثية أو بصمة الدم، ولا توجد هناك أي علاقة من أي نوع بين البصمة كاسم -مثل بصمة الأصابع أو الصوت المعروفة- و بين هذه النوعية من التحاليل.
ويؤكد الدكتور حسام أنه لا يوجد علميا ريجيم يسمى "ريجيم البصمة" وإنما هو اسم تجاري فقط. ويوضح أن هذه التحاليل تخضع لأساس علمي واحد وهو التوافق بين الغذاء و الدم سواء عن طريق خلايا الدم البيضاء أو الأجسام المضادة, ولذلك فإن التسمية العلمية لهذه التحاليل هي "التوافق الغذائي بالدم" وهذه التحاليل تقيس درجة و قوة تفاعل المواد الغذائية بمختلف أنواعها و أصنافها مع تركيبة الدم لدي جسم الإنسان.
ويبين استشاري التغذية أن فائدة هذه التحاليل تكمن في التعرف على قوائم الأغذية المناسبة وغير المناسبة للجسم، ويرى أنه من غير المقبول أن توجه هذه الفحوصات لعلاج السمنة بشكل مباشر، كما يؤكد أن الادعاءات حول هذا الفحص أنه يعالج السمنة ادعاءات غير صحيحة، وإنما يعتبر هذا الفحص مجرد عامل مساعد للتعرف على نوعيات الأغذية التي يتقبلها الجسم والأخرى التي من الممكن أن تسبب مشاكل متعددة مثل الصداع النصفي، وأمراض الجهاز الهضمي والقولون، والحساسية الجلدية ، والاكتئاب، وغيرها.
ويحذر الدكتور حسام من استخدام هذا الفحص دون استشارة طبيب مختص في هذا المجال أو بمركز غير معتمد أو غير مرخص له بإجراء مثل هذه النوعية من الفحوصات؛ لأن الإقبال عليه فقط لعلاج السمنة أو لإجراء ريجيم مباشر هو بكل تأكيد نوع من إهدار المال في أمور لا فائدة منها.
وحول وجود أضرار صحية جراء هذا الفحص يرى الدكتور حسام أنه لا توجد أضرار منه إلا إذا أجري بدون إشراف طبي مباشر؛ لأنه من الممكن أن يحرم الشخص نفسه من نوعيات من الغذاء قد تكون مفيدة له وهو لا يعلم، وذلك بناء على نتائج الفحص.
وينصح الدكتور حسام باتباع أفضل السبل لإنقاص الوزن بطريقة آمنة وذلك عبر المداومة على نظام غذائي متوازن بعد الكشف الطبي الشامل وعمل التحاليل الروتينية الأساسية كوظائف الكبد و الكلى و نسبة السكر بالدم و من ثم اتباع نشاط حركي معتدل و منتظم و استخدام المدعمات الغذائية المناسبة تحت إشراف مختصين بالتغذية.

الأكثر قراءة