سجال على «يوتيوب» حول حقيقة مقطع طفل سوري يتحدى قناصة النظام
"وكأنني أشاهد فيلما" بهذه العبارة علق أحد المتابعين في "يوتيوب" على مقطع لطفل سوري شجاع قام بإنقاذ فتاة صغيرة رغم تعرضه لإطلاق نار من قناصة تابعين لقوات النظام السوري.
والمشهد الذي بث تحت اسم "طفل سوري شجاع ينقذ فتاة من نيران القناصة" بدا غير مصدق للوهلة الأولى ودفع كثيرا من المتابعين إلى وصفه بالمقطع التمثيلي، كان ضمن المقاطع الأكثر مشاهدة في "يوتيوب" خلال هذا الأسبوع، وتم بثه على نطاق واسع على عدد من قنوات "يوتيوب" بعضها إنجليزية حازت مجتمعة أكثر من مليوني مشاهدة.
وقصة المقطع تدور حول طفل سوري مصاب في ساحة ترابية غير معبدة تحت مرمى القناصين، نهض لينقذ فتاة صغيرة قبل أن يتعرض لرصاصة بدا وكأنها أصابته في ظهره مع تناثر للغبار دون أن يكون هناك أثر واضح للدم، سقط بعدها أرضا لثوان معدودة قبل أن يعاود النهوض ويسحب فتاة صغيرة مختبئة خلف سيارة كانت خائفة من تعرضها لوابل الرصاص. والمقطع تم تصويره بكاميرا هاتف مع تعليق للمصور الذي كان يراقب المشهد من بعد.
وحقق المقطع الأصلي الذي بث على قنوات مؤيدة للثورة السورية أكثر من 1.5 مليون مشاهدة، حصل فيها الفيديو على 13 ألف إعجاب من مجمل التقييمات، وهو رقم كبير جدا بمقاييس "يوتيوب"، فيما لم يتم تقييمه سلبيا إلا من 400 متابع فقط. أي أقل من 3 في المائة من المتابعين.
كما شهد المقطع سجالا كبيرا بين المتابعين حول مدى مصداقيته وكتب نحو 1500 شخص آراء مختلفة حوله. كان أبرزها التشكيك في مصداقيته، والرد على هذا التشكيك.
وكان النقطة الرئيسة التي أثارت الجدل هو قدرة طفل صغير على تحمل الإصابة برصاصة في ظهره ومن ثم النهوض لإنقاذ فتاة والركض بها بسرعة! هذا مع عدم وجود دماء واضحة على ثيابه، وهو أمر لا يمكن التأكد منه لكون جودة الفيديو منخفضة نوعا ما.
وكتب أحدهم: "لو عُرض هذا المقطع في فيلم سينمائي لما صدقته، لكني أعتقد أن النظام يقوم بما هو أفظع من هذا لذا فإني أتقبله كحقيقة واقعة وأعتبره معجزة في الوقت ذاته".
فيما قال آخر: "أنا أحيي شجاعة هذا الطفل حتى لو كان هذا المشهد تمثيليا، فالتمثيل في هذه الأجواء والقيام بدور البطل يستحق منا الإشادة، رأيي أن المقطع غير حقيقي فلا أثر للدم على جسد الطفل وطريقة سقوطه على الأرض توحي بأن الأمر مرتب له".
ورفضت غالبية المشاهدين اعتبار المقطع مزيفا وقال متابع رمز لنفسه باسم "ابن حلب": هل يحتاج السوريون إلى صنع مقاطع مزيفة لتشويه صورة النظام؟ كل الدلائل تشير إلى أن المقطع حقيقي، طريقة التصوير، أسلوب تعليق المصور الذي تتردد الكلمات من فمه بعفوية يعجز عنها أعظم ممثلي هوليوود، اهتزاز الكاميرا، وقبل هذا كله استيعابي أن النظام لا يتورع عن قتل الصغير والكبير، وتابع قائلا: أما عدم وجود أثر للدم على قميص الطفل فمن يؤكد أن الرصاصة أصابته! إذا كان هناك تمثيل في المقطع فهو التمثيل الذكي الذي مارسه الطفل على قوات النظام، أوهمهم أنهم أصابوه وهم لم يفعلوا ومنح نفسه فرصة للحياة، هنيئا له، وكفى خذلانا لأطفال سورية".
وصادق متابع آخر على هذا الكلام "لا أرى هذا تمثيلا، بل هو حقيقي بلا شك، الطفل كان يتظاهر أن الطلقة أصابته كي يستطيع الاقتراب من الفتاة ويتمكن من إنقاذها".
وأضاف "البعض ركز على نقطة تناثر الغبار بدلا من الدم عند إطلاق الرصاصة، وهذه حجة لهم لا عليهم، فكيف يستطيع هذا الطفل إطلاق غبار من ثيابه وهو يركض، هو في أحد مسارح الحرب في سورية وليس في مسارح صناعة السينما العالمية، قليل من التعقل!" وعلى هذا المنوال استمر السجال بين مؤيد ومعارض ومصدق ومكذب.