أستراليا «تصفح» سيارات زعماء قمة «العشرين» ضد القنابل
تحرص كل دول العالم التى تتاح لها الفرصة لاستضافة أي حدث عالمي أيا كان نوعه سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو حتى رياضيا على أن تظهر بالمظهر اللائق لها كدولة تستحق استضافة هذه المناسبة أو الحدث الكبير.
وفي هذا الصدد وعلى هامش انعقاد قمة مجموعة "العشرين" التي بدأت اليوم في مدينة برزبن كانت اللفتة الكبرى من الحكومة الأسترالية هي تأمين أسطول سيارات رصدت له 16 مليون دولار لزعماء هذه القمة.
وأوضحت معظم الصحف الأسترالية التي نقلت الخبر أمس على صدر صفحاتها صور السيارات وأن هذه السيارات محصنة ضد القنابل وتم استئجار هذه السيارات مقابل 1.8 مليون للسيارة الواحدة، مشيرة إلى أن الشركة الألمانية قد فازت بمناقصة توريد هذا النوع من السيارات وهى موديل بي إم دبليو، وأطلقت الصحف عليها "المرسيدس الحارس".
وتقول صحيفة "ذي أستراليا" إن هذه السيارت تم توزيعها على رؤساء الدول الأجنبية ووزراء المالية وغيرهم من كبار الشخصيات، ولكنها أيضا ليست لجميع الرؤساء فمثلا الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين تم استجلاب مركباتيهما الأمنية الخاصة.
وإضافة إلى أن سيارة المرسيدس المحصنة ضد القنابل تتحمل أيضا قوة النيران من بندقية من نوع (AK47) فإنها مزودة بإطارات واقية بأسلوب الأظافر، ويوجد بها نظام لتخزين الأوكسجين مثل ما هو موجود على متن الطائرات في حالة وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية.
كما لديها نظام تقني يستخدم للرؤية الليلية وسط الظلام وبالإمكان إسقاط صورة من الطريق على لوحة رقمية عريضة، وتزن السيارة الواقية أكثر من أربعة أطنان أي أكثر من ضعف سيارة المرسيدس العادية ومضاف لها دورع وزجاج سميك ومدعومة بمحرك ضخم مقاس (V12).
وتوضح صحيفة "Sydney morning herald" أنه تم شحن أكثر من نصف السيارات التي سيتم استخدامها خلال قمة "العشرين" بالفعل إلى أستراليا وهم في المراحل النهائية من الإعداد، ووفرت الحكومة الاتحادية سائقين مدربين خصيصا لقيادة هذا النوع من السيارات قبل موعد القمة منذ فترة كافية.
أما الوصف الداخلي للسيارة فإن مقاعدها مثل مقاعد "درجة رجال الأعمال" مع التدفئة والتبريد إضافة إلى وظيفة التدليك الميكانيكية، وجهاز تلفزيون وجهاز دي في دي، وأربعة وجهات تكييف للهواء التي من شأنها أن تبرد تلقائيا جانبا واحدا من السيارة اعتمادا على موقع الشمس التي تتبعها.
أما سرعتها فهي 600 كيلو متر في الساعة ويمكن أن تصل إلى الحد الأقصى للسرعة مثل سيارة موديل بورش 4.6 ثانية، ولكن الوزن المضاف لها مثل الدروع يجعل سرعتها تصل إلى 6.2 ثانية.
وللحفاظ على الأجواء الأمنية لهذه القمة المهمة تم وضع خطة أمنية محكمة في المدينة التي تستضيف هذا الحدث من خلال معظم الشوارع الرئيسة المؤدية إلى مقر القمة، وسدت الكثير من الطرق وأخليت منطقة وسط المدينة نسبيا وقد كلفت هذه الخطة الحكومة الأسترالية 100 مليون دولار أسترالي (مليون دولار أمريكي) لتأمين الفنادق التي سيقيم فيها القادة والطرق المؤدية إليها. ولعل الإجراءات الأمنية المصاحبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما والمقرر أن يصل صباح اليوم هي الأشد، بالنظر إلى الاستعدادات الأمنية التي نفذت حتى الآن.
من جانب آخر، تتعامل الشرطة مع أكثر من 20 مجموعة احتجاجية تخطط لإقامة تظاهرات سلمية معظمها اليوم مع بدء أعمال القمة رسميا. وقالت الشرطة إن المتظاهرين المتطرفين قد يعكرون صفو بعض التظاهرات السلمية ما قد يتسبب في أعمال عنف وإضرار بالممتلكات على نحو ما جرى في قمم مجموعة "العشرين" السابقة. فقد تم نشر أكثر من 6000 شرطي و900 جندي حول برزبن قبل بداية القمة المرتقبة.