تعاون مشترك بين جمعيات الزواج لتغيير الصورة الذهنية عن خدماتها
قال لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد العبدالقادر أمين جمعية (وئام) والمتخصص في الأمن الاجتماع: إن جمعيات الزواج تسعى حاليا لإيجاد مجلس تنسيقي أو لجنة تنسيقية من ضمن أهدافها رسم صورة ذهنية راقية تسهم في تقديم الخدمات وإقبال الناس عليها، موضحا أن عمر الخطة قد يستغرق نحو عامين؛ محذرا من التأخر في طرح رؤية مستقبلية للأسرة السعودية، على مدى السنوات العشر المقبلة، تتناول حلولا إرشادية مبتكرة لتعزيز قيم التعاضد والتكافل الأسري في مواجهة ظواهر التفكك والعنف والعنوسة.
وحول سلبية خلط بين دور الجمعيات الخيرية والزواج قال: "إنه يعتم على الصورة الذهنية التي تبثها الجمعية إلا أن القطاع الخيري لا يزال يحظى بالثقة، وبين العبدالقادر أن النظرة لا تزال خاطئة لجمعيات التزويج وأن الفكرة العامة أنها لذوي الظروف الخاصة.
وبين أن الملتقى الذي سيناقش من خلال 30 ورقة بحثية لهذه الاستراتيجيه، قد يتطرق جزئيا إلى سلبيات الزيجات الجماعية والنظرة السلبية المجتمعية لجمعيات الزواج، مضيفا "أنه ليس محورا أساسيا، بل مناقشة أبرز التحديات التي تواجه الأسر وسبل النهوض بخدمات الجمعيات ووصولها إلى خدمة ترقى بالمستوى والبعد الزمني.
وشدد على وجوب صياغة ما أسماه استراتيجية لـ "هندسة المجتمعات" ترتكز على منهجية بحثية ميدانية، ينفذها خبراء ومختصون في مجال الدراسات السكانية والتعليمية والصحية وعلم الاجتماع وعلم النفس ورجال القضاء وخبراء في المجال الأمني.
ونبه الدكتور العبدالقادر إلى أن "هندسة المجتمعات" علم حديث لم يتم تسخيره في العالم العربي بشكل جيد حتى الآن، ويتطلب وقفة جادة من الجهات المسؤولة لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع وتحويله من مجرد مصطلح إلى ممارسة فعلية على أرض الواقع. لافتا إلى أن من أهداف الهندسة المجتمعية هو الطرح الشمولي للقضايا المجتمعية، سواء على صعيد تشخيص المشكلة أو على صعيد إيجاد الحلول.
وضرب أمين جمعية وئام الدكتور العبدالقادر مثلا على ذلك بقوله: إن المجتمع السعودي يشجع منذ فترة تزيد على عقدين من الزمن على تأصيل مفهوم (الزيجات الجماعية) لمحاربة ظاهرة اجتماعية خطيرة تتمثل في تفشي العنوسة. موضحا أن هذه المبادرات تتم في إطار اجتماعي يغلب عليه القالب التطوعي والمبادرات الفردية والنهج الإداري للقائمين على جمعيات الزواج، مطالبا أن يتم وضع هذه المهرجانات، التي تهدف إلى الحد من ظاهرة "العنوسة" ضمن استراتيجة "هندسة المجتمعات" من خلال مفهوم إصلاحي اجتماعي أشمل وأعم، يراعي خطط التنمية في المناطق والمحافظات والمدن السعودية، بحيث تقدم خدمات شمولية تقوم على أساس رعاية الأسرة من جميع النواحي لمحاربة ظاهرة العنوسة، وبما يتسق مع خطط البنية التحتية وخطط التنمية المستقبلية التي تختص بقطاعات التعليم والصحة والخدمات البلدية والإسكان وغيرها.